الانتفاضة الفلسطينية أعادت رسم التاريخ المعاصر
تاريخ النشر: 10/12/20 | 0:18بقلم : سري القدوة
الخميس 10 كانون الأول / ديسمبر 2020.
لا صوت يعلو فوق صوت شعب فلسطين، لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة، انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني هي صوت كل الفلسطينيين في جميع انحاء العالم، حيث رسمت الانتفاضة معاني النضال وشكلت مرحلة مهمة من حياة الشعب العربي الفلسطيني وكتبت تاريخ نضالي مشرق على طريق نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير، انها ارادة شعب فلسطين تستمر موجة وراء موجة من اجل حرية شعبنا وإقامة دولتنا الفلسطينية، هذا هو الجيل الذي يصنع ثورة التحدي ويعبر عن ارادة شعب يطالب بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال، هذا الجيل الذي عاش عشر سنوات عجاف في ظل الانقسام الفلسطيني والذي تعرض فيها الي انتهاكات لإرادته وحرمانه من ابسط حقوق العيش بكرامة، حيث تمزقت جسور الثقة وانتهكت الحريات وسلبت الارادة، هذا الجيل الذي يشاهد الانتهاكات الاسرائيلية في المسجد الاقصى وتهويد الارض الفلسطينية واستمرار الاستيطان وسرقة الاراضي الفلسطينية، هذا الجيل الفلسطيني الذي لا يستكين ولا يكل ويعمل بكل ارادة شعبية هو جيل يمثل الشعب الفلسطيني، هذا الجيل هو جيل الارادة الشعبية جيل الانتفاضة المستمرة من اجل الحياة لأنه يحمل الحق بالحياة امام حكومة وجيش يقاتلان من أجل الاحتلال والاستيطان ومواصلة العدوان علي شعبنا الفلسطيني .
لقد تشكلت معاني الانتفاضة الفلسطينية وحملت افاق للتواصل والتي تعنى الدولة الفلسطينية في وجدان كل فلسطيني حيث يتواصل العطاء دون توقف ويعبر الشعب الفلسطيني عن تطلعاته ويتصدى للاحتلال من اجل نيل حريته وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، هذا هو مفهوم الانتفاضة التي تواصلت عبر سنوات النضال، فهى لم ولن تتوقف الا بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ونيل الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة والتي اقرتها كل المواثيق الدولية.
في ظل ما الت اليه الامور على صعيد القضية الفلسطينية وما نتج عن اعتراف امريكا بان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، يكون لزاما علينا ان نعمل وبكل الوسائل من اجل التصدي لهذا المخطط الذي يستهدف قيمنا النضالية ويعكس عنجهية وعنصرية امريكا، حيث لم تعد تشكل الراعي لعملية السلام وباتت بعد اعلان الرئيس ترامب غير معنية بالسلام ولا بد من تصحيح هذه الاخطاء التي ارتكبها ترامب وإدارته العنصرية من خلال دعم المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية المشروعة، وضمان تنفيذ مبدأ حل الدولتين ومنح الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وتقرير مصيره.
وفي ظل هذا التطرف والإرهاب الاسرائيلي المنظم نجد انفسنا بأننا نقف امام كل الخيارات حيث باتت مفتوحة من اجل حماية شعبنا والدفاع عن قضيتنا وحماية ارضنا المقدسة والحفاظ علي هويتنا، ولعل الموقف الوطني الفلسطيني الجامع يدعم وبكل الاشكال استمرار الانتفاضة الفلسطينية وتشكيل الاطر القيادية لها في داخل الوطن وأماكن الشتات الفلسطيني وفي جميع انحاء العالم، انتفاضة علي المحتل الغاصب السارق لأرضنا والرافض لحقوقنا .
ولا بد من صياغة المفاهيم الوطنية الاستراتجية والتوافقية لاستمرار الانتفاضة وحماية هذا الموروث الوطني الفلسطيني ضمن المعطيات المتجددة لمفاهيم ادارة الصراع العربي الاسرائيلي، ونجد انفسنا امام حقائق باتت واضحة للجميع بان شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته السياسية يقف مستعد للتضحية من اجل فلسطين والقدس والاستمرار في الانتفاضة الشعبية العارمة وصولا للعصيان المدني الشامل في وجه الاحتلال من اجل الحفاظ علي الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس فمعركة القدس هي معركة شاملة وتاريخية ولا يمكن فصلها او تجزئتها او المساومة عليها .