إنطلاق حملة “على درب العودة” في القدس

انطلقت صباح يوم  امس الجمعة  فعاليات مشروع شباب عائدون على “درب العودة ” بمبادرة من تجمع عائدون لقرى القدس وجمعية ابناء لفتا المقدسية، وبالشراكة مع جمعية قالونيا الخيرية وجمعية شباب من اجل القدس، وذلك تحت رعاية ” مؤسسة القدس للتنمية ” التي قامت بتمويل المشروع.
وانطلقت هذه الفعاليات بكلمة لمدير مؤسسة القدس للتنمية الاستاذ خالد زبارقة حيث قال فيها هذه الفعالية اليوم الهدف منها تعريف ابناء القدس على قراهم التي تم ترحيلهم وتهجيرهم منها، ونقل رسالة الى المحتل ان الرهان على ان الكبار يموتون والصغار ينسون هي مقولة مغلوطة لان اليوم هو اكبر دليل على ان الصغار لم ينسوا، حضرنا اليوم كل واحد مع اطفاله الصغار ليروا بأعينهم قراهم المهجرة ونقول له هذه قريتك وهذا بيتك وسيأتي يوم ستعود اليها بإذن الله تعالى.

الأمر الثاني ان هذا اليوم هو انطلاقة لمسيرات العودة بإذن الله التي نسأل الله تعالى ان تكون المسيرة هي بداية العودة الى قرانا التي هجرنا منها ونعود ونبنيها من جديد ونستذكر الايام التي كنا نتحدى بها الاحتلال.

النقطة الثالثة هي انه انشرح صدري وأنا ارى كل الوان الطيف الفلسطيني يشارك في هذه المسيرة، لذلك يجب التأكيد على اننا شعب موحد بكل الوانه وأطيافه وراياته، وسنبقى موحدين لن تستطيع يد الغدر ان تفرق بيننا سيحترم كل منا اراء وأفكار الاخر، وقال اما النقطة الرابعة نحن سنعلن منذ الان عن انطلاق مسابقة افضل صورة فونغرافية للقرى المهجرة وستنال جائزة ونعلن عن انطلاق مسابقة احسن رسم للقرى المهجرة ايضا وسنلتقي بعد اسبوعين لإعلان الفائز فيها.

تشمل فعاليات “درب العودة ” مجموعة من الزيارات للقرى المهجرة بالقدس ابتداء من يوم الجمعة 25.4.2014 ولغاية 16.5.2014، وكانت قد بدأت اول هذه الفعاليات صباح يوم الجمعة بمشاركة اعداد كبيرة من ابناء القدس، حيث توجهت الى “قرية الجورة” والتي تم تهجير ابنائها عام 1948 ولم يبقى من القرية سوى بعض البيوت القديمة الغير مأهولة، وقام مرشد المشروع بشرح عن القرية موضحا ان هذه القرية قد طمست معالمها بصورة كاملة، وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها 19كم، وترتفع 851م عن سطح البحر، واسم (الجورة) يعني المكان المنخفض المحاط بتلال. بلغت مساحة أراضيها 4158 دونماً. وتحيط بها:- اراضي قرى عين كارم. المالحة، وخربة اللوز.
وفي المسار الثاني توجه المشاركون الى منطقة “عين كارم ” وهي ايضا من القرى المقدسية الجميلة التي تم ترحيل ابنائها والاستيلاء على ممتلكاتهم وتبعد “عين كارم” مسافة سبعة كيلومترات عن مدينة القدس، الى الجنوب الغربي، منها وتبعد كيلومتر واحد عن قرى المالحة والجورة والولجة.
وعين كارم هي كُبرى قرى القدس مساحة وأكثرها سكاناً، وحدودها واسعة وتتماس وتتداخل مع حدود قرى متعددة في لواء القدس، وهي احدى اربع عشرة قرية تلك التي تسمى بقرى بني حسن، وفي روايات عشر قرى، ورواية تقول انها احدى عشرة قرية، ورواية اخرى تقول انها احد تسع قرى. ويغلب الظن انها احدى اربع عشرة.
وكان مسار المشاركين انطلق مشيا على الأقدام إلى “خربة سعيدة” بين ربوع الاشجار الحرجية الجبلية وينابيع المياه في التي كان يستخدمها اجدادنا المقدسيين قبل تهجريهم في ري الاراضي التي كانت مشهورة بزراعة اشجار الكرمه التي اخذت اسم القرية.
وفي منطقة عين كارم اقام المشاركون صلاة الجمعة وتحدث الخطيب عن القرى المهجرة وان ابنائها اليوم يتطلعون للعودة اكثر من أي وقت سابق وان من حقهم العودة الى ديارهم والعيش فيها بعد ان حرموا منها لأكثر من 65 عاما.
وفي المسار الثالث قام المشاركون بزيارة “قرية المالحة” التي كانت تعتبر اكبر قرية مقدسية قبل عام 48 وقد هجر اهلها تماما كباقي القرى الفلسطينية وتقع “قرية المالحة” جنوب غرب مدينة القدس، أقرب قريتين لهما شرفات وبيت صفافا. ترتفع (750)م. كانت تشغل أشجار الزيتون 23% من أراضها (1370) دونم. بلغ عدد سكانها سنة 1945م (1940) نسمة،وكان بها مدرسة ارقى صفوفها سنة 1943م الصف السادس، دمرها الاحتلال سنة 1948م وطردوا سكانها وأنشئوا مستعمرة (مناحات) سنة 1949م. ولم يعد وجود لأي من الفلسطينيين فيها سوى مقبرة القرية التي ما زالت تحتضن ابنائها وشواهد قبورهم هي الشاهد على انهم هم من كان في القرية قبل الاحتلال، وفي جنوب القرية تعلو مئذنة الجامع الوحيد الذي حوله الاحتلال الى مخزن ومنع الاذان والصلاة فيه.

وسوف تنطلق الفعالية الثانية يوم الجمعة القادمة لتشمل عدد اخر من زيارات القرى المهجرة وذلك من اجل ترسيخ العودة الى قرانا التي لا تزال في قلوبنا ولا بد يوما من العودة اليها، والعمل على تشجيع ابناء القدس لزيارة قراهم المهجرة خصوصا ان العدد الاكبر من سكان تلك القرى المهجرة كانوا قد هجروا الى شرقي القدس وفي المخيمات.