لافضل لأحد على سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلاّ الله تعالى – معمر حبار

1. وضع صديقنا Abderrahmane Reggad تحت تصرفي وعبر الخاص مقطعا بالعامية الجزائرية يستهزئ عبره صاحبه بالعرب ويقول: “لماذا الإسلام جاء للعرب وليس للروم ولا الفرس؟ لأنّ الروم كانوا يعرفون طريقة الأكل، ويغتسلون، ويحسنون الحديث والاجتماع. والعرب كانوا همج، فأصبحوا يغتسلون 5 مرات. وهذه هي المعجزة، أي العرب حين أصبحوا يحسنون الأكل والشرب والاغتسال وهذه هي المعجزة. ولم يستطع أحدا أن يربيهم، والإسلام هو الذي رباهم. وهذا هو الهدف من نزول الإسلام على العرب. وأصبح العربي من يومها متحضر”. وعليه أقول:

2. العرب هم الذين حاربوا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى لايقال إنّ الإسلام دين العرب.

3. قريش هي التي حاربت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى لايقال أنّ الإسلام دين قبيلة قريش التي ينتمي إليها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

4. بعض أفراد عائلة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حاربت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى لايقال الإسلام دين عائلة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

5. بعض القبائل العربية كالطائف حاربت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى لايقال الإسلام دين القبائل العربية.

6. توفى أبوه صلى الله عليه وسلّم حتّى لايقال لولا فضل أبيه صلى الله عليه وسلّم.

7. توفى عمّه صلى الله عليه وسلّم حتّى لايقال لولا عمّه.

8. توفّت زوجته سيّدتنا أمّنا خديجة رحمة الله عليها ورضوان الله عليها حتّى لايقال لولا مال زوجته صلى الله عليه وسلّم.

9. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمي لا يقرأ ولا يكتب حتّى لايقال فلان علّمه.

10. لم يرسل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم للفرس والروم ومصر وهم يومها أصحاب حضارة حتّى لايقال لولا فضل هذه الحضارات عليه صلى الله عليه وسلّم.

11. لم تكن قريش بالدولة القوية ذات الجيوش والعسكر والعتاد حتّى لايقال بقوّة وعتاد وعسكر قريش.

12. أرسل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لمكة وهي صحراء قاحلة يخافها الوحوش قبل الإنسان، وهي “بوادي غير ذي زرع”. مايعني أنّها لاتمتلك مقومات الحياة ناهيك عن مقومات الحضارة، ولم يرسل لمنطقة جغرافية تضم كافّة مقوّمات الحياة من ماء وزرع ومناخ معتدل وطبيعة خلاّبة حتّى لايقال للجغرافية دور في ذلك.

13. وفي المقابل نصره النجاشي وهو غير العربي.

14. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم رفع سيّدنا بلال بن رباح الحبشي رحمة الله عليه ورضوان الله عليه وهو الحبشي غير العربي فوق رؤوس أسيادنا العشر المبشّرين بالجنّة وأسيادنا الخلفاء الرّاشدين، وجميع أسيادنا الصحابة رحمة الله عليه ورضوان الله عليهم جميعا حين طلب منه أن يعلو الكعبة ويؤذن.

15. أخذ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بخطّة سيّدنا سلمان الفارسي رحمة الله عليه ورضوان الله عليه وهو الفارسي غير العربي وفضّل خطّته على جميع أسيادنا القادة والسّادة والجنرالات من العرب رضوان الله عليهم جميعا.

16. تزوّج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من سيّدتنا أمّنا مارية القبطية رحمة الله عليها ورضوان الله عليها وهي غير العربية، فأمست من حينها وما زالت وستظلّ سيّدتنا أمّنا مارية القبطية.

17. يظلّ المرء يكرّر فضل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الكون والعالمين ودون استثناء. ويظلّ العربي وغير العربي يكرّر على لسان سيّدنا جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه ورضوان الله عليه: “كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف”.. والحمد لله أنّ الله تعالى أرسل نبيّه العربي صلى الله عليه وسلّم للعرب ولغير العرب جميعا ودون استثناء.

18. خلاصة، لافضل لأحد على سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومهما كان، وفي أيّ مكان كان، ومهما زعم أنّه أوتي القرابة، والنّسب، والمال، والقوّة، وقداسة المكان، وكونه العربي.

—

الشلف – الجزائر

معمر حبار