غاضِباً أُحبّكِ وفرِحاً أُحبّكِ… / بوْحُ امرأة في العتمة / عناق خارج النّصّ…
تاريخ النشر: 26/11/20 | 9:45 غاضِباً أُحبّكِ وفرِحاً أُحبّكِ…
عطا الله شاهين
كلما تعاندين وتعارضين فكرتي لقتل شهوتينا في عناق مثالي أراني أحبك
أكون لحظتها غاضبا منك، لكنني أحبك لأنني أرى فيك روح المعارضة
فلا شيء بلا معارضة..
فغالبا أراني أحبك فرِحا على سذاجتك، رغم تقمّصك دور الجهل في العناق السريع
الأصدقاء الفاشلون في الوقوع في حُبّ النساء يستغربون مني، لأنني أحبك رغم عنادك في تهدئة الحب
هم ليسوا مدركين بأن المعاندة من امرأة تحبك يعني هذا هو الحب
أصدقائي يحسدوني على تقبّلي لروح معارضة امرأة وقت مجيء الرغبة لعناق مثالي
يسألوني : لماذا تحبها ؟
هل لأنها تعاندك في تلبية رغبتك؟
جوابي لهم أنتم لا تعلمون ما معنى الحب حين تعارضني امرأة في فكرة مجنونة تخطر على بالي
فكلما تدنو مني أقول لها : غاضبا أحبك وفرِحا أحبك
ابتسامتها كفيلة بأن توقفَ ولو للحظاتٍ تهوّري في قتلِ رغبة مستعجلة لعناق مثالي لا يشبه أي عناق
———————–
بوْحُ امرأة في العتمة ..
عطا الله شاهين
عِشقي للعتمةِ ليس عبثياً..
ففي العتمة أنتظر بوْحاً من امرأة ترتبك تحْتَ ضوءِ القمر
مشكلتها بأنها لا تبوح تحت أيّ ضوءٍ حتى ضوء الشمس
أتعمّد عمداً أنْ لا أضيء أيّ لامبة في حُجرتي
امرأة تحِبُّ البوح في العتمة
لا أحِبُّ ردّها عن بوْحها حين تعتم السماء..
فحُبّي للعتمة ليس جنونا..
ففي العتمة أنتظر بوْحاً من امرأة لا يربكها الظلام الصامت
فحين تبوح في العتمة تكون هي ذاتها، التي تشبهها في كل عتمة..
ما أجمل العتمةُ حين تبوح امرأة عن الحُبّ بهدوء جنوني..
————————————
عناق خارج النّصّ…
عطا الله شاهين
كان عناقهما خارج النص من مشاهد لفيلم، لحظة ما تجمدت كاميرا التصوير من درجة الحرارة المتدنية، التي وصلت الى أربعين درجة تحت الصفر خارج النص، وتفاجأ الممثلان بأن طاقم التصوير هرب مع المخرج من الرياح الباردة لكي يتدفئوا في بيت ارتفع من مدخنته دخان مدفأة على الحطب لبيت تسكن فيه امرأة عجوز. قالت الممثلة للممثل، الذي نسي البرد وظل يعانقها: أتدري لقد تركونا بلا تصوير، فأين ذهبوا كلهم ؟ فها هي الكاميرا، ولكن المصور لا يقف في مكانه، فتعال نبحث عنهم .كان الممثل في حالة انبساط ،لأن عناقهما لم يكن مكتوبا في النص، فلا تصوير في تلك اللحظات، ولهذا سر أكثر بعدما تأكد من أن الكاميرا متوقفة منذ زمن، وقال لها: دعك منهم، الآن، فلا تقلقي سنبحث عنهم الآن. سار الممثل، الذي لم يرتجف من البرد، وسا ت خلفه الممثلة، ورأوا من بعيد بيتا ودخانا يخرج من مدخنته، فخطوا صوب البيت، وفتحت لهما صاحبة البيت المرأة العجوز وقالت: ها هم ينتظرونكم منذ ساعة أو أكثر، فقالت في ذاتها: لقد سرنا من مكان التصوير إلى هنا عشر دقائق، يا للجنون فأكثر من أربعين دقيقة كنا في حالة عناق، ولهذا لم أشعر بالبرد، ودخلا وخلعا معطفيهما، وإذا بالمخرج يصرخ عليهما أين أنتما؟ لماذا تأخرتما؟ لقد صرخت عليكما لكي تلحقا بنا، فجلس الممثلان على الأريكة، فقالت له بصوت منخفض :أتدري سيكون المشهد خارج النص، لا أريد أن يرى أي أحد عناقنا فهل تأكدت بأن الكاميرا لم تصورنا؟ فقال لها الكاميرا معطلة منذ أكثر من ساعتين، ولم نشعر بأي برد لحظة هروب المخرج والطاقم، ودنا منها الممثل، الذي كان في حالة انبساط، ووشوش في أذنها لن يكون في الفيلم هذا المشهد، سيبقى خارج النص يا امرأة دفئتني بكلماتك التي أشعلت نارا في قلبي . كوني متأكدة بأن هذا المشهد لنا فقط .. فهذا العناق خارج النص، فلماذا لم يكتبه كاتب الفيلم ؟ لقد كان عناقنا في البرد جنونيا..