السياسة الأمريكية الخارجية فقدت مصداقيتها الدولية
تاريخ النشر: 26/10/20 | 9:16بقلم : سري القدوة
الاثنين 26 تشرين الأول / أكتوبر 2020.
ان الانتقاد الدولي للسياسة الامريكية يتوسع وخاصة في ضوء سياسة الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي اثبت فشله في التعامل مع مختلف القضايا الدولية وخرج عن اسس المجتمع الدولي، مخلفا وراءه ازمة حقيقية في قيادة المستوي الداخلي على الصعيد الاقتصادي وما ترتب عنه من انفجار للمشاكل المتراكمة وخاصة مع تزايد انتشار وباء كورونا وعجزة عن تعامله بجدية مع هذا الوباء لتعامله بشكل سلبي مع القضايا التي تواجهها ولايات امريكا والتي تتعرض للانهيار كبيت من الورق .
وتتجه اوساط الناخبين في الوسط الامريكي الي تأييد الديمقراطي جو بايدن، الذي يصفه اغلب الدبلوماسيين والإعلاميين والمتابعين للانتخابات الامريكية القادمة بأنه رئيس يذهب للعمل ومتواضع وينجز المهام، ويوجه اغلب الاعلاميين المتابعين للوسط الانتخابي الامريكي انتقادات حادة للرئيس ترامب لمشاهدته القنوات الإخبارية وسخريته من منافسيه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمضى ترامب اغلب وقته في متابعة مشاهدة التلفزيون وانتقاد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع الاعلاميين توجيه انتقادات حادة له على اهماله في متابعة مجريات الاحداث الدولية، وعدم الاكتراث لما يجري على المستوى الدولي من ازمات، بل تعامله بعنصرية مع الملفات الدولية واستهتر بالقوانين والأعراف والتقاليد الدولية، وقام بسحب عضوية الولايات المتحدة الامريكية من منظمة الصحة العالمية ووقف تقديم المساعدات لها .
وغالباً ما ينظر إلى أن القيادة الأمريكية للعالم باعتبارها أمرا مسلماً به، على الأقل في واشنطن، فقد اضطلعت الولايات المتحدة بهذا الدور لأكثر من سبعة عقود بعد الحرب العالمية الثانية، وانه سيكون من السهل التفكير في أنه إذا صوّت الأمريكيون ضد رئاسة ترامب، وجلبوا الأممي الملتزم جو بايدن إلى البيت الأبيض، سيغدو بإمكان الولايات المتحدة أن تعود على رأس الطاولة حسب توقعات اوساط اعلامية امريكية.
وتبذل الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، جهوداً محمومة لمحاولة التوصل إلى تسويات في النزاعات القانونية التي يواجهها ترامب بتهم التحرش الجنسي وإخفاء وثائق كون الرئيس ترامب في ورطة بسبب نزاعات في المحاكم وشح الأموال، ولعل هذا الشيء دفع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل وفي تصريحات اعلامية الى انتقاد رئاسة ترامب للولايات المتحدة، حيث وصفه بانه «ضعيفة وليست أهلا للتحديات» .
وكان بوريل يتحدث خلال لقاء بالفيديو من بروكسل ومشاركته في النسخة السابعة عشر من منتدى الحوار الإيطالي الإسباني الملتئم في روما عندما قال «نرى اليوم كيف تخلت الولايات المتحدة عن ممارسة دورها القيادي» وخلص الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية إلى القول إنها «المرة الأولى التي لا تقود فيها أمريكا الاستجابة لأزمة، رئاسة ضعيفة للغاية، ولا ترقى إلى مستوى التحديات التي تواجهنا.
لقد قطع الرئيس ترامب تقاليد القيادة العالمية للولايات المتحدة بطرق عديدة وطويلة ومألوفة، لكن بينما يحبذ أغلب حلفاء واشنطن باستثناءات قليلة ملحوظة مثل حكومة الاحتلال الاسرائيلي الميل تجاه أي شخص إلا ترامب، وسوف يتطلب استعادة الدور الأمريكي البنَاء في العالم أكثر بكثير من مجرد إعلان عودة الولايات المتحدة لدورها والسير في اتجاه معاكس لقواعد ترامب وهذا سيكلف الكثير من الوقت والجهد لإعادة ترميم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية التي فقدت مصداقيتها على المستوى الدولي وباتت تعرض المؤسسات الدولية للخطر الشديد في ظل عدم التزامها بالقانون والشرعية الدولية وفرضها على الشعب الفلسطيني تلك الحلول الوهمية المسماة بصفقة القرن الامريكية.