القضية الفلسطينية بين مطرقة التطبيع وسندان التشنيع!!
تاريخ النشر: 15/10/20 | 19:30د.شكري الهزَّيل
نحن المتعبون من مطاطية الكلام وعرضة وطوله لم نترك حرفا ولا نقطة ولا سطر الا وتطرقنا لتفاصيله وما ترتب على تفاصيل التفاصيل ومشتقات المشتقات من طَّحن الكلام وبعثرَّت دقيق الدقيق في كل الاتجاهات محاولين مزاوغة الرياح والعبور بين حبات المطر دون ان نبتَّل ودون ان نَّكل او نَّمل تكرارا ومرارا وليلا ونهارا من الإصرار على اننا ليس على خطأ واننا ليس متطرفون وان كنا أحيانا نظهر هكذا,فنحن نعبر عن حرقة وطنية تحرق قلوبنا ولا نعبر عن حالنا الشخصي وان كان أحيانا من الصعب التفريق بين الشخصي والعام..انا وانتم واباءنا واجدادنا ولدنا ملَّقمون بتلقيمة فلسطين..مطعمون بتطعيمة اصل وفصل وهوية وتاريخ فلسطيني من اللحم الى العظم ومن المهد الى اللحد فكيف لنا ان نسلخ كل هذا وننسَّلخ ونصبح “لارجيوون” نقبل كل شيء من الاذلال وحتى الاحتلال وهوية تشير الى هذا الأخير وتسقط تاريخنا وتُزيف هويتنا..انا هذا ليس ” اماراتي” ولا “اسراويلي” ولا ” اوسلوي” ولا “شركولي” وروحي الحرة تسكنني انا وحدي ولا تسكن في سجن محمية أمريكية او فرنسية او روسية او غربية واسمي هو اسمي ويدل على اني عربي سليل عروبة فلسطين وعروبة بلاد الشام وبلاد الارز وارض الكنانة والجزيرة العربية وبلاد الرافدين واليمن السعيد وليبيا عمر المختار والمغرب العربي والمشرق العربي..
..نحن الهوية.. نحن المكان.. نحن الزمان.. نحن الامة.. نحن الشعوب..هكذا ولدتنا امهاتنا وهكذا اصبحنا عرب لهم بلادهم وارضهم وديارهم ومن بينها الديار الفلسطينية كَّرم التاريخ وجهها وهويتها العظيمة ولأنها عظيمة بشعبها وامتها وارضها ابتلت ببلوات الاحتلال والغزو منذ مطلع التاريخ وحتى يومنا هذا لكنها لم تفقد لا اسمها ولا عقلها ولا معناها ولا فحواها.. كانت تسمى فلسطين وظلت وستبقى تسمى فلسطين فمن هم هؤلاء العابرون القاطنون في معسكرات عسكرية ودبابات مصفحة حتى يمحو وجودنا بجرة قلم!.. كان يوم شتوي عاصف عندما قذف بحر يافا قارورة زجاح مغلقة اغلاق محكم بفلين ويبدو من حالها انها عبرت القارات والبحار وجاءت من بعيد ووصلت الى عنوانها بكل حمولتها..المكان هو المكان والمحيط غرباء والزجاجة ما زالت في يد سعيد ورغم انها لا تلفت الانتباه كان سعيد متيقنا انها تحمل سرا لا بد ان يعرفة ..لم يصبر سعيد حتى بلوغه البيت وققر ان يبحث عن زاوية لكَّسر الزجاجة بحجر لانه لم يتمكن من خلع اسنان الفلين القابض على فوهة سر محكَّم ويا لها من مفاجأة جميله كتبت على الورقة : سلام الى فلسطين كل فلسطين واهل فلسطين.. ورقة وعدة كلمات كتبت تاريخا وفيا كل الوفاء لقضية لم ولن ينساها أهلها جيل بعد جيل.. نحن أهلها.. نعرف شعابها وتلالها وجبالها وسهولها وبحارها وصحراءها وقدسها واقصاها فمن هو هذا ” الاعرابي” الهجين النابت زرعا فريطي في محمية امريكية حتى يُنسب لفلسطين وهي ليست منه ولا تتشرف بانتسابها له.. لا المُحتلون منا ولا المُطبعون لانهم ببساطة وجهان لعملة واحدة وزريعة واحدة زُرعت وترعرعت في محميات أمريكية مقامة على ارض عربية محتلة في الخليج وفلسطين..ابو حطة وعقال هجين والاحتلال هجين ونحن ذاك العجين الأصيل الذي لا ينتج الا نسخة طبق الأصل من خبز امة وامته..يا حيف.. عيب..نحن الفلسطينيون لا علاقة لنا لا من بعيد ولا من قريب لا بابناء زايد ولا ال خليفة ولا ال سعود ولا كل مخلفات الاستكبار الغربي والاحتلال الصهيوني.. نحن فلسطينيون أبناء وبنات الامتين العربية والإسلامية ولا علاقة لنا بحكام المحميات الامريكية.. غربت امريكا غربوا..شرقت أمريكا شَّرقوا..طَّبعوا اولم يطبعوا فهم كما ولدتهم أمريكا.. زناديق محميات..دعوهم يطبعون.. لقد تخلصنا من عار ال زايد وال خليفة وال سعود الذي اثقل كاهلنا وشوه صورة حقوقنا لعقود طويلة…اتركوهم يملأون مواخير تل ابيب..هذا هو مكانهم ومحيطهم الطبيعي..صهاينة وليست عرب!!
لعل المهمة الاولى والاصعب اللتي تواجة العرب تتمثل في مراجعة مفاهيم فكرية وسياسية مهترية وقديمة في سياق تحديد او تجديد مفهوم من هو العربي الوطني الملتزم بقضايا امتة وعلى راسها القضية الفلسطينية من جهة ومن هو العربي الخائن الغير ملتزم باي قضية من قضايا الامتين العربية والاسلامية من جهه ثانية وبالتالي ما نحتاجه في الفضاء العربي الواسع كأولوية هو وسائل اعلام عروبية ترسخ الهوية العربية الواحدة وتقوم بتعرية من هو عربي شكلا وعلى عكس هذا في الفحو ى والمعنى ويقوم بالتشنيع بكل ماهو عربي وكل ما هو فلسطيني عبر التطبيع مع الكيان الغاصب على اساس المصالح المشتركة كما هو حال الانظمة العربية والاسلامية اللتي تُطبع مع الكيان الغاصب ضاربة بعرض الحائط معاناة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في ظل الاحتلالَّين الصهيوني والامريكي اللتان يهيمنان على العالم العربي جغرافيا وسياسيا في ظل وجود انظمة عربية عميلة وتابعة بالمطلق للقرار السياسي الامريكي حتى لو تعلق الامر بالمقدسات الاسلامية في مكة المكرمة والقدس الشريف والمسجد الاقصى.. ما نلحظه في هذا الاوان ليست تهافت منظومة الخيانات العربية على التطبيع مع الكيان الغاصب فحسب لابل خروج ما كان مستور وسري منذ عقود من تحت الطاولة الى العلنية الوقحة التي تهدف الى تشنيع وتشوية القضية الفلسطينية عبر خطاب تطبيعي خسيس تقودة دول الخليج ودول جامعة ابوالغيط ومن لف لفها من اعلاميين مأجورين وذباب الكتروني فعال على منصات التواصل الاجتماعي..
قد يظن البعض ان التطبيع والتشنيع امر يتعلق بعرب المحميات الامريكية فقط لكن الحقيقة الصادمة هي ان الذين قادوا ويقودون التطبيع والتشنيع في ان واحد هم جماعة ” اوسلو” وهذه الجماعة التي تزعم انها ” قيادة فلسطينية” هي من فتحت بوابة الاعتراف بالكيان قبل ان يعترف هذا الاخير باي حق من حقوق الشعب الفلسطيني لابل ان ما جرى خارج كل اشكال المنطق السياسي, فبدلا من ان يلتزم الاحتلال بالقليل والفتات التي اتفق علية مع جماعة رام الله, قام باستغلال هذه الجماعة وتحويلها الى مجرد جماعة منتفعة مصلحيا من الاحتلال من جهة وجزء لا يتجزأ من منظومتة الأمنية والمخابراتية من جهة ثانية وبالتالي لم تجلب معاهدة أوسلو سوا كوارث وطنية وازدياد الاستيطان والمستوطنين إضافة الى تشجيع عرب المحميات على التطبيع بعذر وحجة:ان سلطة أوسلو تتعامل مع الاحتلال وعقدت معه اتفاقية سلام فما المانع “اذا” من ان يُطبع العرب مع الكيان؟..من جاء قبل او تَشكل قبل: الدجاجة ام البيضة؟.. التنسيق “الأمني” والتشنيع الفلسطيني بالقضية الفلسطينية ام التطبيع؟!
عربان المحميات لا يطبعون مع الاحتلال فحسب لابل يشنون هجوما سياسيا تشويهيا على كل ما هو فلسطيني مستغلين ضعف جماعة أوسلو التي تتلقى المعونات المالية من هذه الجهات التي تسمح لذاتها ببث حلقات وتقارير تلفزيونية بالصوت والصورة تشوه الحقائق مثلما فعل مؤخرا ” سفير السعودية السابق في واشنطن” بندر بن سلطان حيث شن هجوما كاسحا على القيادة الفلسطينية وكال لها كل الاتهامات وبالرغم من هذا صمتت جماعة محمود عباس ولم ترد على بندر بن سلطان ولو بكلمة واحدة او تصريح مقتضب..صمتت صمت القبور لتواصل عملية التشويه والتشنيع كما فعلت منذعام 1993 وحتى يومنا هذا.. الاحتلال بقي الاحتلال!.. لم تقم لا ربع ولا نصف دولة فلسطينية!.. لم يتوقف الاستيطان لابل ازداد عددا وعدة ووقاحة الى حد منع الفلسطينيون من قطف زيتونهم وزراعة أراضيهم ناهيك عن هدم البيوت والاعتقالات وتدنيس المقدسات الإسلامية يوميا الأقصى في القدس والمسجد الابراهيمي في الخليل وحتى المقابر الإسلامية لم تسلم من اسنان جرافات الاحتلال وبالرغم من كل هذه الانتهاكات تواصل سلطة أوسلو لعب دور مخادع للحفاظ على استمرارية وجودها داخل محمية رام الله وتحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي…مطرقة التطبيع العربي وسندان التشنيع الفلسطيني بالقضية الفلسطينية..!!
علينا كعرب وفلسطينيون ان ننسحب من ساحة الرقص في عرس بغل تديره امريكا وانظمة المحميات:امريكا تحمى كيانات الانظمة التابعة لها وتحمي دولة الاستيطان في فلسطين فكيف لاحد يحمل ذرة عقل ان يظن ان من تحمي كرسيه امريكا سيهب لنجدة الحق الفلسطيني؟ وعليه ترتب القول اننا نعيش حالة تشنيع بالعقل العربي والفلسطيني حيث تحاول وسائل الاعلام وخاصة فضائيات النفط بمذيعيها ومذيعاتها ومقدمي برامجها فرض الخيانة كوجهة نظر واعتبار المحميات الامريكية كدول عربية وهذ ا امرغير صحيح ولا يستقيم مع الهوية العربية الواحدة…هذة الدول ” المحميات” تتقاسم الهوية الوجودية مع الكيان الصهيوني في فلسطين وهي دول محميات ليست عربية… لايوجد اي رباط تاريخي او قومي بين حكام المحميات الامريكية في الخليج والجزيرة العربية وبين القضية الفلسطينية والقضايا العربية القومية…المحميات تتشارك في الهوية الوجودية مع الكيان الصهيوني كمحميات امريكية معادية لحقوق الشعوب العربية.. الذي جرى بين محمية ابوظبي وال زايد والكيان الغاصب ليست تطبيع لابل علاقات طبيعية بين كيانَّين اقيما على اراضي عربية محتلة في الخليج وفلسطين…ابوظبي او البحرين كمحميات امريكية تنتمي الى سلسلة الكيانات المعادية للعرب وفي مقدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي!!
ابقوا معنا لاستكمال شرح معنى وفحوى التشنيع والمفاهيم التضليلية..مثلا: في الواقع لا تمثل جماعة اوسلو بقيادة محمود عباس لا الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا ولا الضفة ولا القطاع ولا القدس…جماعة اوسلو جزء لايتجزأ من منظومة انظمة الكيانات المنطوية تحت خيمة ما يسمى بالجامعة العربية وهي العدوة اللدودة للقضية الفلسطينية ويراسها شيخ المطبعين احمد ابوالغيط سليل نظام كامب ديفيد وحسني مبارك فكيف يمكن ان يتصدى ابوالغيط للتطبيع وهو نفسة عراب تطبيع؟.. المنطق يقول ان الفساد والخيانة وصمة طبيعية ملتصقة بجميع الأنظمة في العالم العربي وهاكم مثال على اشنع درجات التشنيع والتضليل حول حال ووضعية محمود عباس واحمد ابوالغيط:احدهم يختطف القضية الفلسطينية والاخر يختطف الجامعة العربية… مناصب يحتلها انذال تسئ للقضية الفلسطينية والشعوب العربية وتقوم بالتشنيع بكل ماهو فلسطيني وعربي..وزير خارجية أمريكا مدعوم من ترمب يحمل في زياراته للدول العربية هاتف برقم نتانياهو ويقول لمضيفية : رضاء أمريكا عنكم مشروط بالتطبيع وهاهو رقم نتانياهو اتصل به اذا اردت علاقات جيدة بواشنطن؟.. الى هذا الحد من الاستهتار والاحتقار لكل ماهو عربي…تشنيع مذل ومخزي!… مثال اخر على النفاق والتلفيق العربي هو ما جرى مؤخرا في لبنان ومفاوضات ترسيم الحدود : فلسفة التفافية تلفيقية اشنع وابشع من التطبيع.. يتفاوض مع الكيان الاسرائيلي على الحدود البحرية ولا يعترف به؟؟..كيف يعني؟؟ **التلفيقة اللبنانية :يتفاوض مع دولة الاحتلال على حدودة مع فلسطين المحتلة ولا يعترف بدولة الاحتلال؟.. ما هذا الكذب ” المقاوم”..عيب!!
في الحقيقة ماجرى مؤخرا هو لصالح القضية الفلسطينية التي تقبع منذ عقود بين مطرقة الاحتلال وتطبيع العربان السري والعلني وسندان التشنيع التي تقودة جماعة أوسلو الفلسطينية وجامعة احمد ابوالغيط اللا عربية, بمعنى واضح :الاعراب المُطبٍعون والمطبَّعون عار مفضوح اصبح خارج اسوار القضية الفلسطينية…لقد تخلصنا من عار الاعراب الذين حزموا امرهم واعلنوا انحيازهم للكيان الاستيطاني اللذي يحتل فلسطين..الى تل ابيب وجهنم وبؤس المصير والاهم من هذا وذاك ان المعسكرات ” الكيانية” والسياسية أصبحت واضحة..ابيض اسود.. عدو صديق.. الاعراب اثقلوا كاهل القضية الفلسطينية لعقود طويلة والان نتخلص منهم ومن خياناتهم واصبحوا خارج النص لكن أيضا في بيتنا الفلسطيني عدو اخطر من الاعراب يتأمر على الدار والديار ونأمل ان يكون قريبا خارج الاسوار.. خارج اسوار القضية الفلسطينية اللتي عانت لعقود من التطبيع والتشنيع وتشوية صورة الحقوق والمطالب الفلسطينية.. تحية للشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا والشعوب العربية واحرار الامتين العربية والإسلامية.. معا سنعيد الخيل الفلسطينية الى مرابطها والشعب الفلسطيني الى جذوؤ ارضة وقضيتة..!!