الأسير “وليد دقة” يحلّق في سماء الحريّة
تاريخ النشر: 02/11/20 | 12:31صدر العدد الشهري الخاص عن الأسير “وليد دقة” تحت إشراف الأسير المحرر خالد صالح “عزالدين”. (تهدف هذه الأعداد والملاحق إلى إبراز عدالة قضية المعتقلين الفلسطينيين وكشف مدى معاناتهم وحجم تضحياتهم وبطولاتهم في مواجهة البطش الصهيوني الإجرامي، وفضح كافة الانتهاكات المرتكبة بحقهم، ضمن سلسلة من الأعداد الشهرية التي تصدر تباعا عن الاسرى القدامى في سجون الاحتلال).
تضمن العديد من المشاركات والمقالات لنخبة من الأسرى والأسرى المحررين، وأدباء وأكاديميين وصحفيين فلسطينيين.
بدأ العدد بافتتاحية مميزة بقلم الأديبة “لينا ابو بكر” بعنوان: “التلسكوب الفضائي ومِجْهَر الطلائع النُّطْفِيّة ” قالت فيه: “حين تزدحم الأمكنة بالفوضى، يتسع الفراغ، وتغيب التفاصيل يصبح المرء منطقة عائمة فوق ركام من التيه، الذي يحول الخواء إلى كتلة ثقيلة وسط هذا الزحام، ولكن حين يتعلق الأمر بمعتقل من طراز وليد دقة، تصبح التفاصيل أكبر من الحيز المغلق، حتى لو كان بامتداد الربع الخالي، وليد دقة هو التلسكوب الفضائي الذي يرى أدق تفاصيل الأجرام السماوية البعيدة، بعدسة تفوق في إدراكها البصري حجم الفضاء الذي ترصده ، وهذا تحديدا ما يجعل المرصد أكبر استيعابا من الكوكب، رغم الفارق الكبير في الأحجام والأقطار !).
كتب الأسير حسام زهدي شاهين، القابع في معتقل نفحة الصحراوي، مقالا بعنوان “وليد دقة بين سناء الحب وميلاد” تكلم فيه عن تفاصيل اللحظات التي جمعته مع وليد في السجون، وليد العاشق للحياة رغم سجنه، كيف أصبح عاشقا وزوجا وأبا لطفلة رغم كل المعيقات، وليد كمثقف وإنسان ثم ختم مقاله بالحديث عن وليد الأديب الإنساني المريض الصامد رغم الانهاك.
من داخل سجن ريمون الصحراوي شارك الأسير كميل ابو حنيش مقالا بعنوان “الاسرى المنسيون في زمنهم الموازي” قال فيه: “نستقبل الأديب وليد دقة القادم إلينا من رحلة العزل الانفرادي لمدة شهرين في ساحة سجن جلبوع، .. متحدياً السجن والسجّان والمرض، متشبثاً بدائه المتأصّل فيه، داء الأمل. ..يشرح لي وليد عن حكاية الزمن الموازي؛ وهو ببساطة يصف زمن الأسر بأنّه زمن مختلف وأنّه لا علاقة له بالزمن الفلسطيني ولا بزمن البشر العاديّين، وإنّما يتحدّث عن ساعة زمنية تخصّ الاسير وحده، وإذا شئنا التحديد تخصّ الاسير الفلسطيني في سجون الاحتلال.
كتب المحامي الحيفاوي حسن عبادي مقالًا بعنوان “نصوص سجينة تعانق الحرية ” تكلم فيه عن أدب السجون الذي يؤكّد على إدانة هذا العصر؛ عصر القمع وانتهاك حقوق الإنسان، فيدين أساليب القهر السياسيّ والقمع الفكريّ التي تحدّ من حرّيّة المواطن وتعتدي على حقوقه وتمنعه من حرّيّة التعبير والرأي.
كتب مصطفى النبيه مقالا بعنوان ” وليد دقة ..المقاوم الذي لن يهزم ..” وليد المفكر المقاتل، الذي لا ينهزم، أطلق قلمه ليحكي حكاية الكل الفلسطيني، أسطورة نضالية لن توفيه الكلماتُ حقه، فهو رجل لكل الأزمنة، دينامو الحركة النضالية في معتقلات الاحتلال.
كتب عيسى قراقع مقالا بعنوان “ظاهرة الكابو ونظام السيطرة في نصوص الأسير وليد دقة”، وكتب الأسير المحرر عبد الناصر فروانة مقالا بعنوان ” ميلاد: قيدٌ ثم نطفة ثم طفلة ثم حرية محتومة” كما شارك مقالا آخر بعنوان “وليد دقة : قيمة وقامة عالية وبحجم السنديان شموخاً “.
كتب الأمين العام للاتّحاد العام للأدباء الفلسطينيّين سعيد نفّاع وهو معتقل سياسي محرّر مقالًا بعنوان ” الذي يقدّم القيمة الحياتيّة الأسمى للوطن يستأهل الأكثر ” جاء فيه: “لا أعتقد أنّ هنالك نقاشًا حول أنّ أغلى قيمتين لدى الفرد هما؛ الحياة والحريّة. قيمتان تصعب المفاضلة بينهما موضوعيّا والأمر يعود للفرد الذي يضع هاتين القيمتين مهرَا للوطن، فهو الوحيد القادر أن يفاضل بينهما؛ أيّهما الأعلى درجة من الثانية. ولكنّا نستطيع أن نقرّر، وإن كانت الحياة وعلى الغالب هي الأعلى من الحريّة لدى البشر، أنّ الأسير المقدِّم الحريّة حينما كان انطلق كان يعرف أنّ حياته وحريّته سيّان والاثنتان محمولتان على راحتيه.”
كتب الشاعر سميح محسن مقالا بعنوان “ميلاد والزمن الموازي” قال فيه: “لم يعد الجسد الأسير في عصر ما بعد الحداثة هو المستهدف مباشرة، وإنما المستهدف هو الروح والعقل.”
وكتب الأستاذ حسن عبادي مقالًا اخر بعنوان ” الصمت عار وهم عشاق النهار” تحدّث فيه عن لقائه بوليد دقة في سجن هداريم، تكلم عن كتاباته ومواقف جمعته داخل السجون مع الكثير من عمداء المعتقلين الفلسطينيين وأن ما نفعله اليوم من كتابة عن هؤلاء الأحرار هو أقلّ الواجب وطنيًّا نحوهم، فهم وجهنا الحضاري وأيقونة النضال من أجل الحريّة والحياة الكريمة على أرض الوطن، وكلّ تضامن معهم يمدّهم بالقوة والأمل ويشكّل شوكة في حلق العدو الغاشم. فقضيّة أسرانا قضيّة إنسانيّة بالدرجة الأولى.
كتب الأسير المحرر بلال عودة من القدس مقالا بعنوان “بعد الصيف وقبل الشتاء” تحدّث فيه عن تجارب نضالية مريرة داخل معتقلات الاحتلال “صِدقًا إنه رجل استثنائي في زمن استثنائي، حتما ستشرق شمس الحرية ليحقّق وليد أحلامه مع زوجته المناضلة والصابرة سناء، ويحتضن ابنته ميلاد، ميلاد التي طالما حدّثني عنها، كان يحلم بها قبل ان تخرج لحيز الوجود بسنوات، ميلاد الأمل الحقيقي لما ينتظر وليد الانسان الطيب الصلب المرهف الإحساس. ..” وشارك الأسير المحرّر محمد خلف مقالا بعنوان ” أسير الحرية وليد نمر دقة الإنسان والثائر”
كان للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام مشاركات مميزة فقد كتب الدكتور احمد لطفي شاهين مقالا بعنوان “أدب السجون الثقافة الخالدة”، وشاركت الكاتبة هديل وائل زقوت مقالا بعنوان ” ما لم تقرأوه من قبل عن أديب فلسطيني”، وشاركت الكاتبة تمارا حداد مقالا بعنوان ” رغم عتمة السجون فالحرية لن تصبح رمادا…”.
كتب الاسير المحرر الدكتور باسل غطاس مقالا بعنوان ” وليد دقة في الحرية وفي السجن ” تكلم فيه عن لقاءاته بوليد دقة وكيفية مساعدته للمعتقلين الفلسطينيين في الحصول على هاتف وكيف خسر أمور كثيرة بسبب نضاله ثم تعرضه للسجن وكيف التقى داخل السجن معه كمعتقل وليس كزائر.. واوضح ان حرمان الأسرى من التواصل هاتفيا مع أسرهم هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني وكذلك لأبسط القيم الإنسانية وهو ما يضاعف من شدة وقساوة عقوبة السجن المفروضة على المعتقلين. وأن وليد يعاني الأمرين من مرضه الشديد ومن توقف والدته عن زيارته بسبب المرض وهي التي كانت مصدر لقوته وصموده وعامودا أساسيا تستند إليه حياته وعلمت علم اليقين كم يستطيع تلفون ذكي واحد أن يجلب من فرح وسعادة واطمئنان لعشرات من المعتقلين ).
شارك وسام زغبر مقالا بعنوان “الأسير وليد دقة قاهر ظلام السجن والسجان “.
كتبت فهيمة غنايم مقالا بعنوان ” وليد دقة الشطر الآخر للحرية في الزمن الموازي ” قالت فيه : “لطالما غامر وليد دقة بتوجّهه الفطري ليواجه الجهل والضّلال، وصولًا الى الامتلاء في عزلته الممتلئة، ولم يحُل ضجيج العزلة عن استشعار تلك النشوة المتوالدة بين جدران النفس التوّاقة للتفرد والانعتاق من المكان إلى اللا زمان، لتخلق لنفسها مصطلح الزمن الموازي في السيرة الأبديّة والأدبيّة… إذ يؤكد وليد دقة على أنّ السجن لا يحتمل منطقة وسطى، وان المساحة بين السجن والحرية وإن بدت حقيقة، فإنها تتسع لفراغ الدنيا كلها .. هكذا صقل وليد أغزر معاني فلسفة الحرية، عبر إبداعاته الاستثنائية لذاكرة اختمرت وتعتقت خلف القضبان، أنتجت معها أدبا مقاوما لا يقاوَم.”
كتب بسام الكعبي مقالا بعنوان “هل يأتي الماضي غدا ؟؟ وليد دقة نحلق الآن في سرمد لا ينتهي ” قال فيه “لم يتمكن الأسير وليد دقة حتى اللحظة من مشاهدة ملاكه الصغير (ميلاد)، وبالكاد استمع إلى صوت نجمته عبر الهاتف، وقد احتفظ بصورة لكريمته الرضيعة بزنزانة ضيقة في معتقل جلبوع؛ حاول بين جدرانها ضابط سجون الاحتلال تجريده من سحر ابتسامة تضيء عتمة زنزانته… رأتْ (ميلاد) النور في مدينة البشارة (الناصرة) شمال فلسطين المحتلة بنطفة محررة؛ نجح وليد بتهريبها رغم الحواجز والجدران والأسلاك الشائكة”، وكتب أحمد طه الغندور مقالا بعنوان “وليد دقة ملامح أدلوجة جديدة للوطن “.
كما شارك الكاتب المقدسي جميل السلحوت مقالا بعنوان “رواية سر الزيت والتفاؤل بالمستقبل”، وكتبت الأسيرة المحررة دعاء جيوسي مقالا بعنوان “وليد دقة وسناء سلامة إيزيس واوزوريس مجددا”.
كتب حسن العاصي مقالا بعنوان “أمير الاسرى وليد دقة المثقف المشتبك”، واختتم العدد بمقال للكاتبة لينا أبو بكر بعنوان “رسالة إلى السلطان الأسير عبد الحميد الثاني :أنا صاحب السجن وليد دقة : الغابة تأكل من موائد الرحمن يا أيها السلطان !
هذا وشارك الفنان الفلسطيني ظافر شوربجي، صاحب دار مجد للتصميم والفنون الحيفاويّة، بلوحة فنيّة عن الأسير وليد دقة غاية في الإبداع وكانت الصورة الرئيسية في ترويسة الملف.
وكان للإعلامي الجزائري “محمد كيتوس” دور هام ومبارك في إصدار الملف.
من الجدير بالذكر أن هذا الملف يُنشر تزامنًا في الصحافة الجزائريّة وصحيفة “المدينة” الحيفاويّة.
المحامي حسن عبادي
ألف مبروك للاسير المحرر والعاقبه لجميع الاسرى القابعين في سجون الظلم والطغيان لا بد لليل أن ينجلى وقيود السجن أن ينكسر