على حافّة الكون خيّل لي بأنني عانقت شبحا أنثى../حين تغيبين عني لزمن أراني مغطى بأغطية الضجر/ صورٌ لا يراها أيّ أحدٍ غيري ..

على حافّة الكون خيّل لي بأنني عانقت شبحا أنثى..
عطا الله شاهين
على حافة الكون تجمّدت من البرْدِ هناك
عتمة كانت تلفّني
خيّل لي بأنني عانقتُ شبحا أنثى
شعرُها الطويل دفّأ ظهري العاري
شعرتُ بظفء غريب..
نظرتُ، ولم أر أحدا
قلت: لعله خيّل لي بأنني عانقت للتّوّ امرأة بهيئة شبح
ولكن رغم أنني شعرت بدفء أتى منها، إلا أنني سمعتُ همسات منها
قلت: لعل البرد يؤثر على رأسي المتجمد
———————–

حين تغيبين عني لزمن أراني مغطى بأغطية الضجر..
عطا الله شاهين
لا شيء أفعله حين تغيبين عني
غيابك لزمن عني أراني مغطى بأغطية الضجر
الضجر يلفني وقت غيابك
أتذكر مشاغباتك ..
غيابك الطويل عني يجعل أعيش في ضجر ..
لا شيء أفعله من غيابك..
أتذكرك كل ثانية
أحاول تعويض غيابك برسمك على كراسات مدرستي، التي بقيت
أرسم بقلم رصاص وجهك الضاحك
أرسم عينيك، اللتين تحبان الشغب في نظراتهما لعيني
أرسم شفتيك الخجولتين
أرسم جسدك الأنثوي الانسيابي..
أرسمك بكل فوضاك
غيابك يجعلني أنام بضجر
أظل متغطيا بأغطية الضجر من غيابك
فقط وجودك بجانبي يطرد الضجر من على وجهي..
———————-

صورٌ لا يراها أيّ أحدٍ غيري ..
عطا الله شاهين
أنا فراغ معتم في كون واسع
لا شيء يلمسني سوى ضوء النجوم
أشعر بأن الضوء يسليني في وحدتي
المركبات الفضائية والطائرات تصدمني
لا أغضب من اصدامها
فأنا فراغ لا تراني حين تشق جسدي..
أنا فراغ لا حدود له في كون واسع
العتمة هي صورتي
لا أحد يرى صورة ألمي في هذا الكون
أنا في فراغ كون واسع أعيش في عتمة أزلية
صورة معتمة لا يراها أي أحد غيري
فمن سيسكن حيزي ليعرف ألمي
أنا عاشق للضوء
لا شيء يفهمني سوى الضوء الآت من النجوم
هو وحده من يلمس جسدي الفارغ
يداعب جسدي الفارغ بهدوء فيزيائي..
ينير دربي في سيري السرمدي نحو اللانهاية
يدفئ جسدي المرتعش في كون بارد
انها صورة أخرى لا يراها أي أحد من ألمي في وحدتي
أنا فراغ معتم أعيش بضجر الصمت
صور سرمدية لا يراها أي أحد غيري
أنا الفراغ الحزين
أنا فراغ أرغب في أن أبيتَ وجوداً..