بحثتُ عن ذاتي في العدم ولم أجدني/حين أوقعني غيابك الميتافيزيقي في حيرة ..
تاريخ النشر: 07/12/20 | 7:59بحثتُ عن ذاتي في العدم ولم أجدني
عطا الله شاهين
أذكر بأنني كنت في العدم، ولا أدري كيف وصلت إلى عمق العدم، فرحتُ أبحث عن ذاتي في العدم، لكنني لم أجدني، رغم بحثي عن ذاتي (الأنا) لزمن طويل .. كنت أبحث عن عقلي، الذي نام في غيبوبة على جدار العدم ولم أزعجه بأفكاري العدمية.. هناك تركت عقلي يرتاح من التفكير العبثي عن ذاتي.. كنت في حالة عدم محاط بجدر العدم.. كنت محاطا باللاشيء من اللاشيء، وكأنني في اللاشيء.. كلما أتكره أنني بحثت عن ذاتي، ولم أجدني، قلت رغم عدم سماعي لما قلته: ربما أنا في عدم العدم، ها أن أبحث كما بحثت في الماضي عن ذاتي، لكنني لم أجدني رغم بحثي في فراغ العدم.. تركت عقلي يبرد من برْدِ العدم، كي يستيقظ من غيبوبة أبدية ليفكر بطريقة جهنمية للبحث عن ذاتي في مستقبل آتٍ لم يأت بعد، ربما سأجدني في بداية نشأة الكون، أو في زمنٍ ماضٍ لم يأت.. الشيء الوحيد الذي ما زلت أتذكره بأنني بحثت عن ذاتي في العدم، ومع كل بحثي، إلا أنني لم أجدني…
————————
عطا الله شاهين
لم يكن غيابك عني عاديا، رغم أنك لم تغادري الحجرة، التي كنت ترسمين فيها لوحة غامضة عن اللاشيء في العدم.. كان غيابك ميتافيزيقيا لدرجة أنني بت أراك ولا أراك في ذات الوقت. غبت عني بكل عقلك، وكأنك كنت في مكان لا تري أي شيء فيه سوى الفراغ المعتم . كان غيابك عني حالة لم أفهمها، رغم أنك كنت تهزين رأسك، وكأنك كنت تسمعين كلماتي، ولكنني كنتُ أراك غائبة بعقلك ميتافيزيقيا، وأقعني غيابك الميتافيزيقي في حيرة، وبت أركض خلفك في اللامكان، ودخلت خلفك في زقاق معتم، وسديم أزرق كان يلفنا رأيت نجوما بعيدة كانت تضيء طريقنا إلى المجهول.. غيابك جعلني أتساءل هل أنت موجودة في العدم، أم أنك في ميتافيزيقية العدم؟ لم أعد أفهم غيابك، الذي لم يكن غيابا عاديا عني . أذكر بأنك كنت ترسمين لوحة غامضة عن العدم، وكانت ألوانها بلا ألوان أعرفها .. رسمت في اللوحة طريقا غامضا مضاء بلون أزرق، وكأنك كنت تقولين لي بأنك ذاهبة إلى ميتافيزيقية بداية الكون… بت في حيرة من غيابك الذي كان غيابا ميتافيزيقيا، رغم أنني لم أستطع رؤيتك إلا في العدم..