ضحايا القتل لم يخلقهم الشيطان .!

يوسف جمّال – عرعرة
لماذا ..
أصبحنا نعبد الموت
نسبح في دمائه ونُساق إليه
كالخراف العمياء
كالضواري المتعطِّشة للدماء
منّا القاتل والمقتول
ومنّا من يبكي على القاتل
ومنّا من يبكي على المقتول
أصبحنا نعشق الدَّم المُسال
نؤرِّخ أيامنا من إغتيال
الى إغتيال
****************
لماذا ..
أصبحنا ننام معه ليلنا
ونقوم في الصباح فنجده أمامنا
نشربه مع مرِّ القهوة
و ينتظرنا في العشاء
لنغمٍّس به لقمنا
وندخله الى الشريان
أيامنا تحوّلت الى رثاء
ليالينا أصبحت تنزف دماء
*************
لماذا ..
تعوَّدنا على الموت
تعوَّدنا أن ننام معه
أصبح خبزنا
وكاسنا ولباسنا
نبتعد عنه فيلحقنا
نغمض أعيننا كي لا نراه
فيتسلَّل الى أحلامنا
نصمُّ آذاننا كي لا نسمعه
فيخترق أسماعنا
نبكي فيضحك من بكائنا
نضحك فيغتال ضحكنا
******************
ضحايانا
لم يخلقهم الشيطان
لم يعبدوا الأوثان
لم يقتلوا السلطان
لم يرموا السُّمَّ في عيون الجان
لم يحرقوا بيسان
******************
لماذا ..
أطفالنا يفتحون أعينهم على
الموت قبل الحياة
يطفئ ضحكاتهم الأولى قبل الميلاد
يغتال أحضان أمهاتهم
ويخرس أنفاس آبائهم
تحولنا معه الى يتامى وثكالى
وأرامل وسبايا
*****************
لماذا ..
راجت تجارة الموت فينا
أصبح رخيصاً
كدموع اليتامى
كنواح الثكالى
كجفاف الفرح
وحسرات الحزانا
**************
لماذا..
أصبحنا نحصد أرواحاً
ولا نحصد غلَّة أقماحاً
لعبنا أصبح عنفاً وسلاحاً
خبزنا أصبح قتلاً وجراحاً
غناؤنا أصبح لطماً ونواحا
موتنا أصبح تشفيّاً وأفراحا
*********