من يُصاب بفايروس كورونا ليس مجرماً حتى تلصق له وصمة العار
تاريخ النشر: 15/11/20 | 8:50بقلم:- سامي ابراهيم فودة
أخي المواطن, أختي المواطنه,
في بادئ ذي بدء, أوصيكُمْ وأوصي نفسي بالحفاظ على سلامتكم وسلامة أبنائكم وعلى من حولكم بأخذ أقصي درجات الحيطة والحذر الشديد بالالتزام بإجراءات السلامة والوقاية ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔاﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ الآخذ بالانتشار كالنار في الهشيم في محافظات الوطن وخاصة في قطاع غزة الذي يئن تحت ويلات الانقسام البغيض والحصار والإرهاب الإسرائيلي مع اتساع دائرة المخالطين لمصابي بفيروس “كورونا”
في طل ارتفاع حصيلة أعداد الإصابات والوفيات جراء هذا الوباء العالمي نتيجة الاستهتار واللامبالاة وعدم الاكتراث من محاذيره سواء من المواطن أو من الجهات الحاكمة بأمر الواقع بالقطاع التي تتخبط في قراراتها والغير قادرة على ضبط الإيقاع, فتارة تجدها تشدد من إجراءاتها الصارمة في إطار محاولتها لمحاصرة الوباء وتارة أخرى تتراخي في تشديد إجراءاتها مع علمها المسبق بوجود حركة نشطة لفايروس كورونا المعدي في أوساط المواطنين.
أخي المواطن أختي المواطنه أن الإصابة بفايروس كورونا مثلها مثل الانفلونزا كما يقولوا الأطباء, وهذا الوباء لا يعد وصمة اجتماعية تطأطئ له الرؤوس حتى نخجل منه وإخفاء أعراضه والتكتم عليه وعدم الافصاح عنه إلى جهات ذات الاختصاص بوزارة الصحة, فأي إنسان منا معرض لأن يصاب ويشفى منه, وقد يسأل مواطن أنا لا أحب أن أُعرض نفسي للتنمر والتشهير والازدراء من قبل الأخرين الذين هم بعيدين كل البعد عن السمو الإنساني والاخلاقي, فمن حقي الشخصي أن أخفي اصابتي من وباء كورونا عن الناس طالما أنا اتبع الإجراءات الوقاية والسلامة بعزل نفسي واتجنب الأخرين ولا أنقل العدوى لهم,
فما دفعني لكتابة هذا المقال هو حالة التنمر والازدراء والتشهير لمصابي فايروس كورونا من الاخرين وهذا السلوك السلبي بحد ذاته اغتيال معنوي لما له من آثار نفسية على معنوية المواطن المصاب بعينه وعائلته والذين تجدهم يشعرون بالذنب والخوف والقلق من نظرة المجتمع التي تطاردهم كأنهم موبوؤن ومجرمون وتحميلهم المسؤولة عن الإصابة, وهذا تفكير خاطئ وغير صحيح ولا ينم عن وعي اصحاب الافعال المشينة بقصد أو بدن قصد بحق المصابين وهذا مما يدفع حاملين هذا الفايروس من تجاهل الأعراض التي قد تظهر عليهم وعدم الافصاح للطيب عن إصابتهم بالمرض.
أخي المواطن أختي المواطنه, في ختام مقالي أتوجه إليكم أن تكونوا رحماء بأنفسكم وبالمصابين فهم ليسوا مجرمين بل هم ضحايا لهذا الوباء ومن كان وراء انتشاره لحسابات سياسية عقيمة ,فمنا من يعيش بين ظهرانينا مصابين بالسرطان والفشل الكلوي والقلب والكبد وغيرها من الأمراض وهم كثر, ففيهم ما يكفيهم من المعاناة والجرح الغائر بالنفس فكونوا عوناً لهم وليس معول هدم لحياتهم ومدوا أيديكم إليهم وساعدوهم على الشفاء بدعمكم النفسي لهم, ادعو الجميع من أبناء شعبنا إلى التعاضد والتكاتف والتلاحم الذي هو طوق النجاة لنا في محنتنا والمفتاح لتطويق الفايروس والحد من انتشاره ووقف ماكنة حصد أرواح الأبرياء من المواطنين.
والله من وراء القصد “اللهم اني بلغت اللهم فاشهد”