الذُوق والمعلَّق فوق!!
تاريخ النشر: 13/11/20 | 8:00د.شكري الهزَّيل
نحن وامريكا قصة ليست جديدة لابل عتيقة بعتق القضية الفلسطينية وتاريخ وجود الاحتلال الصهيوني في فلسطين المدعوم أمريكيا بالمال والعتاد العسكري والغطاء الدولي حتى تَّحول الامر في زمن ترمب وبومبيو الى اجبار العربان وجرجَّرتهم قسرا الى تل ابيب ناهيك عن عداء فاشي سافر لكل ما هو حق فلسطيني ضمن حملة تشوية صورة التاريخ والحق الفلسطيني عبر تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ الى حد محاولة الشراكة في باحات الأقصى بعد ان منح ترمب بجرة قلم القدس لصديقة نتانياهو لا بل انه قدمها هدية لنجلتة ايفانكا لتقدمها بدورها لزوجها الصهيوني كوشنر اللذي كان يحلم بتقديم القدس كهدية لصديقة نتانياهو كعاصمة للكيان الغاصب في فلسطين.. بكل بساطة واستهتار صارخ قدَّم ترمب القدس والجولان والاغوار وكل ما تمناة اللاهوتيون الصهاينة وكأن القدس وفلسطين عقار من عقارات ترمب فيما تكفل بومبيو” وزير الخارجية” بامر عربان المحميات وقام بجرجرتهم الى التطبيع مع تل ابيب تحت ضربات سوط التهديد والوعيد الأمريكي من جهة ومن خلال خلق معادلة كَّون تل ابيب بوابة العبور الى واشنطن من جهة ثانية وبالتالي ما جرى في اخر أربعة أعوام ليست وقاحة وعربدة أمريكية فحسب لابل ان العالم دخل في مرحلة ترامبية همجية فاشية لم يسبق لها مثيل في منظومة الرئاسة الامريكية التي حافظت على مدى عقود على تهذيب مسلكيتها الدبلوماسية والسياسية امام العالم بالرغم من كونها دوما ودائما دولة امبريالية مارقة ومعتدية على حقوق شعوب الكون بما فيها الشعوب العربية وعلى راسها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.. العصا دون تقديم أي جزرة!!
ما يتعلق بفلسطين السليبة فهي ضحية أمريكا منذ تقسيمها عنوة وقسرا عام 1947 وحتى يومنا هذا.. محطات انتظار ” الرؤساء” الجدد والفَّرج الأمريكي تجاوزت ال27 عاما وتناوب اربع رؤساء الحكم في امريكا منذ توقيع اتفاقية أوسلو وحتى يومنا هذا وما جرى انه ليستعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة فقط لابل لم يبقى جغرافيا شيئا لقيام دولة بعد موجات الاستيطان والقضم اللتي نفذها الاحتلال بدعم من أمريكا التي زعمت يوما ما انها ” راعية سلام” وهي في الحقيقة كانت وما زالت راعية لدولة الاستيطان وتشجعها على مزيد من الاستيطان والاحتلال والاحلال وفرض واقع لاعودة فية من الاحتلال والتوسع الاستيطاني..!!
عدنا وعادوا للكر والفر وجَّرش الكلام والجميع يقول تنفسنا ” الصعداء” بعد الإطاحة بترمب وهذا الكلام كَّررناه كالببغاء بعدما حَّل بوش مكان كلينتون واوباما بعد بوش مجرم حرب العراق والان بايدن بعد اللاهوتي الصهيوني ترمب التي منح القدس والاغوار والجولان للكيان بجرة قلم دون احترام ما سمي بالقانون الدولي او اعتبارات واتفاقيات او مبادرات سلام ومن بينها مبادرة سلام عرب الردة االمنبثقة عن مؤتمر قمة بيروت عام 2003 ومن بينها أيضا اكذوبة كون أمريكا صاحبة مبادرات وعرابة اتفاقية أوسلو عام 1993 التي لم تفضي الى أي نتيجة سوا وجود سلطة “فلسطينية” اوسلوية فاسدة أصبحت بمثابة عرابة لكل اشكال الاحتلال والاستيطان في فلسطين…سلطة الدكان والراتب والمعونات الدولية وهذة الأخيرة تشكل الضمانة لبقاء الدكان والراتب وحماية ظهر الاحتلال..!!
كالمستجيرمن الرمضاء بالنار..هذا هو الحال الفلسطيني او بالأحرى ” الفلسطيني الرسمي” الذي حَّوَّل القضية الفلسطينية الى كرة تنتقل من ملعب هذا الرئيس الأمريكي الى ذاك وكلهم على حدة وجماعة يوجهون لها اشد الطعنات لابل الاهانات أيضا بدعمهم لعربدة الاحتلال على حساب حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني…نتستجير باوباما يطلع خايب اكثر من سابقة والان نستجير ببايدن الصهيوني من ترمب والنتيجة واحدة ” الرمضاء والنار” وقصتها مبنية على” ما حدث لكليب بن ربيعه حين تبعه جساس ومعه عمرو بن المزدلف، فطعنه جساس فدق صلبه، ونزل إليه عمرو، فطلب منه كليب أن يغيثه بشربة ماء، وكان بقي فيه رمق، فتقدم إليه عمرو وأجهز عليه، فضرب بعمرو المثل وقيل فيه ” المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار” وهذا هو الحال الفلسطيني والعربي بشكل عام والعلاقة مع أمريكا ورؤساءها اللذين يستأسدون على فلسطين ويشنون العدوان تلوى العدوان على العالم العربي حفاظا على الكيان الغاصب في فلسطين وأنظمة المحميات الامريكية في العالم العربي… خراب ودمار واستهتار بكل ما هو عربي وفلسطيني!!
نحن نعيش في كل مرة تجربة مريرة مع الإدارات الامريكية المتعاقبة لكن مع الفاشي دونالد ترمب كانت وما زالت تجربة امر من المر فحواها هضم واهانة كل ما هو فلسطيني وعربي الى حد اجبار العرب قسرا على التطبيع مع الكيان ناهيك عن محاولة تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني عبر قطع المساعدات عن المواطنين واللاجئين الفلسطينيين رغم معرفة أمريكا بان المساعدات بالنسبة للمخيمات الفلسطينية قضية حياة او موت وليس ترف يشدوه الفلسطينيون..قطع مساعدات و ترهيب وترغيب كل من يقدم العون للشعب الفلسطيني.. الاستيلاء على القدس وجعل مستوطن صهيوني مختبئ في ثوب” سفير امريكي” سيد كل القرارات وداعم دائم للاستيطان الصهيوني لا بل داعم لتهويد القدس وطرد سكانها الفلسطينيون ناهيك عن دعمة لضم وهضم الاغوار الفلسطينية لدولة الاحتلال..فريدمان لم يكن سفير أمريكا لابل سفير المستوطنات والمستوطنين المدعوم من قبل ترمب ولا ننسى مندوبة ترمب السابقة في الأمم المتحدة نايكي هايلي اللتي كانت مندوبة تشوية صورة القضية الفلسطينية ومدافعة فاشية عن الاحتلال وجرائم الاحتلال في فلسطين ناهيك عن بومبيو الذي استعمل ” العصا” في تطبيع عرب التطبيع..!
ما تعرض له الفلسطينيون في حقبة اللاهوتي الفاشي ترمب هو تقزيم وتجزير كل ما هو فلسطيني ووقاحة مارسها رئيس امريكي فاشي ما وراءها وفوقها وقاحة.. دونالد ترمب مارس اعلى درجات الفاشية والعنجهية ضد الشعب الفلسطيني ويكفي مشاهدة ايفانكا ترمب وكوشنر وفريدمان وهم يفتتحون السفارة الامريكية في القدس المحتلة ويضربون بعرض الحائط مشاعر الشعب الفلسطيني ومشاعر الامتين العربية والإسلامية..عنجهية واحتقار واستهتار وازدراء: هذه سياسة إدارة عصابة اللاهوتي الفاشي دونالد ترمب ضد العرب بشكل عام والفلسطينيون بشكل خاص ومن ثم يتساءل الغرب : لماذا يكرهوننا؟.. كيف لا نكرههم وهم على هذه الشاكلة من الفاشية والهمجية في تعاملهم مع العرب..انظروا كيف دعم و يدعم ترمب نظام السيسي الارهابي ودعم النظام السعودي “قطَّاع” رؤوس الناس وكيف استولى ترمب على النفط السوري ليبيعة لشركات خاصة..غضب..نعم نحن كشعوب غاضبون لان نظام الفاشي ترمب استهدف وجودنا وكرامتنا كبشر. ترمب وكوشنر والعصابة كانوا وما زالوا صهاينة فاشيون ونازيون يزدرون العرق العربي والفلسطيني والدين الإسلامي…الممنوعون من دخول امريكا ترمب هم المسلمون والعرب ومن ثم يحدثونك عن العدالة والديموقراطة وحقوق الانسان وهم يشكلون ويمثلون اعلى درجات الفاشية والعنصرية!!
قبل مدة من الان وردني خطابا قديما بالصوت والصورة لجو بايدن يقول فيه انه صهيونيا داعما ل ” اسرائيل” وان والدة قال له “انه لايجب ان يكون يهوديا ليكون صهيونيا” فهو صهيونيا وسيبقى صهيونيا داعما للكيان الإسرائيلي ومعتبر امن الكيان من امن أمريكا.. كاملا هاريس نائبة بايدن صهيونية معروفة شاركت في جمع التبرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي ودعمت الاستيطان بالمال وجمع التبرعات..هؤلاء هم من سيخلفون ترمب..الصهيونية الناعمة والمنمقة بالكلام وداعمة لدولة الاستيطان بالمال والعتاد العسكري..سيعيدون وضع ما قبل ترمب بإعادة المعونات الى السلطة الفلسطينية والاونروا وسيعاودوا افتتاح القنصلية الامريكية في شرق القدس وأعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن وسيتركون السفارة الامريكية في القدس كامر حاصل وواقع ضمن اعترافهم بالقدس كعاصمة للكيان.. المحصلة انهم لن يكونوا افضل من ترمب الا في طريقة التعامل السياسي لكن ليس في الفحوى والدعم المطلق للكيان ومواصلة المماطلة وقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين والمستوطنات..العدالة الامريكية هي عدالة القوة والعربدة وثقافة الكاوبوي والاستيلاء بالقوة على أراضي وحقوق الغير..
الذوق والأصول بالنسبة لامريكا هو تخويف البشر وقمعهم وتهديدهم في حياتهم حتى يستجيبوا لمقومات ” العدالة” في أمريكا وفلسطين وشعبها مجرد ” جوكر” انتخابات ومزايدات في مزاد من سيقدم دعما اكثر للكيان الغاصب حتى يحظى بدعم اللوبي الصهيوني في الانتخابات الرئاسية الامريكية… الذوق من المعلق فوق..يحكى ان “أسد وذئبا وثعلبا خرجوا ذات يوم للصيد معا، فاصطادوا حمارا وغزالا وأرنبا.فقال الأسد للذئب: اقسمها بيننا فقال الذئب: الأمر واضح يا مولاي: الحمار لك ، والغزال لي، والأرنب للثعلب. فضربه الأسد ضربة أطارت رأسه عن جسمه فعلق فوق جذع الشجرة.وحينئذ قال الأسد للثعلب، اقسم بيننا. فقال، الأمر واضح يا سيدي: الحمار لغدائك، والغزال لعشائك، والأرنب فيما بعد ذلك. فتبسم الأسد وقال له . ما أقضاك وما أحكمك أيها الثعلب!! من علمك هذا الذوق؟ قال : المعلق فوق… راس الذئب”..هذا هو ضبطا معنى وفحوى العدالة الامريكية.. فلسطين ستبقى معلقة على مخالب السياسة الامريكية والاحتلال الصهيوني حتى تعود المقاومة الفلسطينية بكل اشكالها الى الميدان.. ما يسمى بمفاوضات السلام والسلطة الفلسطينية والكرتون مجرد سراب ووًهم استنفذ كل مقوماتة ومعطياتة وبايدن لن يكون افضل من ترمب… حك ي مخك ي وفكر ي وتدبر ي..اما فلسطين او لا فلسطين..هم يريدون كل فلسطين والأرقام 48 و67 مجرد ارقام وتواريخ يختبئ في طياتها الخائبون من فلسطينيون وعرب محميات تحمي وجودها أمريكا..!