من وعد بلفور إلى وعد ترامب
تاريخ النشر: 03/11/20 | 10:51بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2020.
وتستمر تلك المأساة التراجيدية «وعد بلفور» والتي غيرت مجرى تاريخ الشرق الأوسط، وكانت سببا في الظلم الذي وقع على ابناء الشعب الفلسطيني وجردهم من حقوقهم وكان الركيزة الأساسية التي قامت على أساسها دولة الاحتلال، وفى ظل استمرار سياسة الاحتلال القائمة على احتلال الارض وسرقة الحقوق الفلسطينية ورفض تطبيق القانون والقرارات الدولية بات من المهم ان يعمل مجلس الأمن الدولي وحكومات وبرلمانات العالم ومؤسسات الاتحاد الأوروبي خاصة بمعالجة نتائج الخطيئة التاريخية التي وقعت نتيجة وعد بلفور المشؤوم، وتلك الجريمة التاريخية التي آلمت بالشعب الفلسطيني وكانت السبب المباشر للاستمرار الصراع مع الاحتلال، وعلى الرغم من نص قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة إلى دولتين مناصفة، فإن حكومة الاحتلال تقوم اليوم على أكثر من 70 % من أرض فلسطين التاريخية، وتسيطر على البقية بالاحتلال، كذلك وما زال المشروع الاستيطاني التدميري يطمع بنهب وسرقة الارض الفلسطينية وضم الضفة الغربية، وفقا لما يسمى صفقة القرن الامريكية التي اطلقها الرئيس ترامب، ليكمل تراجيديا المأساة الفلسطينية وسرقة ما تبقي من الاراضي الفلسطينية وإعادة تشريد الشعب الفلسطيني من جديد.
شعب فلسطين سينتصر مهما طال الزمن فهو من يمتلك تلك الحضارة وهذا التاريخ الطويل من التضحيات وهو صاحب الارض الفلسطينية ولا يمكن مهما استمرت قوى البطش والعدوان ان تنال من ارادته وصموده ومهما استمرت سياسة تشريده عن ارضه واغتصاب حقوقه عبر سلسلة طويلة من المؤامرات والتي ابتدأت منذ مؤامرة وعد بلفور المشؤوم وتستمر مع وعود ترامب العنصرية التي تتنكر لفلسطين والشعب الفلسطيني وتمنح الاحتلال الفرصة في ضم الضفة الغربية والاستمرار في عدوانه الغاصب لأرض فلسطين، وإن التاريخ سيسجل مجددا هذا الظلم الذي يتمثل في سرقة التاريخ حيث تلك الممارسات الظالمة بحق فلسطين ارضا وشعبا وهوية وعنوان، وان شعب فلسطين لن ولم ينسى هذا الظلم مهما طال الزمن، ونحن نقولها لا يمكن للتاريخ ان يمحو فلسطين من وجدان وذاكرة كل فلسطيني، والعالم كل العالم يعترف بفلسطين برغم من مرور الزمن فان الشعار الذي يرفعه الفلسطيني اينما كان يسقط وعد بلفور المشؤوم وتسقط مؤامرات ترامب العنصرية.
يسقط وعد بلفور هذا الوعد المستمر منذ 103 اعوام وتلك المأساة التاريخية والجرائم التي ارتكبت بدم بارد ودون وازع اخلاقي او انساني بحق الشعب الفلسطيني، وتلك المأساة التي كانت السبب الرئيسي في تهجيره وسرقة اراضيه وإقامة دولة المستوطنات الاسرائيلية عليها، واستمرار هذه المؤامرات والسياسة المسعورة لدولة الاحتلال يتطلب ممارسة الضغط الدولي على الاقل فهذا هو الحد الأدنى في ظل ما تمارسه حكومة الاحتلال من مؤامرات وتحالفات عنصرية، وضرورة حث دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين والتدخل العاجل لإيقاف هذا الظلم التاريخي الذي نتج عن وعد بلفور، وحان الوقت لاتخاذ قرارات مهمة ايضا من قبل القيادة الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية وضرورة التوجه الفعلي لمحكمة الجنائية الدولية لمساءلة حكومة الاحتلال عن جرائمها، والعمل على تطبيق جميع قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال في حين استمرت بخطواتها وإعلانها عن ضم الضفة الغربية، فهي تكون قد اطلقت الرصاصة الاخيرة على عملية السلام بدعم وغطاء امريكي، وتكون غير مؤهلة على الاطلاق لأي مفاوضات سلام جديدة قائمة على منح الشعب الفلسطيني حقوقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.