المولد النبوي والثورة الجزائرية من أيّام الله تعالى – معمر حبار
تاريخ النشر: 31/10/20 | 8:521. أعظم ماميّز الثورة الجزائرية أنّ الجزائريين يومها ظلوا يحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهم تحت الاستدمار الفرنسي، والجوع، والحاجة.
2. كانوا بأمسّ الحاجة للدِيكِ الذي يذبحونهويتصدّقون به، ولطُمِينةِ التي يصنعونها ويهدونها للجيران إكراما لمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
3. يعود فضل الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لله تعالى أوّلا لأنّه احتفل بمولد نبيّه صلى الله عليه وسلّم وهو في عالم الغيب حين بشّر به، وأوصى أسيادنا الأنبياء به، وذكره في الكتب التي سبقته حتّى قال اليهود: إنّا لنعرفه أكثر ممّا نعرف أبناءنا.
4. ويعود فضل الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي كان أوّل من احتفل بمولده صلى الله عليه وسلّم كلّ أسبوع وقال: “ذاك يوم ولدت فيه”.
5. ويعود الفضل لأجدادنا وآبائنا من الجزائريين رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم الذين تمسّكوا بالاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهم تحت الاستدمار الفرنسي طيلة 132 سنة من التنصير، والتبشير، وبناء الكنائس، وتحويل المساجد إلى اصطبلات لخيول المحتل الفرنسي المجرم، ورغم ذلك ظلّوا يحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهم تحت سياط الجوع، ولهيب الفقر، وداء الأمية.
6. حافظ أجدادنا وآباؤنا بما قدروا واستطاعوا على فضيلة الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، رغم الشدائد والصّعاب.
7. المطلوب من الأبناء البررة أن يحافظوا على فضيلة الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهم الآن الأغنياء، والعلماء، والفقهاء، ويعيشون في استقرار، وأمن، وسلام ،وعزّ، ومنعة عكس الأجداد والآباء الذين عاشوا في فقر، وجوع، وعري، وتهجير، وتنكيل، واستدمار، واحتلال، ونهب، وإذلال، وتعذيب، واغتصاب من طرف المستدمر الفرنسي.
8. اختارت الثورة الجزائرية شهر ميلاد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم تاريخ انطلاق الثورة الجزائرية. والثورة التي تختار ميلاد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم تاريخا لميلادها سيكتب لها البقاء مابقي صلى الله عليه وسلّم وهو الحي الذي يردّ السّلام على الأحياء، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، وهو بين يدي ربّه في عيشة راضية مرضية.
9. المولد النبوي من أيّام الله تعالى، والثورة الجزائرية من أيّام الله تعالى. والاحتفال بأيّام الله تعالى من عظائم الأمور، ومن علامات القوّة، والحضارة، والتقدم.
10. هنيئا للأمة التي رزقت الأيّام العظام لتحتفل بها، وتحييها بما رزقت. ومن حقّها أن تفتخر لأنّها في كنف الأيّام العظام.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار