الرئيس بايدن بين مخلفات ترامب وآفاق المستقبل
تاريخ النشر: 10/11/20 | 17:23بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 10 تشرين الثاني / نوفمبر 2020.
مارس الرئيس ترامب سلسة من الاجراءات التي اضرت بسمعة الولايات المتحدة الامريكية وقد صنفت هذه الاجراءات بالجرائم بحق الانسانية والعمل الاهلي والمجتمع الدولي، ولا يمكن لهذه الخطوات ان تمر بدون التوقف امام الحقائق والأسس التي اقيمت بموجبها التشريعات الخاصة بوحدة الولايات الامريكية، فلا يعقل ان تمنح اصوات الامريكيين لمن شارك وبشكل مباشر بممارسة العنصرية وإظهار عنصريته حيال مقتل جورج فلويد برفض إدانة عنف الشرطة المتفشي ضد المواطنين السود في أميركا، وقد وصف مجلس النواب الأمريكي في ذالك الوقت تعليقات ترامب على تويتر بـأنها عنصرية وأنها شرعت وزادت الخوف والكراهية تجاه الأمريكيين الجدد والأشخاص الملونين .
عمل ترامب بشكل واضح خلال فترة حكمة ضد المجتمع الدولي حيث اتخذ العديد من القرارات الخاصة والتي من شئنها اعاقة العمل والتقدم الدولي حيث قام بتجميد تقديم أموال لوكالة الأونروا، كما اتخذ قرارا بإيقاف دفع أمريكا لالتزاماتها لمنظمة الصحة العالمية والعالم بأمس الحاجة للتعاون الدولي من اجل مكافحة وباء الكورونا القاتل، ومن ثم اعلن الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وفي نفس السياق اتخذ قرارات بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية لقرارها فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبت في أفغانستان وفلسطين، كما قامت ادارته باتخاذ قرار في غاية الخطورة وقامت بالاعتراف بالقدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، مخالفا بذلك قرار الأمم المتحدة بتدويل القدس مما دفع بمجلس الأمن لاتخاذ قرار يرفض فيه إعلان ترامب .
وفي نفس السياق واصل ترامب خداع العالم ولم ينفذ وعده بسحب القوات الأمريكية التي تحتل أجزاء من الأراضي السورية منذ عام 2015 بل أعلن مرسوما واضحا بالاعتراف بضم دولة الاحتلال للجولان المحتل منذ عام 1967، في مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي والأسس التي تنطلق من خلالها عملية السلام.
وقد اخفق الرئيس ترامب في تعامله مع القضية الفلسطينية وتبنى ما سمي بصفقة القرن الامريكية، محاولا تضليل العالم ودعم حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي تمارس الجرائم بحق الانسانية وفي تناقض واضح مع القرارات والقوانين والتشريعات الدولية، مستخدما صلاحيات مضللة للحقوق ولا تمت بأي صلة لصناعة سلام الوهم وخاصة في صفقة قرنه التي عبرت عن مواقف الاحتلال، وكان مساندا وداعما للعدوان الاسرائيلي علي حقوق الشعب الفلسطيني وكفاحه العادل من اجل نيل الحرية ووقف مساندا وداعما لسياسة الضم ومشجع الاستيطان على حساب المشروع الوطني للنضال الفلسطيني .
وعلى المستوى الدولي واصل ترامب ممارسة سياسة الابتزاز والقرصنة المالية ومطالبته العلنية للعديد من الدول الصديقة لأمريكا بدفع مليارات الدولارات مقابل الحماية في خطوة تعبر عن الدكتاتورية والسلوك الاحمق، كما واصل سياسته في فرض العقوبات الاقتصادية على دول وشركات وأفراد من مختلف دول العالم.
ويعد الرئيس ترامب غير مؤهل لممارسة منصب رئيس الولايات المتحدة لما ارتكبه من ممارسات عنصرية على المستوي الداخلي والدولي ولذلك حقق المرشح جو بايدن فوزا ساحقا ليحصد ما يقارب خمسة وسبعين مليون صوت وهي اعلى نسبة يحصل عليها مرشح رئاسي امريكي .
وفي ضوء تلك المتغيرات ونتائج الانتخابات الامريكية وانتهاء ولاية ترامب فأننا نتطلع للتعاون مع الرئيس الامريكي المنتخب بايدن وإدارته الجديدة من أجل تعزيز العلاقات الفلسطينية الاميركية وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة والكرامة للشعب الفلسطيني، والعمل من أجل السلام والاستقرار والأمن للجميع في منطقتنا والعالم.