نحتاج إلى النزاهة والاستقامة والمسؤوليّة!

د. محمود أبو فنه
تتناقل وسائل الإعلام أنباء عن تفشّي ظاهرة الغشّ والنقل في الامتحانات
وكتابة الوظائف والبحوث والدراسات لدى الطلاب في جميع مراحل التعليم: من الابتدائيّة وحتّى الجامعة!
وتكثر التحليلات والتأويلات والنقد لهذه الظاهرة السيئة المعيبة:
فهناك من يحمّلون الطلاب المتعلّمين المسؤوليّة لهذه الظاهرة.
وهناك من يحمّلون المديرين والمعلّمين والمحاضرين المسؤوليّة.
وهناك من يحمّلون جهاز التربية والسلطات المسؤوليّة.
وهناك من يعزو المسؤوليّة للآباء والأمّهات وتربيتهم.
وهناك من يرى أن هذه الظاهرة هي واحدة من الظواهر السلبيّة المنتشرة في المجتمعات على جميع الأصعدة!!
مهما تكن الدوافع والأسباب، فنحن بحاجة إلى طرح بعض الاقتراحات والحلول لمواجهة هذه الظاهرة والحدّ منها في مجتمعاتنا:
القضيّة في الأساس- كما أراها – قضية تربية وقيم قبل أن نفكّر في الاجراءات القانونيّة والعقاب.
فإذا غرسنا قيم النزاهة والطهارة لدى الجميع – مديرين ومعلّمين ومحاضرين وطلاب وأهالي – يمكن أن نحدّ من هذه الظاهرة المزعجة والمؤسفة!
يجب أن يتحمّل الطلاب منذ نعومة أظافرهم مسؤولية الاعتماد على الذات في الامتحانات وكتابة الوظائف والأبحاث، وأن يبذلوا الجهود الصادقة الجادّة لتحقيق النجاح وإنجاز المطلوب ولا يلجأون للغشّ والنقل والتنكّر للقيم الخيّرة!
ويجب أن يتحمّل المعلّمون والمربّون والمديرون مسؤولية غرس قيم النزاهة والطهارة في نفوس طلابهم، وأن يكونوا قدوة لهم!
نحن نستطيع أن نتغلّب على هذه الظاهرة إذا غيّر المعلّمون أساليب التدريس والمعاملة للطلاب، فلو تمكّن الطلاب من المادّة وهضموها وفهموها، ولو تعوّدوا على الاستقامة لما وصلنا إلى هذا الوضع المحزن!!
إنّنا نرجو أن يلتزم الطلاب بقيم النزاهة والطهارة – في الامتحانات والوظائف والأبحاث – لا خوفًا من العقاب، بل بدافع داخليّ وبموقف خلقيّ يُمليه الضمير الحيّ!
وبصراحة، أنا أعتبر الحفاظ على الطهارة والنزاهة وعدم الغشّ والنقل، أعتبر ذلك
واجبًا قوميًّا من الدرجة الأولى!
ولنتذكّر: من يلجأ لأساليب فهلويّة ملتويّة للوصول إلى غايته، يتعوّد على ذلك، ويسيء لنفسه أوّلا، ولمجتمعه وشعبه كذلك.