لست من عاشقي التأمل الروحي./انتظاري لها كان هاجسي..
تاريخ النشر: 22/11/20 | 8:43 لست من عاشقي التأمل الروحي…
عطا الله شاهين
لطالما ظل التأمل هاجسي ولكنني لست من عاشقي التأمل الروحي ولكنني أقضي وقتا قليلا في التأمل الروحي ليس من باب تضييع الوقت ولتبديد الضجر، بل للتأمل في موضوع ما عن فلسفة الاشياء الغامضة وذات الجدل بين البشر. أوجه تفكيري نحو أي شيء غريب، وغامض، والاستغراق فيه بتركيز صامت ؛ وأتصل حينها مع ذاتي بشكل مكثف في هدوء تام، وهناك في تأملي أهدف من وراءه تنقية قلبي من أشياء عالقة فيه من شوائب الشّرّ مثلا إن وجدت، وأقوم بتنظيف عقلي من أفكار سلبية عالقة. هناك أتأمل بطريقة جلوسي، أو في تأملي في لبسي الذي يعجبني أو أنني تعودت عليه، وهذا التأمل يمنحني بلا شك راحة نفسية. أحتاج هذا التأمل في الكثير من الأحيان لأواجه تحديات الحياة، فهو تأمل للطمأنينة، وقتما أمكث لزمن في خلوة أراها ضرورية لراحتي النفسية . ففي خلوتي أروح للتأمل كهروب من ألم الحياة نحو الراحة النفسية لذاتي، فعقلي يظل يفكر في أشياء سلبية أود التخلص منها عبر التأمل الروحي . .أحب التأمل روحيا، حينما أمكث في مكتبي تحت ضوء أصفر، لأنه يريح عيني، وأجلس حينها على كرسي مصنوع فرشه من جلد أسود بين جدران حجرة مطلية بلون السماء.. أذهب للتأمل الروحي، أو دعونا أقول هنا أولج في التفكير في مواضيع تغلب عليها الطابع السلبي من نتائج لم تصل لهدفها الحقيقي . في تأملي الروحي أفكر في طريقة لبسي، هل أنا مقتنع بها أم أنني منتقد من عامة الناس، أم أنها تنسابني وتريح عقلي؟ . فالتأمل الروحي عندي هو طريقة للراحة النفسية، أنظف في وقت التأمل عقلي من سلبيات الحياة فعقلي يكون مركزا في موضوع ما يشغل تفكيري ورغم هذا أتفادي مل مرة بالهروب من تأملي الروحي، لأنني لست من عاشقي عذا التأمل، رغم فوائده للراحة النفسية.
————————-
انتظاري لها كان هاجسي..
عطا الله شاهين
انتظرتها قرب نافذة مكسرة لحجرتي الرطبة
الرياح الباردة كانت تخر في عظامي، ولكنني انتظرتك
الضباب عاندني، ولم يرني طريقها بقيت واقفا لساعات، انتظرها وجسدي ظل يرتجف من برد مجنون
كنت اتساءل لماذا اتجمد هنا لاجل امرأة ما زالت تشكك في حبي لها ..
ماذا اعطتني سوى الحب؟
لم تمنحني أي شيء سوى الحب العادي..
الضباب طال التصاقه بالارض المبللة بماء المطر
حرارة الجو كانت تزداد برودة، وأنا انتظرتها قرب النافذة المكسرة
لم اشعر بالبرد حمنينها توقعي بمجيئها
انتظاري طال، وعيناي تخرقان بسهامهما الضباب للبحث عنها
لم تطل بعد..
تساءلت هل جرفتها السيول؟
كنت اتخيل سباحتها الماهرة
فهي بطلة السباحة في بلدها لثلاث مرات متتالية
كلا، لم تجرفها السيول
لربما علقت في زحمة المرور
سانتظرها هنا ولو متُّ من البرد
اشتقت لعينيها
اين هي الآن؟
ظننت انها كانت تشقّ الضباب بمعطفها الأسود..
عيناي كانتا تقولان ها هي تطل بمعطفها الأسود
ابتعدت عن النافذة
فتحتُ باب الشقة
رأتني وابتسمتْ.
سألتها لماذا تأخرت عليّ؟
الجواب شاهدته في عينيها المتعبتين من الرياح الباردة
حضنتها وقلت لها لا شيء أروع من انتظارك!
عناقها كان يدفّئني
ومن دفئها سررت
انتظاري المجنون كان بسبب حبي لها
ها هي تنعس على اريكتي من تعب مجنون
حبي لها هو جنون حياتي
انتظرتها في هذا اليوم البارد، وكدت اتجمد، لكن انتظاري لها كان هاجسي..