لن تهربوا من روايتنا .!

يوسف جمّال – عرعرة
لن تهربوا من روايتنا
لن نملُّ من روايتها
من رواية حكايتها
من حكاية روايتها
سنجعلها ..
تعشِّش في قلوبكم
تسبح في دمائكم
تسكن في ذاكرتك
تصحو معكم في نهاركم
تنام معكم في لياليكم
****************
روايتنا ..
ستظلُّ ..
تسير أمامكم
تتبعكم من خلفكم
ترفرف من فوقكم
تسبح من تحتكم
تنبض في قلوبكم
تدُّق على ضمائركم
تشتعل في تفكيركم .
*********************
روايتنا مكتوبة بعرقنا ..
في الصحف الأولى
صحف أبرهيم وموسى
وصلاة عمر
منشورة على شمسنا
التي أضاءت تهاليل الرعاة
في سما يبوس عند السَّحر
مزروعة في بساتين أريحا
حول ضفاف النهر
***************
روايتنا هنا منذ:
أن ظهر المكان
و خُلق الزمان
وتكوَّنت أوائل الأكوان
طافت مع نوح في الطوفان
تفجَّرت مع صخور البركان
حطَّمت قيود الصلبان
سنرويها على كلّ لسان
وبكلِّ لسان
********************
روايتنا..
سنرويها لكم ..
إن تعاميتم بلغة العميان
وإن تصاممتم سنسمعها لكم
بلهجة الطرشان
وإن تناومتم سنرسمها لكم
على كابوس الأحلام
وأن أكلتم سنجعلكم تذوقونها
مع ملح الطعام
وإن عطشتم سننزلها
عليكم مع الغمام
وإن هربتم سنجعلها تلاحقكم
حتى آخر الأيام
وإن تمارضتم سنجعلها تظهر لكم
في دواء السقام
****************
روايتنا لن تترككم حتى ..
وإن اغتلتم ضمائركم في
وسط الميدان
إن قتلتم في مشاعركم
روح الإنسان
إن قبرتم رحماتكم في مغائر
الغيلان
أن حرقتم عدالتكم في أتون
نيران الشيطان
إن محوتم من ذاكرتكم
وأغرقتموها
في بحار النسيان
ستظلُّ روايتنا تلاحقكم
الى آخر الزمان .
والى آخر الأكوان
***********
سترويها لكم ..
العيون الضائعة
في بلاد الشتات
المتشرِّبة مسامات رئاتهم
من سموم الغازات
الذين ” تأكل”من أجسامهم
جَلَدات الهراوات
الذين تُقلع من قلوبهم
جذور الزيتونات
الفتيات اللواتي تسيل دماؤهنَّ
على قارعة الطرقات
او تُسحب من تحت
جنوبهن الفَرشات
في ظلمة الليلات
*************
سنظلّ نروي روايتنا ..
حتى تخلع شمسنا ثوبها الحزين
وتلبس ثوبها القديم
بألوان الفرح الجميل
عندما تطلُّ زغرودة أمي
من باب بيتنا عند رجوعها
من الرحيل
عندما ترفع صبرتنا أكفها
لتصلّي لشهيدنا القتيل
وتعود فرسنا الحمرا الى الصهيل
عندما يعود أبي من البيدر
لينام على مصطبة بيتنا
ليله الطويل
**********