لم تمكث معي، حينما تعِبَ الحُبُّ من صمتنا/مرآة ميّتة..

لم تمكث معي، حينما تعِبَ الحُبُّ من صمتنا
عطا الله شاهين
الحب يخمد أحيانا..
الحب يخمد أحيانا..
ينام لزمن معكِ على السرير..
يغطي عينيه بلحاف ثقيل
وجسده
يضع يديه على بطنه لئلا يبرد
ثم يستيقظ ليمارس هواية مجنونة من عناق وغيره من هوايات الحب..
يكشف كل جسده للعتمة..
يمسك وجه امرأة
يتغطى باللحاف لئلا تراهما العتمة..
الحب لم يخمد بعد..
روحه تصرخ في العتمة
الروح تهدأ بعد زمن
في حجرة ضيقة تتسع لسرير فقط
هي لم تحب أن تكون بقربي هادئة وصامتة
حينما اكتشفت بأنها لم تمكث معي، حينما تعب من صمتنا
شعرت بأنها تهرب خفية، لهذا تركتها تسير إلى وجهتها
عتمات لا أرغبها البتة..
لا رغبة لي في عتمات بلا صوت امرأة
لا أحب النوم في عتمات حجرة بلا همسات امرأة
فالعتمات تكون مملة ولا أرغبها البتة..
فهذه العتمات بلا امرأة عشقتها بصخبها خمدت دفعة واحدة
فما سبب خمودها؟
فهي مكثت بقربي ولكنها فرت..
حبيبتي الغائبة عني عمدا..
ذات عتمة قالت لي حبيبتي عبر هاتفها الذكي
لن تراني لأنك لم تعد قويا في الحب..
اعتقدت بأنها تمازحني
لم أصدق كلامها
فحصت كل أعضائي وأيقنت بأنها كانت تمزح
فأعضائي كلها شغالة..
———————

مرآة ميّتة..
عطا الله شاهين
على وجهها اللامع طبقات من غبار .. فمن يراها يدرك بأنها لم تنظف منذ زمن .. إنها مرآة كبيرة الحجم معلقة في حجرة مغلقة .. لا تفسير لعدم تنظيف الغبار عنها، وكأنها مرآة ملعونة .. تراها مرآة ميتة من غبار الزمن الذي تكوم فوقها .. لا أحد يرغب في مسح الغبار عنها، وحين تسأل المرأة العجوز التي تراها تجلس على أريكتها وتقرأ رواية، تقول: دعك منها، فهذه المرآة نحس، لم يكن جلبها للبيت ملحّا، لكن ذاك العاشق الذي عشقته منذ زمن جلبها لي لأرى وجهي كل يومٍ، ولكنها كانت تعكسني امرأة عجوز، فلم أرغب حينها في تحطيمها، ولذلك فأبقيتها في هذه الحجرة، وأغلقت عليه الباب والنوافذ.. لم أرغب في النظر إليها.. فها هي اليوم تراها مرآة ميّتة .. أنظر إليها من بعيد لأنها تذكرني بعاشق مهووس في النظر إليها.. سأبقي الغبار عليها.. لا أرغب في رؤية وجهي فيها، لأنها ستعكسني امرأة لا تشبهني.. سأبقيها مرآة ميّتة، فلا أدري من يأتي من بعدي ليزيل الغبار عنها..