بعد الفوز الديمقراطي على العنصرية الترامبية
تاريخ النشر: 17/12/20 | 8:52بقلم : سري القدوة
سيلعنه التاريخ ويلفظه الجميع، فكم كان ممارسا للدكتاتورية ومعبرا عن عنصرية المواقف ومستهترا بحقوق الانسان ومستهزئا بالمشاعر الانسانية عندا صرح وبشكل غير منطقي ان علاج كورونا هو شرب مواد التنظيف واتخذ قرارات ضد منظمة الصحة العالمية وأوقف الدعم المالي لها، ليرحل تاركا ومخلفا وراءه مرحلة ستمتد للأجيال القادمة وسيذكره الجميع بأنه مارس الحقد والكراهية وسيرتبط اسمه ويكون ملاصقا الى آرثر جيمس بلفور ووعده المشؤوم حيث وقع قرار نقل السفارة الامريكية للقدس معترفا بأنها عاصمة لدولة الاحتلال فمنح ما لا يملكه لمن لا يستحقه هذا هو الرئيس الترامبي الذي فشل وخسر الانتخابات وبشكل ليس له مثيل كون ان الفارق مع منافسه كبير ولا يمكن تجاوزه او المرور عليه بشكل عابر، فالمعركة الانتخابية مع ترامب لم تكون بالمعركة السهلة او البسيطة فواجه جو بايدن الرئيس الامريكي المنتخب تلك العنصرية والدكتاتورية واليمين المتطرف ليسحق في النهاية ترامب الي غير رجعه وقد عبر الناخب الامريكي عن سخطه لحقبة سوداء في التاريخ الامريكي تركت اثارها على الفارق الكبير في النتائج وأيضا على تنوع الولايات التي منحت اصواتها للرئيس جو بايدين كونه ينتصر فيها الديمقراطيون لأول مره منذ سنوات ويحققون فورا ساحقا علي العنصرية الترامبية والممارسات المقيتة .
أكد المجمع الانتخابي في الولايات (الذي يضم ممثلين عن كل ولاية بأمريكا) فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية 2020 أمام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الذي كان يسعى لفترة ولاية رئاسية ثانية، وجاءت أصوات المجمع الانتخابي مؤكدة فوز بايدن بـ306 أصوات مقابل 232 صوتا، حيث سترسل هذه النتيجة إلى الكونغرس للموافقة عليها بصورة رسمية في يناير/ كانون الثاني المقبل، وبموجب النظام الانتخابي المعمول به في الولايات المتحدة، يمنح المواطنون في الواقع أصواتهم إلى «ناخبين» يصوتون شكليا للمرشحين بعد أسابيع من الانتخابات .
وبهذا الاعلان تكون قد ثبتت الهيئة الناخبة في الولايات المتّحدة فوز الديموقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية بعد تجاوزه النصاب المطلوب في خطوة تغلق الباب بشكل نهائي على جهود ترامب لقلب نتائج الانتخابات، ويقف الرئيس المنتخب جو بايدن على اعتاب البيض الابيض في خطوة يترقبها العالم اجمع لوضع حد لمرحلة سابقة بكل نتائجها الكارثية على المجتمع الدولي ومن اجل ايجاد استراتيجية جديدة للأساليب عمل الولايات المتحدة مع تغير ونسف مرحلة ترامب وسلسلة قراراته الخاطئة التي اتخذها وخاصة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وطبيعة الصراعات القائمة في منطقة الشرق الاوسط والعمل مع المجتمع الدولي على تبني خطة واقعية لإحلال السلام بالمنطقة .
والملفت للانتباه بهذا الواقع الجديد رفض ترامب الاعتراف بخسارته حيث يعد هذا الموقف مثير للجدل وهو موقف غير مألوف في السياسة الأمريكية، ودوما يعترف الخاسر بخسارته ويهنئ الفائز، ولا يشكك بصدقية المؤسسات الديمقراطية ولا العملية الانتخابية كما فعل ترامب ولحتى الان لم يهنئ ترامب أو أي من قادة الحزب الجمهوري الرئيس المنتخب جو بايدن ، وعلى العكس من ذلك فقد تقدم فريق ترامب بشكاوى لدى المحاكم لإعادة عد الأصوات في بعض الولايات مثل جورجيا وبعد الولايات الاخرى، بسبب الفارق بين أصوات المرشحين، الا ان المحاكم رفضت دعاوي حملة ترامب، ولعل الواقع الامريكي يمر في مشهد جديد كون ان ترامب لم يعترف بعد بهزيمته وسوف يضطر الخروج من البيت الابيض تحت السيطرة الامنية .