الأنا عندي ليست حاضرة…
تاريخ النشر: 27/12/20 | 6:55 الأنا عندي ليست حاضرة…
عطا الله شاهين
أكره الأنا منذ وعيي على الدنيا، لا سيما تلك الأنا، التي تبين الإنسان بكل شره وخيره، وتجعله يبين الأنا وكأنه انسان لا مثيل له، الا أن الأنا تشكل لي حالة سيكولوجية لم أفهمها منذ أن وجدت نفسي شابا، وأبقيتها خارج تفكيري العقلاني، ولهذا لم أقل ولا مرة أنا عملت كذا، أو تبجحت بالأنا، ولهذا عندما كبرت وبت عاقلا أدخلت الأنا في سجن عقلي للأبد، وأغلقت عليها نوافذ أفكاري، وأبواب حجرة على جدرانها مرسومة عليها أفكار لا يمكن أن أبوحها بكلمة أنا. فسيكولوجية الأنا عندي في سجن معتم، لا يمكن للأنا أن تنفذ من حجرة عقلي، التي ما زالت معبأة بأحزان الماضي.. فلا وجود للأنا على شفتي .. فالأنا مسجونة في حجرة عقلي، ولا يمكنني أن أفتح لها أية أبواب لتخرج .. سأبقيها مسجونة للأبد، لأنها لو خرجت ستزعجني بكل تأكيد، وستشوش علي حياتي، وأكون حينها أمام الناس جدارا من الاستهزاء، وعدم ملاحظة أي احترام في عيونهم، مهما فعلت في الحياة من أعمال، ولهذا سأظل مبقيا الأنا ملقاة في حجرة عقلي للأبد.. فسيكولوجية الأنا عندي مغلقة بأي تفكير، ولا حتى تخطر على بالي البتة الأنا، التي لا أحبها في شخصية البشر، لأنها حالة معقدة في سيكولوجية الإنسان .. فالأنا عندي ليست حاضرة، ولهذا لست مهتما بأن تكون الأنا جزءا من حياتي..