مجازر الإرهاب الإسرائيلية شاهدة على تاريخهم الأسود
تاريخ النشر: 08/10/20 | 9:57بقلم : سري القدوة
الخميس 8 تشرين الأول / أكتوبر 2020.
جيل مؤسس من اللصوص والسارقين لبيوت الفلسطينيين هذا ما كشفته وسائل الاعلام الاسرائيلية في اوسع تغطية لها عن جرائم ارتكبت بحق ابناء الشعب الفلسطيني في النكبة عام 1948 حيث نشرت تحقيقات مهمة للغاية تثبت تورط قادة التشكيلات الاسرائيلية بقيامهم بسرقة منازل الفلسطينيين ونهب محتواها وارتكابهم جرائم حرب ضمن الملف الاسود لتاريخ دولة الاحتلال، وان لمثل هذه الجرائم ان تكون شاهدا على التاريخ وتوثق سجل الارهاب المنظم لدولة الاحتلال بحق الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه التاريخية المسلوبة.
شهادات إسرائيلية ووثائق مسربة من سجل الارهاب الاسود يتم نشرها تكشف الوجهة الحقيقي لدولة الاحتلال وتلفت الانتباه حول حقيقة نهب اليهود ممتلكات اللاجئين عام 1948 وممارسة الارهاب المنظم بحقهم، ونشرت وسائل الاعلام الإسرائيلية تحقيقا شاملا حول نهب العصابات الصهيونية ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم قسرا استنادا إلى شهادات شخصيات إسرائيلية بما في ذلك دافيد بن غوريون، مؤسس دولة الاحتلال الذي علق على اعمال النهب التي استهدفت عشرات الآلاف من البيوت والحوانيت والمزارع والمصانع الفلسطينية في المدن والقرى التي استولت عليها العصابات الصهيونية بقوله ان « معظم اليهود هم لصوص»، وهو تصريح موثق حرفيا، في محضر جلسة لمركز «مباي»، المحفوظ في متحف حزب العمل الإسرائيلي وعثر عليه المؤرخ آدم راز في إطار بحث لكتاب جديد من تأليفه، يتناول موضوعا مشحونا وحساسا ومتفجرا جدا، كما كتبت صحيفة هارتس تحقيقا حول نفس الموضوع بعنوان سرقة الممتلكات العربية في حرب الاستقلال.
ولعل نشر مثل هذه التحقيقات في وسائل الاعلام الاسرائيلي يكشف جزء بسيط من سجل الاحتلال الاسود ويكشف وجه الاحتلال القبيح الذي يتمثل بالإعمال الارهابية والقمعية التي اعتمدتها العصابات الاسرائيلية خلال اقتحامها للمدن الفلسطينية، واستخدامها ابشع الممارسات المحرمة دوليا بحق السكان الامنيين في بيوتهم وترويعهم وتهجيرهم بغير حق عن ديارهم وربوع اوطانهم، وان استمرار لغة الصمت من قبل المؤسسات الحقوقية الدولية او بالمجتمع الاسرائيلي بحد ذاته يعد تستر على هذه الجرائم ومرتكبيها، وان التاريخ لا يمكن تزويره مهما طال الزمن، ولا يمكن ايضا الاستمرار في خداع العالم والتستر على جرائم الاحتلال العنصرية والقمعية وإعمال الارهاب الاسرائيلي المنظم وان هذا يدلل على الانحدار الاخلاقي لدى قادة الاحتلال.
ان اغلب المدن الفلسطينية التي احتلت عام 1948 تعرضت للنهب والسلب وخاصة في يافا وحيفا والقدس وصفد وطبريا حيث مارست عصابات قادة البلماخ والاتسل والهاغاناة عمليات النهب على نطاق واسع وشامل وباعتراف قادتهم، وان هذه التحقيقات تبقي في نطاق النشر الاعلامي حول ممارسات مجموعات الاحتلال والتي بحاجة للكشف الكامل عن هذه الجرائم ونشر كل الوثائق السرية من ارشيفهم الاسود، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من مجازر ادت الى استمرار هذه المأساة خلال السنوات الطويلة، وما الم من معاناة لحقت بشعبنا الفلسطيني وأصحاب الارض الاصليين من تهجير وسلب ممتلكاتهم وترحيلهم عن وطنهم وأرضهم وتعرض حياتهم للخطر والموت والملاحقة من قبل عصابات مدربة على ممارسة هذه النوع من الاجرام المنظم .
ان صمت المجتمع الدولي واكتفائه ببيانات الإدانة الشكلية لهذه الجرائم المتواصلة يشجع سلطات الاحتلال على تعميق استفرادها العنيف بشعبنا ويسهل عليها تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية، وأن المجتمع الدولي مطالب وأكثر من أي وقت مضى بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .