القضية الفلسطينية وعبثية انتظار نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية!!
تاريخ النشر: 19/10/20 | 8:31د.شكري الهزَّيل
منذ عقود طويلة وتحديدا منذ ان أجبرت أمريكا العالم ” اعضاء هيئة الأمم” عام 1947 بالموافقة على تقسيم فلسطين ومرورا بنكبة عام 1948 ونكسة 1967 وحتى يومنا هذا لم يعاني الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني والتهجير والقمع فقط لابل عانى ويعاني من الدعم الأمريكي السخي والمطلق لمشروع احتلال يعتمد على الاحتلال الاستيطاني والاحلال في استراتيجيته للاستيلاء على كامل فلسطين من البحر الى النهر من جهة ويعتمد استراتيجية تقليص الرقعة الجغرافية الذي يعيش عليها الشعب الفلسطيني الى اصغر مساحة ممكنة من جهة ثانية وبالتالي لم يكتفي المشروع الصهيوني بتشريد أكثرية الشعب الفلسطيني عام 1948 واحتلال فلسطين بالكامل بين عامي 1948 و1967 لابل وبدعم من المعسكر الامبريالي وعلى راسة أمريكا راهن الاحتلال على ربح مزيد من الوقت والسنين لتمرير وترسيخ مشروعة الاستيطاني…منذ قرار تقسيم فلسطين ومرورا بمبادرات ” سلام” كثيرة وحتى يومنا هذا لم يقبل الاحتلال الإسرائيلي أي مبادرة وان قبل هذا “كما جرى في اتفاقية أوسلو عام 1993 ” فهذا القبول يكون تكتيكي وتضليلي جوهرة المماطلة حتى فرض واقع استيطاني جديد وهذا ما جرى بالفعل رغم ان أمريكا كانت الدولة الحاضنة والمضيفة لتوقيع اتفاقية “أوسلو” في واشنطن..
طرحت أمريكا نفسها لعقود طويلة كراعية لعملية سلام مزعوم لم يخرج الى حيز التنفيذ لان جميع رؤساء أمريكا المتعاقبون على كرسي الرئاسة لم يرعوا سلاما ولا يدعمون جوهر الحقوق الفلسطينية لابل منحازون انحيازا مطلقا لدولة الاستيطان الإسرائيلي ويدعمونها بكل اشكال الدعم من اجل ان يحظوا بدعم اللوبي الصهيوني في انتخابات الرئاسة الامريكية…جوهر المعادلة ” الامريكية” يعتمد على ميزة واضحة المعالم وهي: *كل ما زاد الانحياز لدولة الاحتلال والامعان بهضم حقوق الشعب الفلسطيني, تزيد حظوظ هذا المرشح او ذاك للرئاسة بالفوز بدعم اللوبي الصهيوني وبلوغ كرسي الرئاسة في واشنطن..دائما وابدا كانت القضية الفلسطينية عنصر مساومة لحملات الانتخابات الرئاسية الامريكية.. قَّضم اكثر واكبر عناصر ممكنة من مكونات الحقوق الفلسطينية بهدف إرضاء اللوبي الصهيوني يساوي رفع اسهم حظوظ هذا المرشح او ذاك بالفوز بكرسي الرئاسة..لا فرق بين ما يسمى بالحزب الجمهوري او الديموقراطي: الاثنان وجهان لعملة واحدة تزاود فيما بينها على من يدعم الكيان الاستيطاني في فلسطين اكثر من جهة ومن يُمعن اكثر في دعم سلب حقوق الشعب الفلسطيني الى حد ان أمريكا حَمَّت ظهر الكيان “دوليا” وحالت دون ادانتة ولو مرة واحدة لارتكابة جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني لا تعد ولا تحصى..مندوبي أمريكا في الأمم المتحدة ” جمهوريون وديموقراطيون” استعملو حق النقض ” الفيتو” عشرات المرات ضد ادانة دولة الاحتلال رغم ارتكابها ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
لقد مرت القضيه الفلسطينيه منذ القرن الماضي وحتى يومنا هذا بمنعطفات تاريخيه كثيره ومتعددة, الا ان الوضع الفلسطيني السياسي العام قد بدأ يتدهور نحو الاسوأ منذ عقد اتفاقية أوسلو عام 1993, حيث تم اختزال وقولَبَت القضيه الفلسطينيه في قالِب جديد ومُحدد بين لعبة التفاوض الوَّهمي على مساحة مناطق وصلاحيات السلطه الفلسطينيه ولعبة انتظار نتائج الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه, حيث ما ان تنتهي انتخابات رئاسيه امريكيه حتى تأتي الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية[ في وقتها ودورتها العاديه او من خلال ازمه اسرائيليه داخليه تتطلب انتخابات جديده كما هو حاصل في الوقت الراهن] وهكذا دواليك منذ عقود مضت راهنت فيه دولة الاحتلال على المماطله وكسب الزمن الكافي لفرض واقع احلالي واحتلالي على الارض الفلسطينيه من جهه والرهان على اجراء مفاوضات واختراع مبادرات وَّهميه كمؤتمر مدريد بوش الاب و كخارطة طريق جورج بوش الابن و”صفقة قرن ترمب ” غيض من فيض المبادرات الامريكية” كلها وجلها تصب في قضم المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني من جهة ثانية وبالتالي ماهو حاصل في الوقت الراهن وحصل في العقود الماضية هو ان الانظمة العربية ومعها سلطة أوسلو تقف في محطة قطار انتظار نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية وتراهن على تليين الرئيس الأمريكي المنتخب مواقفة وما حصل ويحصل هو العكس: مزيد من الانحياز للكيان الإسرائيلي بعد كل انتخابات رئاسية أمريكية…
..بوش الاب..كلينتون..بوش الابن.. أوباما.. ترمب.. والقادم اعظم في حال فوز بايدن لان بايدن ليس منحاز فقط لابل هو صهيوني وقال عام 1986 حين كان عضوا في مجلس الشيوخ إنه *”إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فستضطر الولايات المتحدة إلى اختراع إسرائيل لحماية المصالح الأمريكية” والانكى ان المرشحة لمنصب نائبة بايدن كامالا هاريس سيدة صهيونية ليست داعمة للكيان فقط لابل شاركت مرات عدة في حملات تبرع لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي ناهيك عن ان بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما لسنوات طويلة كان اكثر الداعمين ل تقديم مساعدات سخية لدولة الاحتلال وهذا ما فعلة باراك أوباما الذي قدم دعما عسكريا وماليا بالمليارات لدولة الاحتلال ولم يحرك ما سمي بعملية ” السلام” مترا واحدا الى الامام.. كان اوباما اسير لون بشرتة السوداء وكان علية ان يقدم المستحيل من البينات للجمهور الأمريكي لاثبات كونة امريكي وطني وليس “مسلم افريقي”.. من بين البينات مدى انحيازة ودعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي..
خلف ترمب أوباما وكان وما زال صريحا وصداميا كصهيوني لاهوتي مرتبط باليمين الأمريكي والصهيوني ومعطيات أخرى مرتبطة بقرابة ” النسب” والحسب التي ربطت نجلتة ” ايفانكا” بالصهيوني كوشنر و”مجمع” الصهاينة الاخرون من أمثال سفير ترمب في تل ابيب المستوطن الصهيوني ديفيد فريدمان بالإضافة طبعا لتحالف ترمب مع أنظمة الرجعية العربية في المحميات الامريكية التي دعمت مخططات ترمب اتجاة القضية الفلسطينية مقابل رضا هذا الأخير وصَّمتة على دكتاتورية هذه الأنظمة الدموية من أمثال النظامَّين المصري والسعودي وأنظمة ملحقات المحميات كال زايد وخليفة وغيرهما!!
جماعة رام الله وتحديدا سلطة اوسلو الفاسدة لا يوجد في جعبتها سواء الكذب والفساد والرهان على نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية تارة وتارة أخرى على نتائج الانتخابات الإسرائيلية وبالتالي يبدو بوضوح ان القضيه الفلسطينيه قد وقعت بالكامل في شرك لعبة الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه ووَّهم المفاوضات الوهميه بين فترات الرئاسه والانتخابات الامريكبه والاسرائيليه كما هو حاصل الان في فترة الانتخابات الرئاسيه الامريكيه وضرورة ان ينتظر الفلسطينيون اكذوبة نتائج الانتخابات الامريكيه وانتخاب رئيس امريكي جديد حتى تتجدد المفاوضات المزعومه بين الفلسطينيين والجانب الاسرائيلي!!… **منذ أوسلو 1993: انتظر الفلسطينيون انتخاب كلينتون مرتين”فترتي رئاسة” وانتخاب بوش مرتين وانتخاب أوباما مرتين بالإضافة الى ترمب[ مجموع 28 عاما من الانتظار والركض وراء السراب] ومنذ ذلك الحين انتظر “الفلسطينيون” وابل من الانتخابات الاسرائيليه, ولم يحدث شئ وها هي لعبة الانتخابات ومفاوضات الوَّهم مستمره وفي نفس الوقت “إسرائيل” مستمره بوتيره مكثفه في تهويد الضفه والقدس وكامل فلسطين كتحصيل حاصل وامر واقع وجاء ترمب وصفقة القرن والاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان وزاد هذا الواقع قتامة بضرب اوهام واحلام ما يسمى بمبادرات السلام الامريكية والعربية.. جو بايدن لن يعيد السفارة الامريكية الى تل ابيب ولن يعيد مبادرات “سلام الشجعان..الاستسلام” الى الحياة وسيدعم الكيان اكثر سخاءا من ترمب.. وانطُر يا بَعِير حتى يأتيك الشعير ما يتعلق بالشأن الفلسطيني….
ابقوا معنا..منذ مطلع القرن الماضي وحتى يومنا هذا ظلت فلسطين بسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي الواقع في مركز وقلب العالم العربي في مرمى الاستراتيجيه الامبرياليه الامريكيه والصهيونية الهادفة الى السيطرة على العالم العربي من خلال زرع كيان ديموغرافي وعسكري موالي للغرب في قلب الوطن العربي المتمثل جغرافيا في فلسطين اللتي لم يكن استعمارها استعمارا كلاسيكيا عاديا لابل كان وما زال استعمارا واستكبارا استيطانيا واحتلاليا واحلاليا هدفه الرئيسي والمركزي هو طرد الشعب الفلسطيني واحلال اللمم الصهيوني مكانه جغرافيا وديموغرافيا, وبالتالي اخطأ من ظن ان الغرب وامريكا على وجه التحديد بإمكانها ان تكون راعية مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وهي التي دعمت وتدعم جميع اشكال الاحتلال والغطرسه الإسرائيلية على مدى عقود من الزمن.. لا يوجد اكثر وضوحا من معالم احداث نكبة فلسطين عام 1948 وفي المقابل لا يوجد اوقَّح من الامبريالية الامريكية والغربية اللتي شرعنت تشريد الشعب الفلسطيني من اجل انشاء كيان استيطاني موالي للغرب وما زالت2020 تدعم هذا الكيان وتراهن على كسب الزمن لمزيد من الاحتلال ومزيد من هضم حقوق الشعب الفلسطيني من خلال لعبة المفاوضات والانتخابات..*واهٍما من يظن ان يوما ما سياتي رئيس امريكي ينصف الحق الفلسطيني..كلهم وجلهم :السابقون والراهنون واللاحقون أعداء الحق الفلسطيني وداعمين للاحتلال الصهيوني في فلسطين..
من هنا وتحديدا بعد نهاية الحرب العالميه الثانيه وبداية نهاية الاستكبار البريطاني في فلسطين, وخروج بريطانيا منهكه عسكريا وسياسيا من الحرب العالميه, وبروز امريكا كقوه عالميه, برزت في نفس الوقت معالم واسس التحالف الصهيوني الامريكي الذي تجلى واضحا بنقل مقر الوكاله اليهوديه في منتصف الاربعينات من القرن الماضي من بريطانيا الى امريكا حيث بدّأ الانحياز الامريكي للصهيونيه ومشروعها الاستيطاني والاحلالي في فلسطين خطواته المتسارعه من خلال تأييد الرئيس الامريكي انذاك روزفلت وخلفه ترومان الذين وَّعدا الحركه الصهيونه في المساعده على انشاء دوله يهوديه صهيونيه على ارض فلسطين.. منذ هذا التاريخ وتحديدا منذ عام 1944 اصبح مصير الشعب الفلسطيني والارض الفلسطينيه قضيه امريكيه داخليه مرتبطه بالمزاوده على من يدعم التوجهات الصهيونيه اكثرعلى اساس من يُجحف اكثر بحق الشعب الفلسطيني في تأييده لاسرائيل والصهيونيه حتى يكسب هذا المرشح الرئاسي او ذاك دعم اللوبي الصهيوني في امريكا, وهذا مايعني امريكيا ان الاجحاف بالحق الفلسطيني والامعان في تاييد الصهيونيه واسرائيل هو المفتاح الذي يفتح ابواب البيت الابيض لهذا المرشح لرئاسة امريكا او ذاك[ لافرق هنا بين ديموقراطي اوجمهوري], وهذا هو الموقف الامريكي الرسمي والثابت منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا وقد رسم معالمه الرئيس الامريكي الاسبق روزفلت بوضوح حين صرح في اكتوبر لعام 1944 في حديث امام حشد من الدبلوماسيين الامريكان المعتمدين والعاملين في العالم العربي يشرح فيه *روزفلت موقفه من الصهيونيه والشعب الفلسطيني :” يؤسفني ايها الساده بالقول بأنه لا يوجد لدي مئات الالاف من الناخبين العرب في امريكا,, لذلك فأنني مُجبرعلى أن اخذ بالاعتبار موقف مئات الالاف من الناخبين اليهود الذين يصبون الى نجاح المشروع الصهيوني في فلسطين”… لم يتغير الموقف الامريكي من دعم المشروع الصهيوني في فلسطين على حساب هضم حقوق الشعب الفلسطيني منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا, حيث تنافس سابقا وحاضرا جميع رؤساء امريكا ومرشحيها للرئاسه على من يقدم اكثر دعما لإسرائيل من جهة ومن يُقوم بتقزيم القضيه الفسطينيه ويجحف اكثر بحق الشعب الفلسطيني من جهة ثانيه وبالتالي انسجام امريكي كامل مع السياسه الاستيطانية والاحلاليه الاسرائيليه رغم شعارات الكذب اللتي تروج لها امريكا دوما بكونها “” وسيطة وراعية سلام” لابل ان اوسلو وكلينتون1993 اسقطا القضيه الفلسطينيه في مستنقع تاريخي وخيم ينسجم مع التوجه الامريكي العام الذي يرى في الشعب الفلسطيني قضيه مشابهه لقضية الهنود الحمر في امريكا الذين يتمتعون وَّهميا بحكم ذاتي ورئيس سلطه ومحميات طبيعيه تابعه لحدود وادارة الفيدراليه الامريكيه!… الوضع الفلسطيني الراهن في ظل الاحتلال الاسرائيلي قريب من وضعية الهنود الحمر في امريكا..!!
من اللافت للنظر وتحديدا منذ مؤتمر مدريد 1991 [ بعد نهاية العدوان الامريكي الاول على العراق] هو ربط القضيه الفلسطينيه والقضايا العربيه عامه بمسلسل الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه من جهه والمفاوضات الوهميه ومن ثم استمرار المفاوضات بهدف المفاوضات ونتا ئجها الهزيله كاوسلو مثلا من جهه ثانيه وبالتالي تهميش القضيه الفلسطينيه من خلال لعبة الانتظار في اروقة تاريخ وتواريخ نتائج الانتخابات الاسرائيليه والامريكيه[ فيما بعد دخلت الانتخابات الفلسطينية ساحة اللعبه].. تارة ننتظر نهاية كلينتون واخرى نهاية بوش او أوباما والان ترمب وانتظار رئيس امريكي اخر وهكذا دواليك…لاحظوا معنا ان جميع رؤساء أمريكا لم يصنعوا سلاما لا بل شنوا حروب واعتداءات على العالم العربي..بوش الاب وبوش الابن دمروا واحتلوا العراق.. أوباما قتل الاف من العرب بزعم محاربة الإرهاب. ترمب دمَّر كبرى المدن العراقية واحتل جزء كبير من سوريا و استولى “عربَّد” على النفط السوري وصمت على حرب الإبادة في اليمن وحاصر سلطة أوسلو والشعب الفلسطيني.. جميع رؤساء أمريكا دعموا ويدعموا الحروب على العرب سواء كانت إسرائيلية او أمريكية.. بالمناسبة عدو بايدن ان اصبح رئيسا ليس ايران لا بل سيكون تركيا لانها صارت دولة قوية عسكريا واقتصاديا.. لاحظوا معنا ما جرى في فلسطين على مدى عقود الكذب الامريكي : فرض وجود سلطة اوسلوية عاجزة تابعة للاحتلال لا تهش ولا تنش.. تقطيع اوصال الضفة والقطاع والقدس ناهيك عن انشاء جدار الفصل العنصري الاسرائيلي الذي يتلوى في احشاء الضفة والقدس.. ازدياد المستوطنات والمستوطنين اضعاف الاضعاف في “مناطق ” جمهورية مقاطعة رام الله..صفقة القرن لم تبقي شيئا لا لدولة ولا مساحة دكانة فلسطينية..!!
الحقيقة الساطعة انه لا فرق بين ترمب وبايدن الا في أساليب تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقة.. احدهم استعمل العصا بدون جزرة والثاني سيستعملها مع جزرة لتبقى بنفس الفحوى والمعنى.. ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والعالمية لن ينهي انتخاب بايدن لا الصراع الأمريكي مع الصين ولا الروس ولا العداء لإيران بالإضافة الى استعداء تركيا وسيركز بايدن على ترميم العلاقات مع أوروبا وقضايا أخرى مقابل تهميش قضايا المشرق والمغرب العربي” الحروب في اليمن ودول عربية أخرى والقضية الفلسطينية” وسيظهر بمظهر ” معارض” لايتام ترمب “في حال خسر سباق الرئاسة” في المنطقة العربية كنظام السيسي والنظام السعودي ونظام ابوظبي وال خليفة الخ من أنظمة المحميات والتبعية في العالم العربي لكنه سيؤكد على استمرار دعم دولة الاحتلال وابتزاز حقوق الشعب الفلسطيني من خلال الحفاظ على الوضع القائم وخاصة بقاء جماعة اوسلو الفلسطينية في الواجهة عبر إعادة المساعدات الامريكية اللتي قطعها ترمب عن مؤسسات فلسطينية كثيرة..بالمناسبة : التطبيع الذي جرى بين نظامي ال زايد وخليفة باوامر من ترمب سيصبح امرا مجانيا بدون مقابل..معادلة الكلب والعظم والسيد القديم والجديد..عدم إعادة انتخاب ترمب ستشكل إشكالية حقيقية لبعض الأنظمة العربية اللتي وضعت كامل بيضها في سلة ترمب..قد تكون تطورات دراماتيكية ما يتعلق باعتلاء محمد بن سلمان عرش المملكة السعودية خلفا لوالدة قبل نهاية حكم ترمب..قد يموت الملك فجأة ب”كورونا” مثلا…قد!؟..سيناريوهات ومفاجأت محتملة.. المحصلة : قدوم بايدن واستلامه دفة الرئاسة الامريكية لن يغير شيئا في الحال الفلسطيني اذا لم يغير الفلسطينيون انفسهم اتجاههم الوطني المتمثل أولا باسقاط نظام حكم سلطة محمود عباس وثانيا التفرغ للاحتلال وتطوير اشكال المقاومة وهذة الأخيرة هي الوحيدة اللتي ستُعدل ميزان الربح الفلسطيني وتعضد حقوق الشعب الفلسطيني…
من الواضح ان استراتيجية الانتظار وكسب الزمن لصالح “إسرائيل” ومشاريع التهويد وفرض الوقائع على الارض الفلسطينية ستستمر, وبعد اقل من نصف شهر او اكثر ستكون انتخابات امريكيه ومن بعدها ستكون انتخابات اسرائيليه ولربما بعدها انتخابات حيص بيص الفلسطينيه, وهكذا دواليك:: الانتظار الى الابد وحتى مَّثل : “لاحق العيَّار لباب الدار” لم يعد ينفع لأنه ببساطه: الانتظار الفلسطيني الطويل وان بقي على هذا المنوال لن يجد لا الدار ولا باب الدار حتى يُلاحق العيَّار..الاستيطان والتهويد الصهيوني الزاحف على الارض الفلسطينيه هو العيَّار الذي يصبو الى تدمير الدار والديار الفلسطينيه!!!.. انطر يا ناطور من انتخابات الى انتخابات ومن مفاوضات الى مفاوضات والسؤال المطروح: الى متى سيظل الفلسطينيون اسرى لعبة الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه,, ولعبة جماعة حيص بيص الاوسلويه!؟؟