“نحن والحجارة” بقلم هادي زاهر
تاريخ النشر: 14/10/20 | 8:40تقوم مجالسنا المحلية برصف ممرات المشاة بالحجارة المتشابكة ذلك لان هذه الحجارة من شانها أن تزيد شوارعنا جمالًا وهي محقة في ذلك، ولكنها تهملها كليا بعد رصفها مباشرة؟! فتنبت بينها الأعشاب الضارة التي تستقطب الحشرات والفئران التي تجد بينها البيئة الحاضنة لها، وبالتالي يكون لها الأثر الصحي السلبي علينا، مناظر كثيرة مقززة منها مثلا أن الأعشاب سمقت عاليًا وغطت الحاجز الحديدي الواقي، ومنها ما غطت الحجارة كليًا ولم يعد بإمكانك المرور فتضطر إلى النزول إلى الشارع، لست أدرى إذا كان هناك منطق يمكنه أن يبرر ذلك، نذكر مثلا في قرية عسفيا مقابل بيت بني معروف استمرارًا مع الشارع إلى جانب بيت السيد عبدلله علو وإلى الامام، وهنا نطرح أكثر من سؤال، أولا إذا كانت المجالس لا تستطيع توفر الصيانة فما هو اللزوم لهذه الحجارة؟ من السهل إيجاد مذنبين ولكن ما هو دور الجيران في تنظيف مقابل بيوتهم على الأقل، خاصة وانهم أكثر المتضررين جراء هذا الإهمال.
إن الانانية المفرطة تنعكس في مجتمعنا بوضوح شديد حيث ان بيوتنا تبرق من شدة النظافة ولكن بجانب البيت مباشرة محاذية للحائط الذي يفصل بيوتنا عن الشارع تتجمع القاذورات، هذا في حين أن عملية التنظيف لا تستغرق الوقت الثمين ولا الجهد الكبير، ويمكن اعتبار مساهمتنا في التنظيف مقابل بيوتنا بمثابة ممارسة للرياضة.
اعتقد باننا لم نرقَ إلى مستوى الحجارة والزفت كثير علينا.
هادي زاهر