الثوابت الوطنية والشرعية الفلسطينية
تاريخ النشر: 26/12/20 | 11:53بقلم : سري القدوة
الشعب الفلسطيني وعبر مراحل النضال المختلفة كان مثالا للعطاء والتضحية متمسكا بالثوابت الوطنية والشرعية الفلسطينية التي تربت عليها الاجيال عبر مسيرة طويلة من الكفاح والنضال من اجل الحرية ونيل الاستقلال وتقرير المصير فكان نموذجا لحركة التحرر العالمية والمسيرة التحررية الدولية فوقف الشعب العربي الفلسطيني مدافعا صلبا عن القرار الوطني المستقل في كل المراحل التي مرت فيها الثورة الفلسطينية حيث تمترس في مواقع النضال وكان بمثابة الكلمة الامينة المعبرة عن الحرية وتمسك بالمبادئ الثورية والقيم الانسانية وأبجديات الكفاح الوطني مقدما الشهداء والتضحيات الجسام من اجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
بعد مضى اكثر من ثمانين عاما على احتلال فلسطين والشعب الفلسطيني يناضل ويتطلع الي تقرير مصيره وهو مستمر في نضاله من اجل اقامة دولته الفلسطينية المستقلة عبر مسيرة طويلة من النضال قدم خلالها التضحيات الجسام والشهداء وشارك في ملحمة النضال الوطني الفلسطيني وتطلع الي تجسيد السلام بشجاعة تامة وعمل بكل قوة وإيمان بالحرية وتطلع الي تحقيق العدالة، ولكن جاءت كل الحقائق على الارض عكس ما يصبو اليه فتلك السياسة العنصرية التي يقودها التكتل العنصري الاسرائيلي وحكومة نتنياهو حاصرت عملية السلام ووجهت لها ضربة قاتلة بمخطط الضم الامريكي، فحكومة الاحتلال مستمرة في تنفيذ مخططات الضم لأراضي الضفة الغربية والشعب الفلسطيني يخضع لأطول وأشرس احتلال عرفه العالم ولا يمنح اي حق من حقوقه، فهذا هو الانتحار السياسي والقتل لكل القيم والمبادئ الوطنية التي يسعى الاحتلال الي تدميرها وطمسها، فالاحتلال لا يريد ان تكون هناك دولة فلسطينية ولا يريد منح الحقوق الفلسطينية ويريد تغير الواقع القائم فهو لا يريد ايضا التعامل مع قيادة فلسطينية تسعى وتعمل الي اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، فقط يريد مجموعة من الخونة والعملاء والمأجورين لتطبيق رؤيته القديمة القائمة على ادارة محلية للسكان في نطاق سيطرة كاملة على الحدود والموارد الطبيعية والمياه والسماء والأرض وتحت الارض، هذا الامر الذي يريده الاحتلال، وما يسعى نتيناهو وترامب وتكتلهم العنصري الي تحقيقه على ارض الواقع والتعامل معه في المستقبل.
في محصلة الامر ومن خلال طبيعة ما تمارسه حكومة الاحتلال على ارض الواقع فلا يمكن ان يقبل اي فلسطيني تلك الاجراءات، ولا يمكن ان ينال هذا المخطط من طموح اصغر طفل فلسطيني ولا يقنع اي شخص، ولا يمكن ان يمر ومن المستحيل تطبيقه، فالشعب الفلسطيني سيمضي قدما في نضاله لنيل حريته وحماية دولته وستعمل القيادة الفلسطينية على اعلان الدولة الفلسطينية بالرغم عن الاحتلال وتبني مؤسسات قادرة على صياغة الحلم الفلسطيني وحماية انجازات الثورة الفلسطينية، ولتكن دولة فلسطين قائمة وأمر واقع نعيشها ونضع قوانينها ونحميها ونحافظ عليها، فهذه هي مرحلة العمل المقبلة، وهذا هو التوجه الوطني الذي تجسد في رؤية القيادة الفلسطينية التي يتطلب من جميع ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الوطن وأماكن الشتات حمايتها والتوحد من اجلها، ولا يمكن للقوة المحتلة ان تنال من صمود الشعب او تستطيع فرض مخططها التآمري فالاحتلال الان يشتد حصاره وتشتد المعركة القائمة، فإما ان نكون او لا نكون، ولا خيار امام الشعب الفلسطيني الا ان يكون وينتصر ويتوحد حول مشروعة الوطني الفلسطيني ودولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس عاصمتها وفقا لما اقرته الشرعية الدولية والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وحدودها القائمة.