«شهيد ترمسعيا» شاهد على جرائم الاحتلال
تاريخ النشر: 27/10/20 | 9:08بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 27 تشرين الأول / أكتوبر 2020.
قتلوه بأعقاب البنادق دون رحمة او شفقة فهم من تتلمذوا في مليشيات وعصابات «الهاغانا والإيتسل والليحي والأرغون» والتي كان لها الدور الأبرز في ترويع الفلسطينيين ودفعهم للرحيل حيث تواصلت العمليات الإرهابية للفرق التي انشقت عن العصابات الصهيونية خاصة بعد انسحاب الجيش البريطاني من فلسطين في مايو/أيار 1948، وحفزت على عمليات التهجير وكذلك المجازر وعمليات اختطاف وقتل العرب .
وبأعقاب البنادق قتلوا الشاب عامر عبد الرحيم صنوبر (18 عامًا)، من قرية يتما جنوب نابلس، بعد اعتداء جنود الاحتلال عليه فجرًا في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وإن استشهاد الشاب جاء نتيجة اعتداء الجنود عليه بأعقاب البنادق، بحسب رواية شهود عيان لطواقم الهلال الأحمر، وأن الاعتداء تم في أعقاب ملاحقة الجنود لمركبة كان يستقلها الشاب، وقد حاولت الطواقم الطبية إجراء إنعاش قلبي له، والشهيد عامر تعرض لضرب مبرح على رقبته، حيث وصل جثمانه الي مجمع فلسطين الطبي الساعة الثالثة فجر يوم الاحد، وكانت علامات عنف وضرب بادية على رقبته من الخلف .
ان تلك المجازر وإرهاب الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الحكم العسري تتواصل وليس وليدة الصدفة بل تعبر عن النهج المتوحش والعقلية الارهابية التي يؤمن بها جنود الاحتلال، ويمارسوها بدعم من قيادتهم وتحت حمايتهم وبشكل مباشر، حيث انهم لا يخضعون للمحاكمات ولا الملاحقة على هذه الجرائم التي يرتكبوها، وغالبا ما يتم ترقيتهم ومنحهم مزيدا من الامتيازات والرتب العسكرية مما يشجع وفي ظل غياب القانون على استمرار هذه السياسة ضد ابناء الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من جرائم ارهاب الدولة المنظم بحق من يطالب بحقوقه في ظل صمت دولي وعدم تدخل وفرض عقوبات وملاحقة من يرتكب هذه الجرائم من قبل المحاكم الدولية .
إن تلك المجزرة البشعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية الغاصبة لأرض فلسطين لا تزال محفورة في تاريخ وذاكرة الشعب الفلسطيني والعالم باعتبارها شاهد حى على وحشية هذا المحتل وعنصرية دولته، حيث تتواصل المشاهد اليومية والعدوان الذي يرتكب بحق المدنيين والأبرياء العزل طوال هذه السنوات دون وازع او رادع قانوني او اخلاقي يوقف هذا الطوفان والجرائم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني .
ان تلك المجازر الإرهابية التي نفذتها العصابات المحتلة بحق الانسان والأرض الفلسطينية هي حكاية جرح ووطن امتدت عبر الاجيال لتشكل هذا التاريخ الفلسطيني والمأساة التي كبرت معنا، جرحا عميقا لا يعرف المحن، وتواصلت مع الاجيال لتسبب المأساة الحقيقية للشعب العربي الفلسطيني حيث سرقت اراضيه ودمرت حقوقه وشرد عبر بقاع الارض، لتتواصل اليوم تلك الجرائم ونقف امام حقائق لا بد من مواجهتها بان هذا الاحتلال الذي يسعون الان الي تصويره وتصديره للعالم كأنه دولة ديمقراطية تسعى الي تحقيق السلام فهي عكس ذلك تماما، فالاحتلال قائم على ممارسة الارهاب بشكل منظم وهو يمتلك تاريخا حافلا بكل انواع القتل المخالفة للقوانين الدولية، ولا يمكن محو تلك الصور والمجازر من ذاكرة الاجيال التي تحمل معاني المأساة وتتواصل بحكم الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بشكل ممنهج ويومي خلال العدوان على الارض والإنسان الفلسطيني عبر سرقته للأراضي والحقوق الفلسطينية وتهويده للقدس واستمراره بإقامة المستوطنات وممارسته للقتل بكل انواعه على الحواجز وخلال اقتحامه للمدن الفلسطينية وممارسته التنكيل وملاحقته للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وارتكابه للمجازر اليومية البشعة بحق ابناء الشعب الفلسطيني .