د. ماهر غنطوس خسرناكَ وربحتكَ السّماء
تاريخ النشر: 16/01/21 | 10:11 زهير دعيم : عبلّين
زرته أكثر من مرّة في عيادته في كوبات حوليم كلاليت في عبلّين، فاستقبلني كما عادته هاشًّا باشًّا ، فخفّف من آلام ديسك الظهر الذي قضّ مضجعي ، خفّف حتّى قبل أن يُبديَ رأيه العلميّ ويكتبَ روشيتته الحانية والجميلة والتي أعانتني وهدّات من ألمي ..
إنّه الطبيب الجميل والإخصائيّ في طبِّ العِظام المرحوم :
ماهر غنطوس
الذي انتقل عصر اليوم الجمعة 15\1\ 2021 الى الامجاد السّماوية .
انتقل وظلّت محبته الغامرة وعطاؤه يخيّمان على عيادته في عبلّين الذي عمل فيها سنوات كثيرة بتفانٍ لا يعرف الحدود …
انتقل ورحل عنّا وظلّت روحه تجول وتهيم فوق سماء الجليل تحكي ، تراقب ، تُحبُّ ، تُباركُ ، تُخفِّفُ الألمَ وتسمو مع الانسان ؛ كلّ انسان الى العلاء.
كان رحمه الله مثالًا للانسان الجميل قبل أن يكون طبيبًا ناجحًا ، فأعطى من قلبه وحسّه المُرهف وعلمه ، فأزاح الأوجاع والهموم وبلسم الجروح وليَّن العِظام.
فقدناكَ ايّها الطبيب الجميل …
فقدناك في عبلّين وفي المنطقة..
وفقدتك سخنين المدينة الجميلة والمُتحابّة.
فقدناكَ أيّها الانسان الذي يعطي ولا ينتظر شكرانًا.
فقدناك وفقدك كلّ مجتمعنا العربيّ ، خاصّة في هذه الظروف الإغلاقيّة والصعبة والتي نحتاج فيها الى بسمة من بسماتك ، والى لمسة من لمساتك الطبيّة ، والى تشجيع يعطي الامل ويزرع الرجاء في النفوس.
لن ننساكَ في عبلّين…
ستبقى ذكراك خالدةً في نفوسنا ..
وسأبقى أذكرك… ونذكرك كلّما مررنا بجانب غرفتك في كلاليت عبلّين ، هذه الغرفة اللتي احتضتك واحتضنت عطاءك الجميل والمُجدي.
خسرناك دكتورنا الغالي وربحتكَ السّماء .
الربّ أعطى والربّ أخذ ، فليكن أسم الربِّ مباركًا
لروحكَ سلام الله.. ولأسرتك وأهلك وكلّ أحبّائك تعزيات السماء.