عذرًا قداسة البابا أخالفك الرأي
تاريخ النشر: 22/10/20 | 16:14 زهير دعيم
تناقلت وسائل الاعلام العالمية خبرًا يقول أنّ البابا فرنسيس بابا روما يدعو وينادي من خلال شريط مسجّل ، باعطاء المثليين والسُّحاقيات الحقّ في اتحاد مدنيّ أو شراكة مدنيّة قائلًا ومُبرّرًا : أنهم ابناء الله ولهم الحقّ في تكوين عائلة !!!! فممنوع ان نقذف بهم خارج البيت والمجتمع او ان نُذلّهم..
أهلًا قداسة البابا .. لا اعارضك القول في انهم بشر وممنوع ابدًا ان نقذف بهم خارج العائلة ولا أن نُذلّهم ولكن ألست ترى قداستك أن الدعوة الى اتحادهم ( وهذا ما يُشبه الزواج المدنيّ ) يتعارض مع الكتاب المقدّس ، ويتعارض مع كلمة الربّ .
صحيح انّ الربّ يحبّهم ويحبّ كل البشر ولكن يناديهم ويدعوهم الى التوبة الحقيقيّة ،فالمثليّة خطيئة مميتة تودي بصاحبها الى الهلاك الابديّ… وصحيح أنّنا لا ” نكفّرهم” ولا نكفّر أحدًا ولا ندين أحدًا فالدينونة للديّان العظيم في السّماوات، بل ولكن يبقى السؤال : هل نشجعهم ؟ هل نسهّل امرهم في الاستمرار في الخطيئة والغوص في الرذيلة ؟!!! ألم يقل الربّ يسوع له المجد :
” يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بزوجته ويصيران جسدًا واحدًا».
حقيقة كان وما زال قصدَ الله منذ البداية ان يكون الزواج رباطًا دائمًا ومتينًا بين ذكر وأنثى. فالرجل والمرأة خُلقا ليكمِّل واحدهما الآخر، بحيث يشبع كل منهما حاجات ورغبات رفيقه العاطفية والجنسية ويتمكنان من انجاب الاولاد.
وها هو الرسول بولس مسوقًا بالروح القدّس يقول في الاصحاح السادس من رسالته الى اهل كورنثوس :
” لا تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.».
ويقول ايضًا في الرسالة إلى أهل رومية عن المثلية الجنسية: «وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلاً وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ ِللهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَة مَمْلُوئِينَ وٍالَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ».
كم كنت اريد ان يتراجع قداسته عن مثل هذا الطلب وهذه الدعوة ، فمثل هذه الدعوة لا تمتّ للحضارة بصلة أو للانفتاح بعلاقة وانما هي انحلال خلقيّ وسدوم وعمورة في ابشع صورها .
كم كنت اريد أيضًا ان يغوص قداسته في الكتاب المقدّس ليجد انَّ الربّ خلق آدم واحدًا وحوّاء واحدة ولم يخلق آدمين او حوّاءتيْن..