خواطر بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 12/10/20 | 8:16سأمنح قلبي حرّية لكي يُحِبَّ من يشاء من الفتيات..
عطا الله شاهين
لنْ أبني جدارا نفسيا لقلبي لكي أمنعَه من الوقوع في حُبِّ فتاة ما..
أمنحه حرية لكي يحب من يشاء من الفتيات..
لن أمنعه من اختياره إن كانت فتاة بشعة أم ساحرة الجمَال!
سأترك له حرية اختياره للوقوع في حب من يدق لها نبضه..
لن أحبسه في سجن معتم لكي لا يرى فتيات..
سأمنحه حرية لكي يحبَّ أية فتاة هو يختاره دون العودة إلى عقلي
سيكون قلبي مسؤولاً عن اختياره لفتاة أحلامه
فقلبي من حقّه أن يحب أية فتاة ..
لن أمنعه من الوقوع في الحُبِّ!
سأترك له حرية لا حدود لها لكي يحب من يشاء من الفتيات
لن يوبّخه عقلي إن اختار فتاة بشعة!
سأقول له بالسرّ دون أن يسمعنا أي أحد ما السرّ في اختيارك لها!
لن أبوح لللآخرين لماذا قلبي أحب فتاة لا تملك جمالا آخاذا..
——————-
ثقب العدم.. والفراغ
عطا الله شاهين
انضغطتْ العتمة على جسدي بشدة
وكنتُ أثقب العدم بلا ضوء
كم كنت أرغب أن تثقب معي تلك العاشقة
كي نتسلى بالصمت..
ونبقى متجاورين كي لا يقتلنا الضجر
وجدتها بعد زمن بجانبي تحفر بيديها الطريتيْن
… …
كم كنت ساذجا حين مسكت العتمة بيدي..
وحشرتها في ثقب الجدار
وطيّنتها بأسمنت كي لا تهرب
… …
يا لصمت السماء
أعتدتُ الإصغاء إليها كل عتمة
السقف الأزرق البعيد الملهم
لعيني
إنها معجزة
الكون الواسع
… …
أنا أحفر بيدي في العتمة لأصل إلى العدم
وهذه الساذجة تصدق بأننا سنسكن في العدم
حتى لا تأخذني امرأة أخرى منها
…
شربت دموع عينيها
وبقينا نثقب العدم في عتمة الليل
كنا نثقب في فراغ
لا حدود للفراغ
تعبنا ونمنا على عتبة العدم
سمعتها تقول في الحُلْمِ:
ما أروع النوم في العدم
فلا أصوات تشوش إبداعنا في الحب
هنا فراغ نسبح فيه للأبد، لكننا ما زلنا نثقب العدم
قلت: غدا ستستمرين في ثقب العدم معي أيتها الشقية في الحُبِّ..
————————–
عتاب امرأة ذات مساء ماطر..
عطا الله شاهين
كانت السماء ملبدة بغيوم سوداء ذات مساء ممطر، وقتما راحت تعاتبني، فقلت لها: دعك من العتاب الآن، فالمطر بدأ يهطل علينا، فتعالي نختبئ تحت شرفة احدي البنايات، لم تسمع كلامي، وراحت تعاتبني، والمطر بدأ يبللنا، لكنها لم تبال، فقلت: هل هذا وقت العتاب، فردت: ومتى العتاب؟ فأنت لم تقل لي أية كلمة منذ وصولك إلى هنا بعد سفرك في قطار سريع، وغبت لأيام عني، وأغلقت هاتفك حتى لا ترد على اتصالاتي.. المطر بللنا تماما، ورحنا نرتجف، فقلت لها: تعالي عاتبيني تحت هذه الشرفة، فلا يعقل أن أرد عليك تحت المطر
حاولت بهدوء أن نبتعد من تحت المطر ووافقت بعدما رأتني غاضبا لأنني تبللت تماما اثناء سيرنا على الرصيف.. نظرت صوبي وخطت لتقف تحت الشرفة..
وقالت لي في ذاك المساء الممطر: لماذا لم ترد عليّ، ووقفنا صامتين لدقائق معدودات، وقالت: لماذا تهرب مني؟ أتريد قطع العلاقة أم ماذا؟ فحاولتُ الهروب من الإجابة بطريقة ملتوية، وقلت لها: كلا، لكنني بت منهمكا في دراستي، ولا وقت للحب، فلا تعاتبيني، سأعوضك بالحب، فلا تقلقي، لم ترد، وبقيت صامتة، وقالت: أأعجبتك مدينة لينينغراد؟ فقلت: بالطبع، إنها مدينة تسر العيون، فكل شيء فيها متقن، وعادت تعاتبني، بعدما خفّ سقوط المطر أثناء خطونا على الرصيف، فقلت: كفى عتابا، فالعتاب لا يعيد الحُبّ بيننا ولكنها صمتت وقالت لا عتاب بعد اليوم …
——————————–
هلوسة لميّتٍ في العدم..
عطا الله شاهين
يذكر شاب بأنه وجد نفسه في العدم، بعدما تخلى عن الوجود لأسباب لم يفهما، هناك لا حيز له.. لا مكان ينام فيه.. يرى ذاته مسحوقا في فراغ معتم ومطبق، لا أصوات من حوله، ولا نجوم في سماء تلمع، كل ما يراه عتمة، لا زمن هناك يسير.. عقارب ساعته توقفت.. لا حياة هناك.. لا يدري من أين يصله الأكسجين للتنفس، يشعر بأن أحدا ما يمد إليه الأكسجين عبر فمه، هو لا يرى أي شيء، إنما يشعر، وكأن أحدا ما معه في العدم..
ذات عتمة قال في ذاته: لعلني أهلوس هنا، فكيف أراني أعيش في العدم، مع أنني في الوجود كنت ميّتا، فهذه هلوسة ما بعدها هلوسة، لكنني في العدم أحد ما مدّني بالأكسجين كي أظل أتنفس، لكي لا أموت بسرعة، مع أن جسدي ميّت منذ زمن، فهل أنا ميت وأهلوس؟ لربما فماهية العدم عدم، وأنا لم أعِ بقائي في العدم لزمن، لم أعلم متى بدأ ومتى أنتهى، يا لهذه الهلوسة لميّتٍ مثلي، إنها هلوسة فوق عادية لميت في العدم….
———————————
عناق عقلاني على وقع الموج..
عطا الله شاهين
البحر هائج
على الشاطىء إمرأة تعانق حبيبها بكل هدوء
عناقها له يوحي بأنه عقلاني ..
صوت الموج يشوش همساتها
امرأة يضربها الموج، لكنها لا تبالي
عاشقها لا يسمع أي صوت سوى صوت العناق
فعناقها العقلاني لا يوصف من هدوئه ..
البحر يهيج ويضرب موجه المرأة بقوة
المرأة لا تبالي، لأن حبيبها يربكها بهمساته..
فشفتيها تثيران حبيبها الذي يجن من الهمسات…
على وقع الموج عناق عقلاني لا يشوشه سوى نعيق النوارس
موج البحر يبلل جسدها، لكنها لا تشعر بأيّ برْد
فكلمات حبيبها المفعمة بالحُبّ تدفّئ جسدها على شاطئ بحر هائج
لا هيجان للعاشقين، رغم هيجان البحر والنوارس..
———————
عتاب من مسافة صفر..
عطا الله شاهين
عيناها قطابتا الحاجبين..
من مسافة صفر كانت تعاتبني بصوت حزين ..
فهي غاضبة مني منذ زمن على نسياني لها..
لا أدري لماذا نسيتها؟
هل لأنها عنيدة في كل شيء حتى في فهمها لفلسفة الحب؟..
عتابها من مسافة صفر لم يكن فظا
كانت تدنو وفي عينيها تودد مني
بقيت صامتا وقت عتابها الحزين ..
نظرات عينيها كانت مليئة بالحزن على فعلتي
كانت تدنو أكثر فأكثر حتى اصطدمت بي
قالت: لماذا نسيتني؟
قلت لها: أعذريني فأنا كنت منشغلا في البحث عن ذاتي..
كانت تعاتبني بكلمات لطيفة وفي عينيها رغبة للعودة..
فعتابها من مسافة صفر جعلني أعي ماذا يعني الحب؟
———————
عناق في حضرة نوارس جائعة…
عطا الله شاهين
البحر هائج
عاشقان متوتران على شاطئ بحر هائج
نوارس بنعيقها المجنون يملأ البحر
النوارس الجائعة المحلقة فوق البحر لم تخرب عناق العاشقين
موج البحر الهائج يعطي جوا من صخب العناق..
امرأة تعانق حبيبها بتوتر غريب..
عناقها له يشير بأن المكان يشوش عقلها ..
صوت الموج عال ولا تسمع همسات حبيبها المرتبك..
امرأة يحركها الموج، لكنها مشغولة في جو الهمسات ..
عاشقها لا يسمع أي صوت من حبيبته المتوترة من نعيق النوارس الجائعة..
البحر يهيج بقوة والمرأة تثور بصمت
المرأة لا تبالي للموج، لأن حبيبها يسرّها بهمساته..
فشفتيها متوترتان من الهمسات…
النوارس لا ترغب في مشاهدة عناقهما
النوارس فقط جائعة وتقتنص أسماكا بلا توتر
———————–
ارسمني لوحة عاشقة للوجود..
عطا الله شاهين
حبيبتي طلبت مني أن أرسمها لوحة لامرأة عاشقة للوجود
الحاحها يجعلني مترددا في رسمها
فهي للتو دخلت في العدم
لا أدري لماذا رغبت في رسمها لوحة عاشقة للوجود؟
فماذا أعطاها الوجود سوى الحب
فلماذا ذهبت للعدم رغم تمسكها بالوجودية كمنهج فلسفة الحياة.
لوحت لي على باب العدم بيدها كوداع أخير
قالت بصوت خافت :لا ترسمني امرأة متخلفة
نظرت نظرة أخيرة وقالت: أرسمني عاشقة أذهلها سبب الوجود
أرسمني بكل ألوان الطيف
أرسمن بلون الوجود
فأنا لست سوى عاشقة للوجود، الذي هو نقيض العدم
ففي العدم لن أكون عاشقة لأي شيء..