عزلتي ليست هروبا من الآخرين / عناقها الأول كان مرتبكاً..

تاريخ النشر: 02/11/20 | 10:50

عناقها الأول كان مرتبكاً..
عطا الله شاهين
ارتبكت من عناقها الأول لعاشق محترف..
احتوى العاشق ارتباكها وهدّأها بهمساته ..
قالت له: لا تنفر مني فهذا عناقي الأول
فقال لها: ارتباكك يثيرني؛ رغم جهلك في فهم الحب…
قالت له: اذن لماذا أنت مرتبك من العناق؛ رغم أنني صامتة بين يديك ؟..
قال لها: أحاول أن أظل عاقلا مع عناق امرأة تثيرني بصمتها، رغم همساتي
فقالت له بصوت منخفض: لماذا كل هذا الارتباك من عناق هادئ؟
قال لها: ارتباكك من العناق الأول يعني أنك في بداية الطريق نحو فهم لذة العناق…

—————–

عزلتي ليست هروبا من الآخرين ..
عطا الله شاهين
في العزلة أراني انسانا متصلا مع الآخرين على الرغم من عدم رؤيتي لهم بشكل مباشر، لأنني أعيش مع نصف الآخر، الذي يحرضني على الخروج باستمرار لمقابلة الناس عبر شق الحشود أو الجلوس مع عامة الناس لأسمع منهم ما يتحدثونه عن بؤس الحياة، أو أن أجلس في مقهى للمثقفين والأدباء، الذين يرون في المقاه تنفسا لهم لسماع ما يكتبونه أو يتحدثون به عن رؤيتهم للحياة، التي باتت قرية في ظل تكنولوجيا الاتصالات. أحاول في عزلتي أن أسأل ذاتي لماذا أنعزل عن الناس ؟ هل لأنهم لا يفهمون علي ما أقوله؟ وهنا أخص الناس البسطاء رغم حرصي على التحدث معهم بلغة بسيطية كي يفهموا قصدي من الكلام، لكنني مع الأدباء والمثقفين لا اجد صعوبة في التواصل حتى عبر الموبايل الذكي، الذي بات رفيقي الدائم. فأنا أكتب نصوصي على موبايلي بكل أريحية، رغم تعب عيني من شاشته الصغيرة حين أكون في بيتي وحيدا وبلا أية أصوات تزعجني .
فأنا حين أنعزل لزمن، فهذا ليس هروبا من الآخرين، بل انعزالي هو محاولة لفهم ذاتي، فنصفي المعارض لعزلتي يحرضني على عدم البقاء بمفردي في حجرة مليئة بالكتب، على الرغم من عدم قراءتي لها كما في السابق. فاليوم أقرأ على موبابلي روايات لكتاب عديدين دون اللجوء لشراء رواية، إلا أن للكتب رهبة ما زلت أحبها، لأن الكتب تمنحني شعورا مغايرا في عزلة أراها عادية .
فعزلتي لا أراها سلبية أو لها سلبيات بل لها ايجابيات لكن الناس البسطاء لا يفهمون معنى انعزال الكاتب عن المجتمع الذي يرى في الكاتب إنسانا مختلفا عنهم في التفكير أو في نظرته للحياة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة