الأطفال العرب يموتون أكثر بسبب حوادث الطرق
تاريخ النشر: 11/01/21 | 16:03انعقدت اليوم الاثنين ندوة لمؤسسة “بطيرم” لأمان الاولاد عبر الانترنت بعنوان “أمان الاولاد في البيئة المتغيرة”، وذلك بمشاركة شخصيات عديدة فاعلة في مجال أمان الاولاد واطباء ومختصين في طب الأطفال. تأتي اقامة هذه الندوة لتقديم الشكر والامتنان لكافة الشركاء والجهات العاملة في مجال أمان الاولاد تزامنا مع مرور 25 عاما على تأسيس مؤسسة “بطيرم”.
ومن بين اهم فقرات هذه الندوة كان عرض ما يعرف باسم “تقرير الأمة” حول اصابات ووفيات الاولاد والاطفال في البلاد. ويعرض التقرير آخر المعطيات المتعلقة بإصابات الاولاد بسبب الحوادث غير المتعمدة في اسرائيل، وذلك بغية دعم وتعزيز سياسة وقائية عينية تعود بالفائدة في هذا المجال.
وفي نظرة على المتغيرات التي تمت معاينتها طيلة الـ 15 سنة الماضية (2003 – 2017) فنحن نشهد انخفاض ملحوظ بما مقداره 41% في وفيات الاولاد جراء اصابات غير متعمدة، اضافة الى انخفاض اقل حدة في نسب الاولاد الذين دخلوا الى المستشفيات لتلقي العلاج (انخفاض بنسبة 15% و7% على التوالي).
ويظهر ايضا ان الانخفاض على مدار السنوات في نسب الوفيات جراء الاصابات غير المتعمدة حاد أكثر من الانخفاض بنسب وفيات الاولاد جراء المرض والتي وصلت الى 30%.
وبمقارنة مع دول العالم، فتدل المعطيات ايضا على انخفاض في تدريج دولة اسرائيل مقارنة مع الدول المتطورة: تدريج دولة اسرائيل في منع وفيات الاولاد جراء الاصابات غير المتعمدة انخفض من المرتبة الـ 15 في عام 2000 الى المرتبة 21 في عام 2016.
نسبة وفيات الاولاد العرب ضعفي نسبتهم من شريحة الاولاد
وفي نظرة الى القطاعات السكانية المختلفة في اسرائيل فيتضح من المعطيات التي تضمنها تقرير الأمة ان الفجوة في نسب الاصابة بين الاولاد اليهود والعرب ما زالت كبيرة. اذ ان نسبة الوفيات لدى الاولاد العرب ضعفي نسبتهم من شريحة الأولاد. ان الوزن النسبي للوفيات نتيجة حوادث الطرق اعلى في المدن والبلدات العربية مقارنة مع البلدات والمدن اليهودية، في حين ان الوزن النسبي لوفيات الاولاد جراء حوادث في المنزل واثناء قضاء اوقات الفراغ كحوادث الغرق والاختناق اعلى في البلدات والمدن اليهودية.
وتتميز القرى والبلدات العربية عن بعضها البعض بعدة نواحي منها نمط الحياة وبالخلفية الاجتماعية للسكان، وبناء عليه فان مستويات الاصابة تتغير بين الشرائح السكانية المختلفة في المجتمع العربي. حيث بلغت نسبة وفيات الاولاد بسبب الحوادث غير المتعمدة في التجمعات السكانية البدوية المعترف بها في النقب 18.2 حالة سنويا لكل 100 الف ولد (خلال السنوات 2014 – 2018)، مقارنة مع نسبة وفيات وصلت الى 6.4 في التجمعات السكانية العربية التي يسكنها المسلمين من غير البدو، و 4.3 في التجمعات العربية التي يسكنها فئات سكانية عربية مختلفة و 3 في التجمعات السكانية الدرزية.
انخفاض بأكثر من 28% بوفيات الاولاد الدروز
اما فيما يتعلق بالأطفال والرضّع فان الفجوات بين الفئات السكانية اوسع، اذ ان نسبة الوفيات اعلى بكثير بما يعادل 33.4 حالات سنويا لكل 100 ألف ولد في التجمعات السكانية البدوية، مقارنة مع نسبة وفيات وصلت الى 6.8 في التجمعات السكانية العربية التي يسكنها السكان المسلمون غير البدو، و4.5 في التجمعات السكانية الدرزية، و3.3 في التجمعات السكانية العربية ذات فئات سكانية مختلفة. أضف الى ذلك فانه خلال العقد الاخير طرأ انخفاض بنسبة 28% واكثر بنسبة وفيات الاولاد في المجتمع الدرزي، وفي التجمعات العربية التي يقطنها السكان المسلمون غير البدو في منطقة الجنوب. مع ذلك يبقى الانخفاض في وفيات الاولاد البدو في النقب اقل قدرا حيث وصلت الى 8% فقط.
وبحسب التقرير فان معظم الحوادث التي تؤدي الى وفاة الاولاد في التجمعات البدوية تقع في المنزل، حيث ان السبب الشائع هو حوادث الدهس التي يكون فيها الطفل متواجدا في البيئة المحيطة بالسيارة. وعلى الرغم من ان المعطيات التي يتضمنها التقرير تتعلق بالتجمعات السكانية المعترف بها، الا ان هناك تطرقا منفصلا الى التجمعات البدوية غير المعترف بها في النقب. هذه التجمعات تعاني من انعدام البنى التحتية الحضارية وتتميز بوعي منخفض لدى الأهل لمواضيع امان الاولاد، بصورة تساهم بشكل كبير في ارتفاع احتمال الاصابة.
حوادث الدراجات الكهربائية في ارتفاع في أوساط الشبيبة
يذكر انه قبيل استكمال معطيات هذا التقرير، حددت مؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد اهدافا تتعلق بتقليص اصابات الاولاد حتى عام 2030. وقد تم تحديد الاهداف مع التطرق الى المعطيات المذكورة في التقرير بما في ذلك، ارتفاع في نسب وفيات الاولاد بسبب حوادث الدراجات الكهربائية في اوساط الشبيبة والفتيان وارتفاع في نسب حالات الغرق في برك السباحة في اوساط الاولاد في جيل 9 سنوات وما دون، وايضا نسبة الوفيات المرتفعة للأولاد في المجتمع البدوي. وقد تم تحديد بعض التوصيات القابلة للتطبيق لكل هدف مع التشديد على تخصيص الموارد للتجمعات السكانية ذات الخلفية الاجتماعية الاقتصادية المدنية. لذا فان تبني هذه الاهداف كاستراتيجية ملزمة من قبل كافة الجهات العاملة في مجال أمان الاولاد سيكون بمثابة دعم وتعزيز الجهود المشتركة وسيساهم في تحسين المعطيات التي يتضمنها التقرير الحالي.
تطوير البنى التحتية ورفع الوعي في المجتمع العربي
وتطرقت المديرة العامة لمؤسسة “بطيرم” لأمان الاولاد أورلي سيلفينجر قائلة:” للأسف الشديد، على الرغم من الانخفاض في وفيات الاولاد جراء الاصابات غير المتعمدة، فما زال احتمال وفاة طفل عربي بسبب الاصابة غير المتعمدة اعلى بضعفين مقارنة مع احتمال وفاة طفل يهودي. وبغية تغيير هذا الواقع الأليم، فان الامر يتطلب استثمار واسع، نحن نناشد حكومة اسرائيل الاستثمار بشكل مكثف في البنى التحتية ورفع الوعي في المجتمع العربي من أجل انقاذ حياة الاولاد. للأهل نقول – لا تقولوا ان هذا لن يحدث لي – بالإمكان منع معظم الحوادث غير المتعمدة من خلال ملاءمة البيئة التي نعيش فيها لتكون آمنة للأطفال وتبني سلوك آمن”.