– شَعبُ الصُّمُود – (في الذكرى السنويَّة على هبَّة الأقصى)
تاريخ النشر: 07/10/20 | 10:30( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
شَعْبَ الصُّمود تحِيَّةٌ وَسَلامُ – عَجِزَ البَيانُ وَحَارتِ الأقلامُ
يا أيُّهَا الشَّعبُ المُبَجَّلُ ذكرُهُ – بكَ والكفاح ِ تُؤَرَّخُ الأعوامُ
حَيُّوا الشَّهيدَ مَآثِرًا وَمَناقبًا – تُحْنَى الرُّؤوسُ وَتخشعُ الأفهامُ
يا أيُّهَا الطّودُ الذي هَزَمَ الرَّدَى – شَهِدَتْ لهُ طولَ المَدَى الأيَّامُ
خُضْتَ الحياةَ مُكافحًا وَمُناضلاً – وَسَقاكَ من كأسِ الحياةِ زُؤَامُ
ما لانَ جَذعُكَ، بالثَّرَى مُتَشَبِّثٌ – ما هانَ عزمُكَ دائمًا مقدامُ
وَطريقُنا وَعْرٌ نَشُقُّ صعابَهُ – وَشِعارُنا صرحُ السَّلام ِ مَرَامُ
وَطريقُنا أمَمٌ تلوكُ قيُودَها – وَغدًا تُحَرَّرُ .. يرحلُ الظُّلّامُ
يا أهلَنا في الضّفَّةِ الثّكلى – وَغزَّةَ هاشم ٍ قلبي هُناكَ ضِرَامُ
اليومُ يومُ الثَّائرينَ على الأذى – نُعلي الجبينَ .. وَ تُرْفَعُ الأعلامُ
اليومُ جئتُ مُعَانقا أمل الأحبَّةِ .. تحتَ نعلي القيدُ والحُكَّامُ
هذا الطّريقُ يظلُّ أنْبَلَ غايةٍ – دربُ النّضالِ تعاضُدٌ وَوِئامُ
مَنْ مُبلِغُ الفاشِستَ أنَّ مَصِيرَهُمْ – عَفِنٌ .. وتاريخُ الطّغاةِ ظلامُ
فَلْيَعلَم ِ المُحتلُّ سَوفَ نُحيلُهُ – خَبَرًا غدًا ، وَمآلُهُ لَحُطَامُ
زَعَمُوا التَّفاوضَ يُرجِعُ الحقَّ الذي – قتلوهُ جَهرًا .. بل يكونُ سلامُ
قد رَوَّجَتْ لهُ بعضُ..بعضُ قيادةٍ – بِوَدَاعَةٍ وَكأنَّهَا أنعامُ
يا أيُّهَا الشَّعبُ العظيمُ إلى متى – تجري وَراءَ وُعُودِهِمْ وَتُضامُ
كذبُوا بما زَعَمُوا وَساءَ صَنيعُهُمْ – هُمْ ضَلَّلُوكَ وَخابت الأوهامُ
” أعلى عيونِ الثَّائرينَ غشاوَةٌ ” – وَعلى فم ِ المُتَحَرِّرينَ لجامُ ”
لا سلمَ حتى تُمطرَ الأرضُ الدِّمَا -وَيصول في هذا المَدَى الصّمصَامُ
لا سلمَ حتى أن يكونَ توازنٌ – في قوَّتينِ .. وتعدل الأحكامُ
هذي فلسطينُ المُنى نشرَتْ على – الدُّنيا السَّنا ، نارَ الشَّقاءِ تُسَامُ
وَدِماءُ أهليهَا الأباةِ إلى متى – وَيُبلُّ من ضَمَإِ الطُّغاةِ أوَامُ
شَعبَ الصُّمُودِ طريقُ كلِّ مناضلٍ – صَعبٌ عَصيبٌ مَجْدُهُ إيلامُ
لكنَّ بعدَ ظلامِهِ وقتامِهِ – يجلُو الدُّجَى وتبسمُ الأحلامُ
سَنُعَالج الباغي بنضح ٍ مِن دَم ٍ – لهُ مِن دِمَنا شَهوَة ٌ وَعُرَامُ
يا أيُّهَا السَّيفُ المُهَنَّدُ نصلهُ – حُزْتَ المآثرَ أيُّهَا الهمَّامُ
بنضالِكَ الدَّامي صَنعتَ مآثرًا – شَهِدَتْ لكَ الهَضباتُ والآكامُ
وطريقُنا للشَّمس ِنعبُرُهَا،ودولةُ – شعبِنا المقدام ِ سوفَ تُقامُ
نحنُ العذابُ المُرُّ والدَّمُ والأسَى – نحنُ الحَمائِمُ طُهرُهَا وَهيامُ
وَلَكَمْ مَدَدْنا للسَّلام ِ لَهُمْ يَدًا – قطعُوا الأيادِي وانْطَوَتْ أنغامُ
في المسجدِ الإبراهِميِّ دَنا الرَّدَى – وبكلِّ مُفترَق ٍ يدُبُّ حِمَامُ
في ساحةِ الحَرَم ِالطَّهُور تناثَرَتْ -جثَثُ البَراءَةِ .. كُدِّسَتْ أكوامُ
لا تندُبي أمُّ الشَّهيدِ وَزغرِدي – اليومُ عُرسٌ للكفاح ِ يُقامُ
لكِ من جراح ِ القلبِ أحلى باقةٍ – لِشَهيدِكِ الإجلالُ والإعظامُ
طفلَ الحجارةِ أنتَ أروَعُ آيةٍ – هَزَمَتْ زنازينَ العدَى فأغامُوا
طفلَ الحجارةِ أنتَ أشرفُ مَنْ مَشَى – وعَلى جبينِ الخالِدينَ وِسَامُ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ جراحِنا – خُضنا الحُتوفَ وكلُّنا ” قسَّامُ ”
المجدُ للشَّعبِ الذي قَهَرَ الرَّدَى – لم يثنِ عَزمَ كفاحِهِ الحُكَّامُ
تلكَ المجازر كلُّها شهدَتْ على – عسفِ الطّغاةِ لِيَخْسَإ الإجرامُ
لن تقدرَ الدنيا اقتحامَ عريننا – لن تقهَرَ الشَّعبَ الأبيَّ طَغامُ
فغدًا ستنفجرُ العروبة ُ، غيظُهَا – حنقا كما تتفجَّرُ الألغامُ
وَغدًا وَما أدناهُ مِن عيني غدًا – يجلُو الطغاةُ وتُرفَعُ الأعلامُ
والموعدُ المَنشُودُ قُدسٌ حُرَّةٌ – يزهُو الزَّمانُ وَتُشرقُ الأنسامُ
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )