وخفت ضوء السراج
تاريخ النشر: 29/11/20 | 7:35هادي زاهر
فارقنا قبل أيام الشيخ صياح كنعان، والشيخ صياح كان صوته عاليا في مواجهة سياسة السلطة الإسرائيلية الظالمة التي تستهتر بحقوق السكان العرب، من هنا كان في الطليعة، المنظمين إلى ولجنة المبادرة العربية الدرزية، في بلده” يركا” وكان قد كد على رزق الحلال فأقام ورشة لبيع حديد العمار ملبيًا حاجة كل طارق، لم يبخل في العطاء لكل محتاج وهذه الصفات والاخلاق الحميدة دفعت اهل بلده ليكون محطة للثقة مما جعله في مقدمة من عمل على اصلاح ذات البين ليتحول إلى العنوان عن كل خلاف يحدث في محيطه، وان تكون مبادرًا فهذا معناه أنك لا تغوص في بحر ذاتك.. معناه أنك تترفع عن الجشع.. وأنك تعمل في سبيل الدفع بالمصلحة العامة إلى الامام، وأنك ترى في الشعوب سواسية و “لا تَقُل أصلي وفًصلي وإنّما أصل الفتى ما قد حَصَل”.
وان تكون مبادرًا فهذا معناه أنك تناضل على كافة الجهات، لا سيما في ظل سياسة ” فرق تسد” والهجمة السافرة على انتمائنا القومي، معناه أنك تتصدى وتتحدى أدوات البطش دون ان تنحني مهما مورست عليك الضغوطات من قبل السلطة واتباعها.. معناه أنك تحمل السراج وسط العتمة وتبقى ممسكًا به وان احترقت اصابعك كي تضيء السبيل امام الاخرين وان تشعر بلذة روحية مقابل هذا العطاء الكريم.. معناه أنك لا تخرج ضميرك إلى إجازة مهما كانت الظروف قاهرة.. معناه أنك تحمل هموم الناس وتجعل نفسك بوصلة لترشد الضالين.. معناه أنك إنسان ترفض الاحتلال والعدوان.. معناه أنك ترفض ان تكون إمعة في يد الشيطان.. معناه أنك تتواصل مع أهلنا في أراضي المحتلة عام ال 67 لتخفيف عنهم قدر الإمكان.
رحمك الله يا أبا نضال.. حملت الاسم بكل معانيه وابعاده، سيبقى صدى صوتك يدوي وسط الفراغ الذي احدثته وبمغادرتك التي ستكون فقدة لكل من عرفك.