صاخبٌ كهذا البحر/حين أراك في حالة اللاوعي امرأة عاقلة.. /حين مكثنا خائفين من فوبيا المكان…
تاريخ النشر: 06/12/20 | 10:28-صاخبٌ كهذا البحر
عطا الله شاهين
هذه المدينة تحبّ البحر مثلي..
فالبحر هو صخبها..
يمرُّ المستجمّون كل يوم من شوارعها بضحكاتهم العالية
تبدو المدينة بلا سيّاح مكانا ضجرا
صوت أمواج البحر يمنحها جوا من حياة صاخبة
صراخ الأولاد على الشاطئ يجعلها مدينة مفعمة بالحياة..
وأنا من نافذتي أطلُّ على البحر وأراني صاخبا مثله رغم صمت شفتيها..
إنها منهمكة في دراسة سلوك الحيوانات البحرية، ولا تهتم بصخبي…
البحر صاخب بموجاته، التي تداعب أجسادا متمددة على رمال شاطئ النظيف..
أرغب في الذهاب إلى البحر لكي أصخب مع موجاته..
فهنا لا صخب من صمت امرأة مهتمة بغيري
هناك على الشاطئ سأتمدد لزمن تحت الشمس كي أهدّئ أعصابي المتوترة..
فهذا البحر الذي أراه من نافذتي يناديني..
لا حياة هنا مع ضجر عالِمة مهتمة بأشياء ملغزة عن حيوانات بحرية ..
——————
حين أراك في حالة اللاوعي امرأة عاقلة..
عطا الله شاهين
لا يمكنني الخروج بلا نتيجة دون معرفة سبب رؤيتي لك امرأة عاقلة، من خلال ذهاب عقلي لحالة اللاوعي عبر رؤيتي لتصورات غامضة عنك حين تكونين امرأة تواجيهينني بعقلك الذي يفكر خارج الحدود عن عاشق مثلي يرغب في أن يراك امرأة مجنونة في الحب..
لست فيلسوفا في فهم اللاوعي مثل الفيلسوف الفرنسي مين دي بيران، لكنني أحب حالة التفرد بين عقلي وذاتي، للتفكير في سبب بقائك امرأة عاقلة، رغم كل الحب، الذي أمنحه لك عن قرب.. ففي حالة اللاوعي أراك امرأة عاقلة، وكأن عقلك لا يرغب في الوصول إلى حالة الجنون في الحب.. لماذا تكونين عاقلة وقتما أكون في حالة اللاوعي؟ هل لأنني أتصور وجهك كامرأة غامضة بشفتين صامتتين؟ لا أفهم معنى صمتك وقتما أدنو منك في حالة اللاوعي، مع أنك تكونين خارج ميتافيزيقيا العقل، عندما أقول لك عن قرب كلمات أتوقع حين تسمعينها أن تكوني امرأة لا أعرفها.. ففي حالة اللاوعي لا أعرفك، وكأني أرى امرأة تشبهك بوجهك، وشعرك، وملامح وجهك العابس من توتر قربي منك رغم الجو المناسب لقضاء بعض الوقت للحب فقبل عودتي لحالة اللاوعي، أتوصل إلى نتيحة سبب رؤيتي لك امرأة عاقلة، فالسبب هو أنك لا ترغبين في حب مثالي هادئ، بل أنك ترغبين فوضى عارمة على شفتيك، لكي تكوني امرأة مجنونة في الحب….
—————-
حين مكثنا خائفين من فوبيا المكان…
عطا الله شاهين
ممسكان منذ زمن بحافة الكون خوفا من موت مؤكد
لا نشعر ببرد الكون، ونحن متعانقان على حافة الكون
منذ أن مسكنا بيدينا حافة الكون، ونحن نعلم بأننا سنموت من فوبيا المكان
سديم أزرق كان يلفنا وعتمة سرمدية لم ترينا أي شيء
ممسكان بخافة كون معتم كأننا كنا لا نرغب بالموت هنا
كنت تحلمين بأننا عدنا إلى كوكبنا الأزرق، هكذا كنت تسردين لي حُلْمك وقت العناق
كنت أقول لك: لعلك تهذين من فوبيا المكان المعتم بعتمة سرمدية ..
كنا خائفين من وقوعنا من حافة الكون إلى المجهول
مكثنا لزمن في فوبيا المكان على حافة الكون منتظرين موتنا..