رسالة البروفيسور روني جمزو للمجتمع العربي

تاريخ النشر: 18/11/20 | 13:20

شكراً .. واستمروا
تنزّهت يوم السبت الماضي مع ابنتي في متنزّه اليركون. إلى جانب الشعور بالراحة والمتعة، انتابني أيضاً شعور بأنه ينقصني هذا التواصل مع المواطنين العرب في البلدات العربية، الذي اعتدت عليه خلال أيام الأسبوع وبالأساس في نهاية الأسبوع وأيام السبت بحكم منصبي المنسّق الوطني العام لمكافحة الكورونا. تعرّفت على الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والفجوة غير المفهومة وغير المنطقية بين بلدات المجتمع العام في البلاد وبين البلدات العربية. إنها فجوة غير أخلاقية بنظري، البلدة العربية في إسرائيل يجب ألا تكون أقل بمستواها من أي بلدة أخرى. إلى جانب ذلك، تعلمت التعرّف على ثقافة المواطنين العرب في إسرائيل، ازداد تقديري وحبي لها، على اختلاف الأديان والطوائف في المجتمع العربي.

أنا أنهي منصبي كمنسّق لمكافحة الكورونا في حين انتشار العدوى بالكورونا يتجدد في المجتمع العربي بقوة، ما بين 200 إلى 300 مريض يومياً، ست بلدات فُرض عليها إغلاق، بالإضافة إلى 20 بلدة برتقالية – حمراء، بينما عدد الفحوصات التي تجرى في القرى والمدن العربية غير كافٍ.
أنهي منصبي وأنا أشعر بالقلق وبأن المَهمة لم يتم إنجازها بعد.
الكورونا وباء حقيقي، إنها تُسبب مرضاً خطيراً وتؤدي إلى الوفاة، إنها تنتقل بصمت وبدون أعراض حتى تضر بالشخص المُسن والضعيف. إنها تستغل الكثافة والتقارب في المجتمع العربي، النقص في البنى التحتية، الرقابة غير الكاملة، وتنتشر بواسطة عادات مثل الأعراس ودور العزاء، مع الأسف. انتشار العدوى الحالي مصدره أيضاً أشخاص لم يحافظوا على تعليمات الحجر الصحي والحذر، مثل العائدين من رحلة في تركيا أو تجوّل في المناطق الفلسطينية.
قبل نحو شهر زرت مدينة كفر قاسم، التقيت القيادات الدينية والمحلية. تعرّفت على المسؤولية التي تتحلى بها القيادات الدينية في المجتمع العربي، الذين كانوا أول مَن أغلق المساجد في العالم، اتخذوا قراراً للحفاظ على صحة الجمهور، وبشكل عام شاهدت المسؤولية لدى قيادات المجتمع العربي تجاه صحة السكان، رأيت بأم عيني الجدية في عمل رؤساء السلطات المحلية، الإخلاص لدى صديقي أيمن سيف ولدى كل مسؤول للحفاظ على المجتمع العربي في التصنيف الأخضر بدون كورونا، أخضر دائم، أخضر وصحي.

رجاء اتركوا حالياً حفلات الأعراس، التجمهر، انتظروا حتى يكون الوضع آمناً، بعد فصل الشتاء، عندئذ نكون قد حصلنا على التطعيم، إن شاء الله.
أنا أعتمد عليكم وأثق بكم، القيادات والسكان، بأن تواصلوا المعركة ضد انتشار عدوى الكورونا، أنا عائد لإدارة مستشفى إيخيلوف من أجل كل المجتمع عامة إلى جانب الطواقم الطبية المتميزة فيه، وأنا سأكون دائماً في خدمتكم، جندياً في هذه المعركة.
مع جزيل الاحترام
البروفيسور روني جمزو
المنسّق الوطني السابق لمكافحة الكورونا
ومدير عام مستشفى إيخيلوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة