مُحَامي الشَّعب
تاريخ النشر: 25/11/20 | 9:49 [ في رثاء الصديق والأخ والمحامي الكبير الاستاذ سليمان الياس سليمان ( ابو عصام ) في الذكرى السنوية على وفاتة – أصله من قرية “الرامة ” الجليلية..قرية الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم وقد سكن في مدينة حيفا فترة طويلة [
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
يا رفيقي نحو السُّهَى والمَعالي – خُضْتَ طولَ السنينَ دربَ النّضالِ
وَلِدَمْعِ الضّعافِ مِنْ أجلِ حَقِّ – كم طويتَ الدُّنَى بحربٍ سجالِ
مَعْلَمًا كنتَ في طريقِ كفاحِ…- يا أبِيَّا قد ضَمَّ اسْمَى الخصالِ
قُدوةٌ أنتَ للمحامينَ تبقى – للطريقِ القويمِ خيرَ مثالِ..
أنت أستاذي مُرشدي وَمناري – في خِضَمِّ الحياةِ نحوَ الكمالِ
ويَراع كرَّسْتهُ للهدى وال – النورِ .. دوما يشعُ مثلَ اللالي
بكتاباتٍ جسًّدْتَ وضعنا …عا – لجتَ فيها ما كان من إهمالِ
وحديثٍ ينسابُ شدوَ كنارٍ- هو زادُ النفوسِ دونَ ملالِ
كم قضايا كسبتها بكفاحٍ – وحقوقٍ أرجعتَ رغم المحالِ
خضتَ دربَ الحياةِ في كلِّ عزمٍ – لا تبالي لنائِباتِ الليالي
وقطعتَ السنينَ كدّا وجهدًا – أنت لم تحفل بالضنى والكلالِ
كم فقير ٍ وبائس ٍ وحزينٍ – فيهِ أنعشتَ الروحَ بعدَ الذّبالِ
كلُّ مظلومٍ أنتَ ساندتَهُ ، لا – تتوانى عن حقِّ ذات الحجالِ
أنتَ ركنُ الضعافِ ثم المساكي – ن.. وعنهم بدَّدْتَ من أهوالِ
وقضايا التأمين أنت لقد كن – تَ لها خيرَ ذائِدٍ في النزالِ
إن معنى الإباءِ فيكَ تجلَّى – قيمٌ قد فاقتْ حدودَ الخيالِ
وكلامٍ كالدر عذبٍ جميلٍ – قولُكَ الفصلُ فاقَ كلَّ مقالِ
أنت للعلم شعلةٌ من ضياءٍ – فيك تعلو الصروحُ دون اختلال
كنت شيخَ المحامين من دو – نِ مِراءٍ اُلبِسْتَ ثوبَ الجلالِ
ومنارَ الاجيال نهجًا وفكرًا – فيك ما قد نرجوهُ من آمالِ
وخبرتَ الحياةَ طولا وعرضا – ووزنتَ الامورَ أحسنَ حالِ
كنتَ تمحُو عن فكرنا كلَّ حزنٍ – وتُلَبِّي في الحقِّ كلَّ سؤالِ
للمدى أستاذ ُ المحامينَ تبقى – لا تجارَى في القولِ ثم الفعالِ
ولأجل المبادىءِ الذُدْتَ عنها – قد بذلتَ النفيسَ من كل غالِ
قيمٌ قد حاربتَ من اجلها دوماً – طوالَ السنين دونَ اختزالِ
وأنرتَ الطريقَ في كل خطبٍ – أنتَ حطمتَ سائرَ الاقفالِ
وزرعتَ البذارَ في أرضِ شوكٍ – كان خصبًا قد فاقَ كلَّ غلالِ
كنت في صالاتِ المحاكم رِئبا – لًا جسورًا… بُوركتَ من رئبالِ
انت لم تغركَ الوظائفُ حتى – منصبَ القاضي عُفتَ بعد نوالِ
وتعلمنا منك كلَّ إباءٍ.. – كيف نبغي الصعودَ نحو الأعالي
إنها الدنيا في ثيابِ رياءٍ – زيفها يغرينا بكل ماَلِ
أنت عاركتها صغيرًا وكهلًا – وعجمتَ الايامَ في استبسالِ
كنت لحنًا مدى الحياة جميلا – يتهادى باليُمنِ والإقبالِ
طلعةَ الفجرِ في محيَّاك نلقى – ونشيدَ الخلودِ في استرسالِ
أنت صوتُ الضميرِ في زمنٍ قد -عزَّ فيهِ صوتُ الضميرِ المثالي
أيٌّ مجدٍ ومن سناكَ تجلّى – لم يُعانق ثغرَ الظبى والعوالي
أنت روح التجديدِ في الفكر والإبْ داعِ…والغيرُ ظلَّ في ا لأسمالِ
قد عشقتَ الفنونَ من كلِّ لونٍ – وتذوَّقتَ الشعر دونَ ابتذالِ
إن شعري أحببتَهُ بهيامٍ – وهو يختالُ في ثيابِ الجمالِ
فسلكتُ الجديدَ فحوًى وفنٌّا – وتركتُ الرديئَ… بلْ كلَّ بالِ
وأخذتُ العروضَ ثوباً مُوَشًّى – ليضمَّ الجمالَ كلَّ مجالِ
نحنُ عصرُ التصنيعِ والتيكنلوجيا – ليسُ يجدي الوقوفُ بالأطلالِ
أنت أستاذي في انطلاقٍ وفكر ٍ – عنكَ فكري هيهاتَ يوماً بسالِ
إنه الموتُ غادرٌ وغشومٌ – هزَّنا الموتُ بعدَ راحةِ بالِ
ما لمخلوقٍ أن يردَّ المنايا – فمصيرُ الأحياءِ نحوَ الزوالِ
لو بإمكاننا… بذلنا جميعا – كلَّ ما يُقتني مِنَ الأموالِ
قطفَ الموتُ كلَّ زهرةَ روضٍ- لم يُفَرِّقْ بين عمٍّ وخالِ
إن ايدي المَنونِ لا تتوانى – أخذتْ نبعَ الفكرِ خيرَ الرجالِ
يا صديقي أبا عصامٍ وداعاً – بدموعٍ جرت كنبعٍ زلالِ
قد فقدناكَ في شموخِ عطاءٍ – فانطوَى سفرُ العمرِ قبلَ اكتمالِ
قد فقدنا بفقدِكَ النورَ والإشْ – راقَ والعيشَ الحلوَ.. بعد انذهالِ
وتركتَ الأصحابَ في ثوبِ حزنٍ – ومُحِبُّوك فوجِئوا بارتحالِ
كلَّ حزنٍ يبيدُ يوما وذِكرا – كَ ستبقى مدى الدهورِ الطوالِ
أنتَ حيٌّ في كلِّ خفقةِ نبضٍ – أنتَ فينا رغمَ الخطوبِ الثقالِ
لم تمت لا… ذكراك دومًا ستبقى – خالدٌ انتَ في جميلِ الفعالِ
كنتَ نهرًا وفي العطاء غزيرًا – كم سقينا من مائِهِ السَّلْسَالِ
وكنوزٍ تركتَ من كلِّ لونٍ – للمدى … بالإبداعِ والاعمالِ
فإلى جنَّةِ الخلودِ انتقالاً – مع جميعِ الأبرارِ في الأحمالِ
أيها الراحلُ المقيمُ سلامٌ – قد تركتَ الأحبابَ في بلبالِ
أنت في فردوسِ الجنانِ خلوداً -والدُّنَى ما زالتْ في قيلٍ وقالِ
لن أقولَ الوداعَ…بل انتَ حيٌّ – مع جميعِ الأحرارِ والأقيالِ
خالدٌ أنت في أريج دياري – خالد للمدى خلود الجبالِ
وستبقى طولَ الزمانِ منارًا – في بلادي وقبلةَ الأجيالِ
( شعر: حاتم جوعيه – المغار – الجليل )