السباق نحو الاستيطان وشرعنة المحتل
تاريخ النشر: 17/11/20 | 10:09بقلم : سري القدوة
ضمن اليات العمل السياسي تشكل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المرتقبة إلى مستوطنة «بساغوت» الاستعمارية المقامة على أراضي المواطنين في مدينة البيرة، وزيارة الجولان السوري المحتل، شكل جديد من استمرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دعمها للاحتلال الاسرائيلي وإضفاء الشرعية على تلك المستوطنات القائمة على الاراضي الفلسطينية المحتلة لتؤكد مجددا بان هذه الادارة هي شريكة للاحتلال وليس منحازة له، وأن هذه الزيارة ليست مستغربة وتأتي ضمن الاجراءات الأميركية لشرعنة للاستيطان، واعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وتأتي ايضا ضمن خطة ترمب- نتنياهو الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .
ومن خلال ما يجري من مؤامرات واستمرار تعرض مستقبل الشعب الفلسطيني للمخاطر الشديدة للنيل من ارادته يتطلب من الجميع الوطني والكل الفلسطيني ضرورة تعزيز المواجهة والتصدى لتلك المخاطر التي تتعرض لها القضية الوطنية الفلسطينية، وذلك عبر سرعة تطبيق كل الخطوات العملية لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بما يكفل تعزيز الوحدة الوطنية والتصدى لمخططات الاحتلال ومشاريع الاستيطان القائمة ضمن ما يسمى صفقة القرن الامريكية .
ويواجه الشعب الفلسطيني وقيادته خطة ترامب وإجراءات الاحتلال بالصمود حتى يتم افشالها، وتجسيد الاستقلال الوطني على أرض فلسطين، ويشكل التمسك بإعلان الاستقلال الذي كان قبل اثنين وثلاثين عاماً عنوانا بالاستمرار نحو تعزيز هذا الاستقلال وان الاولوية الكفاحية والنضالية هي اقامة الدولة الفلسطينية ايذاناً باستمرار النضال حتى تحقيق الاستقلال وتجسيده من خلال قوة الايمان بحتمية الانتصار والاستعداد للتضحية الدائمة والإرادة الشعبية لقادرة على الاستمرار حتى النصر ونيل الحرية وتحقيق الاستقلال الوطني الفلسطيني .
ولذلك لا بد من تضافر وتركيز كل الجهود الوطنية من أجل تكريس الاستقلال على أرض الواقع من خلال خطوات جدية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة واستعادة وحدة كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، بما يفتح الطريق لتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على كافة الاراضي المحتلة عام 1967 وضمان حق عودة اللاجئين الى ديارهم طبقا للقرار 194، ومن أجل حماية وتكريس الحقوق السياسية والاجتماعية والديمقراطية لشعبنا في كافة المجالات .
ولا بد من التأكيد على ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية والتعبير عن الارادة الوطنية الحرة للشعب الفلسطيني العظيم الذي طالما ناضل من اجلها، ومن اجل الاستمرار نحو ثورة التحرر والحرية والاستقلال وتفعيل الكفاح ومواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني وكل أشكال القهر .
وتشكل المرحلة الحالية التي نعايشها ظروفا خاصة تحتم علينا اعادة ترتيب البيت الفلسطيني واعتماد استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة كافة المخاطر والتحديات الماثلة أمام الشعب الفلسطيني في داخل الوطن والشتات، وحماية المكتسبات الوطنية وتعزيز النضال من أجل الحقوق الوطنية الفلسطينية الاصيلة والثابتة والغير قابلة للتصرف والمنصوص عليها بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني، وكافة القرارات الصادرة عن الامم المتحدة والداعية للحقوق الشرعية الفلسطينية .
دائما كانت المؤامرات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هي مؤامرات فاشلة ولا يمكن ان تنال من صمود وكفاح وإرادة هذا الشعب الذي عبر دوما عن رفضه لكل المخططات والمشاريع الهادفة لتصفية قضيته الوطنية وإلغاء حقوقه المشروعة، ولم يتوقف شعب فلسطين يوما عن الدفاع الباسل عن وطنه، ولقد كانت ثوراته وانتفاضاته المتلاحقة تجسيدا بطوليا لإرادة الاستقلال الوطني، وسيواصل شعب فلسطين كفاحه ونضاله حتى تحقيق الحرية ونيل الاستقلال ولتصبح الدولة الفلسطينية حقيقة راسخة على أرضه .