الشاعر الفلسطيني محمد علوش في ديوانه “مسافرٌ إليكِ”
تاريخ النشر: 17/12/20 | 15:18بقلم: شاكر فريد حسن
كان الصديق الشاعر الفلسطيني محمد علوش، ابن نزلة عيسى في محافظة طولكرم، أرسل إلي الكترونيًا، ديوانه الأخير الصادر قبل فترة من الزمن، بعنوان” مسافرٌ إليكِ”.
ومحمد علوش من شعرائنا الوطنيين الطبقيين والمناضلين في خندق التحرير، وخندق الشعر. فهو يكتب النصوص الشعرية والنثرية الوجدانية، سخر قصائده من أجل الوطن والحرية، وفقرائه وكادحيه، وقضايا أمته. وأسلوبه الكتابي يميل للحداثة الشعرية والدلالات القريبة من الرمز الشفاف الجلي الواضح، وصوره منتقاة ومستقاة من واقع شعبه والحدث اليومي الفلسطيني بتفاصيله ويومياته.
هو شاعر مسكون بانفعالاته وهمومه الخاصة والعامة، ونصوصه انفعالية وليدة اللحظة، من روح الإلهام والاستلهام الوطني المؤثر والمعبر، ومن نزف الجراح والوجع وعمق الأفكار التي نسجت قصائده على امتداد تجربته الإبداعية، لتبقى دويّ نشيد الوجدان على طول الزمان وتعاقب الأجيال الفلسطينية في رحلة العمر، شعرًا وكفاحًا.
وديوانه الجديد هو الخامس بعد “سترون خطاي” و”خطى الجبل” و”أتطلع للآتي”، و”هتافات حنجرة حالمة”.
جاء الديوان في 95 صفحة من الحجم المتوسط، وتصدره الاهداء، حيث يقول: “إليكِ وحدكِ، جعلت لحياتي طعم اللوز، وجعلت من بوحي عشقًا أبديًا”.
وهو يحتوي على نصوص تنتمي لقصيدة التفعيلة، وتمزج بين الوجدانيات والوطنيات، ويبدو فيها التركيز على المكان واضحًا.
وبخصوص موضوعات وثيمات قصائده في هذا الديوان لا تختلف عن قصائده في دواوينه السابقة، فهي تدور حول الحب والألم والهم والوطن والمكان الفلسطيني.
إنه يغني وينشد مواويل العشق الأبدي لوطنه فلسطين، معبرًا عن انحيازه روحًا وفكرًا وطبقيًا وشعرًا للفقراء والمظلومين والكادحين، يناجيهم ويبشرهم بغد قادم أجمل.
وهناك تفاوت في مستوى القصائد منها ما هو مقنع وجميل حقًا، ومنها ما هو متواضع، ومنها تكرار لنفسه، وأقل فنيًا من نصوص سابقة.
وبخصوص اللغة، فكما عهدنا محمد علوش يكتب بطريقة سلسة ناعمة وواضحة ومباشرة في بعض الأحيان، وتأتي نصوصه بسيطة قريبة من الذوق والاحساس الشعبي.
ويمكن القول أن كتابة محمد علوش تحمل روح الوجدان الفلسطيني الحيّ، والكلمة الوطنية الصادقة، وعناوينه يستلهمها من جماليات الوطن الزاخر ببهاء الجمال والجلال.