بكري فنّان مسرحيّ وسينمائيّ ومناضل عريق
تاريخ النشر: 16/01/21 | 13:06وصل إلى “بقجة بيان صادر عن مؤسّسة محمود درويش للابداع، جاء فيه ما يلي:”صدر قبل أيّام قليلة حكم المحكمة المركزيّة في اللّد على الفنّان الفلسطينيّ المناضل “محمّد بكري” وعلى فيلمه التّوثيقيّ والحضاريّ “جنين جنين”. إنّنا في “مؤسّسة محمود درويش للثّقافة والإبداع” نعبّر عن موقفنا الوطنيّ والحضاريّ الثّابت بالشّجب والاستنكار والإدانة الصّارخة لقرار الحكم الجائر بحقّ الفنّ والثّقافة والإنسانيّة. ونرى في هذا اليوم الّذي صدر فيه القرار يومًا أسود ووصمة عار في تاريخ القضاء الإسرائيليّ “النّزيه” الّذي لطالما ادّعى العدالة والنّزاهة، وادعى أيضًا الحياديّة بكونه منفصلًا عن السّلطة التّنفيذيّة (الحكومة) الصّهيونيّة المتطرّفة والسّلطة التّشريعيّة (الكنيست) الّتي تسنّ القوانين العنصريّة الجائرة بحقّنا كعرب فلسطينيّين نعتزّ بانتمائنا القوميّ والوطنيّ.
ها هو القضاء الإسرائيليّ يبدو عاريًا أمام جبروت الفكر العنصريّ المتطرّف المتحكّم في هذه البلاد. لقد تعوّدنا أن يكون الجيش ذراعًا لحكومة الاحتلال والاستيطان، يهدم المخيّم على رؤوس أهله، ومن ثمّ يحاكم من يوثّق الجريمة النّكراء! تعوّدنا أن تكون الشّرطة ذراعًا لحكومة الهدم والمصادرة وقمع الحرّيّات ونشر السّلاح والعنف في مجتمعنا العربيّ وتهدم البيوت وتصادر وتعتدي ويُحاكم الضّحايا! أمّا أن يتحوّل القضاء “النّزيه” إلى ذراع ثالثة بيد هذه الحكومة، فهو الأمر المستهجن والمُدان لأنّ القضاء تحوّل إلى جهاز محاكم يقمع حرّيّة التّعبير ويصادر الثّقافة والحضارة والفنّ كما الحكومة تمامًا.
لقد كان الحكم جريمة بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى، ليس لثقل التّكلفة المادّيّة (225 ألف شاقل) فقط، بل الأخطر هو مصادرة الفم الّذي ينطق بالحقّ والكاميرا الّتي تصوّر وتوثّق الحقيقة وتنشرها، وكذلك الحكم بعدم نشر الفيلم وبإتلاف كلّ النّسخ الموجودة. إنّ الحكم جريمة ضدّ كلّ ما هو إنسانيّ وحضاريّ وثقافيّ ووطنيّ فلسطينيّ، إنّه حصار مقيت ومجحف بحقّ وجودنا بامتداده الوطنيّ وبحضوره الحضاريّ، مجحف بحقّ هويّتنا العربيّة وانتمائنا الفلسطينيّ، مجحف بحقّ لغتنا العربيّة، وما لدينا من طاقات أدبيّة وفنّيّة وإبداعيّة، نحافظ بها على وجودنا ونسعى لتطوير هذا الوجود.
محمّد بكري فنّان مسرحيّ وسينمائيّ أصيل ومناضل عريق، له باع طويل في عالم الفنّ وله رسوخ أطول وأعمق في جسد هذا الوطن، ولن يثنه هذا القرار المخزي لمصدريه عن مواصلة المشوار الكفاحيّ والحضاريّ ولن يثننا عن مؤازرته. فإلى الأمام يا محمّد وكلّنا معك، ومع فنّك وبه نستطيع أن نصمد أمام هذه العاصفة الحكوميّة العنصريّة الهوجاء.
وأبدًا على طريق الفنّ الملتزم والإبداع المجنّد للكفاح الوطنيّ والإنسانيّ.