الجزائر.. بين خبث الماكرو ماكرون وحقد بن يامين ستورا
تاريخ النشر: 29/01/21 | 9:23مقدّمة الجزائري الرّافض للاستدمار:
1. أنهيت قراءة تقرير بن يامين ستورا[1] منذ 4 أيام، وعكفت على قراءته طيلة 3 أيّام، ومثلها في إعداده ووضعه تحت تصرّف القارئ الكريم. وممّا جاء فيه:
2. اختار صاحب الأسطر عمدا العناوين التي بين يديك للتّعبير عن حقيقة فرنسا الاستدمارية، وحقيقة فرنسا الحالية عبر حقيقة التّقرير.
3. يبدأ ستورا تقريره المقدّم لماكرون بمقطع عن ألبير كامي باعتباره ولد مثله في الجزائر. وهذه الافتتاحية لها دلالتها للأقدام السّوداء. مع العلم، ألبير وكعادته لايذكر اسم الجزائر احتقارا واستصغارا، ويقول عنها “هذه الأرض”.
4. يدافع بقوّة عن “ألبير كامي”، ويعتبره من الرموز التي واجهت الاستدمار لأنّه طالب بفدرالية جزائرية تحت الاستدمار الفرنسي. أقول: قرأت له نفس المرجع الذي ذكره، وهوmisère de la kabyle . وٌقلت حينها -وما زلت- أنّ ألبير أخطر من الجلاّدين، والسّفاحين، والمجرمين لأنّه يدعو لتثبيت الاستدمار الفرنسي بطريقة ناعمة. 26
لاتعترفوا بالثورة الجزائرية !:
5. يعترف أنّ الثورة الجزائرية تسمى في فرنسا “أحداث الجزائر”، وتسمى في الجزائر “حرب التحرير”. مايعني الهوة العميقة جدّا بين المفهومين.
6. يقول: في الجزائر يسمون الحرب بـ “ثورة” هكذا بين شولتين. مايعني أنّه لايعترف بالثورة الجزائرية.
7. يقول عن الثورة الجزائرية “هذه التي لم تعلن اسمها”.
8. يتعمّد عدم استعمال مصطلح الاستدمار ويصرّ على استعمال مصطلح “حرب الجزائر؟ !”، وهي نظرة المستدمرين المجرمين الفرنسيين.
9. يصف التعذيب المسلّط على الجزائريين أيّام الثّورة الجزائرية بـ “المرحلة الخاصّة”. 19. أقول: التعذيب المسلّط على الجزائريين يتعلّق باليوم الأوّل من الاستدمار الفرنسي وليس حالة خاصّة، وعابرة، بل تعذيب الجزائريين صفة ملازمة للمجرمين المحتلين الفرنسيين طيلة أيّام الاحتلال الفرنسي.
10. يصف الاستدمار الفرنسي بـ “الحضور الفرنسي”. 87 وفي المقابل يشيد بقانون “الاستدمار الإيجابي” كما يسميه.
إخضاع ذاكرة الجزائر لذاكرة الاستدمار الفرنسي والخونة:
11. يستعمل مصطلح “الذاكرة المشتركة”، وبهذا يريد أن يقول: نحن سواء في الذاكرة، ويساوي بذلك بين جرائم، ونهب، واغتصاب فرنسا المحتلّة للجزائر طيلة 132 سنة والجزائريين الذين تعرّضوا للإعدام، والاغتصاب، والنهب، والإهانة، والتّعذيب.
12. يقول: فرنسا أخطأت في حقّ الجزائر؟ !، والجزائر أخطأت في حقّ فرنسا. فلا يلوم أحد على الآخر. أقول: هكذا وبكلّ بساطة يعاتب الضحية لأنّها دافعت عن نفسها، ورفضت جرائم الاستدمار الفرنسي.
13. يصف موقف الجزائر الرّافض لجرائم الاستدمار الفرنسي بـ”تشدّد الذاكرة”. مايعني أنّه يطالب الجزائريين بـ “التفتح؟ !”، وقبول الاستدمار الفرنسي وجرائمه.
14. يريد من الجزائريين أن يتخلّوا عن “تشدّد الذاكرة” تجاه الاستدمار الفرنسي، ويستبدلوه بقبول الاستدمار ونتائجه.
15. يستعمل مصطلح “الذاكرة المتضرّرة” ويقصد الحركى، والفرنسيين المجرمين، والأقدام السّوداء، والخونة من اليهود، والمستدمرين الفرنسيين والأوروبيين، وغيرهم. ويتعامل مع المجرمين، والخونة على أنّهم متضرّرين. 19
16. يستعمل مصطلح “الذاكرة المرتعشة”: وهي التي ترى للتاريخ من ناحية الضحية فقط. والمطلوب من الجزائري في نظره أن يرى التاريخ من ناحية الجلاّد، والمجرم، والمحتل، والمغتصب، والحركي الخائن، واليهودي الخائن. وهؤلاء لهم “حقوقا؟ !”، ومن حقّهم علينا أن “نذكرهم بخير؟ !”. 20
17. يحذّر ممّا يسميه بـ “لوبيات الذاكرة”، ويقصد الأحرار الجزائريين الذين مازالوا يطالبون فرنسا بالاعتذار، والتعويض، ورفض عودة الخونة الحركى، واليهود الحركى، وتجريم الاستدمار الفرنسي. 91
18. يضع الاعتذار بين شولتين هكذا “اعتذار”. ويتساءل مستنكرا ومستهزءا: ألا يوجد طريقا أفضل من الاعتذار لأجل مايسميه بـ”مصالحة الذاكرات”!. 75 وعوض الاعتذار والتعويض يظلّ يطالب بإعادة النظر من خلال الكتب، والمحاضرات، والندوات، والمدرسة، والعمل سويا على أن لايتكرّر هذا الفعل المؤذي للذاكرة. أقول: أي إعادة الحقوق للخونة الحركى، والخونة اليهود، والسّكوت عن جرائم الاحتلال، ومناهضة الاحتلال الفرنسي، ومحاسبة كلّ مقاوم للاستدمار الفرنسي. 79
الدفاع عن الخونة الحركى:
19. يجد الأعذار للأقدام السوداء في الجزائ وأنّها لاتستطيع ترك “ممتلكاتها؟ !” في الجزائر. مايعني أنّه يطالب من الجزائر أن تعوّضهم “ممتلكاتهم؟ !”.
20. يستعمل مصطلح “الرعب الجماعي”: ويقصد به المجرمين المستدمرين الذين عاشوا في نظره الرعب من المجاهدين، والثورة الجزائرية. وهؤلاء لهم حقوق، ويجب تعويضهم؟ !.
21. يصف المستدمرين القادمين من فرنسا وأوروبا بأنّهم مساكين، وفقراء، ومحتاجين، ومطرودين، ومحرومين، وهم أقلّ بكثير من حيث الغنى من إخوانهم في فرنسا وأوروبا. والمطلوب من الجزائريين في نظره أن يتعاملوا مع هؤلاء المجرمين برفق، وأن لايعتبروهم مجرمين، ويرفقون بهم. ولا يركزونّ على احتلالهم لأرضهم، وطردهم من مزارعهم، وسيطرتهم على أراضيهم الخصبة.
الدفاع عن الخونة اليهود:
22. عبر صفحات 28-29 يتحدّث عن اليهود أيّام الاستدمار الفرنسي. وأنّ الجزائري ظلمهم حين يضعهم ضمن “الأقدام السوداء”، وهم العلماء، والأساتذة، وحاملي جائزة نوبل. ويزعم أنّه لولا الحرب ماهاجر 130.000 يهودي إلى فرنسا. أقول: لا يتحدّث عن خيانة اليهود للجزائر، وتعاونهم مع الاستدمار الفرنسي منذ اليوم الأوّل. طبعا، هناك من اليهود من ساعدوا الثورة الجزائرية ويستحقون كلّ الثناء، والتّقدير.
23. يقول: “مأساة الجزائر” الذين غادروا الجزائر على عجل وتركوا “ممتلكاتهم؟ !” في الجزائر. أقول: مازال يتحدّث عن ممتلكات المجرمين الفرنسيين، والمستدمرين. والمطلوب من الجزائريين في نظره تعويض “ممتلكاتهم؟ !”. ويقصد بالدرجة الأولى “ممتلكات” اليهود الخونة، والخونة الحركى. 38
لاحقّ للجزائر في أرشيف السّيادة:
24. يرى أنّ فرنسا ترفض تسليم الأرشيف للجزائر لأن الأرشيف يعود للدولة صاحبة الأصل. وبما أنّ الجزائر يومها كانت مقاطعة فرنسية، ففرنسا ترى أنّه لايحق تقديمه للجزائر لأنّه يعبّر عن “السّيادة الوطنية”، و”أرشيف سيادة”. أقول: يدل على أنّ فرنسا مازالت تتعامل مع الجزائر على أنّها “مقاطعة فرنسية” لايحقّ لها أن تنال أرشيفها الخاص بتاريخها، وجهادها، وجرائم فرنسا المرتكبة في حقّها.
25. يقسّم الأرشيف إلى قسمين: “أرشيف تسيير” أبقته فرنسا المحتلة بالجزائر كالمستشفيات، والموانئ، والإدارات. و”أرشيف سيادة” الذي حملته فرنسا المجرمة إلى فرنسا باعتباره يمثّل في نظرها السّيادة الفرنسية، وجرائم فرنسا التي لايحق للضحايا من الجزائريين أن يطّلعوا عليها. ويتعمّد عدم القول أنّ فرنسا المجرمة أخفت جرائمها في الجزائر عبر سرقة ماتعتبره من سيادتها.
26. يعتبر وحسب مصطلحاته “حرب الجزائر” و “الحرب في الجزائر”، أنّ الجزائر لم تكن ذات سيادة، وأرشيف الاستدمار الفرنسي يعود لفرنسا وحدها باعتبارها ذات سيادة. 62
اضحكوا على الجزائريين بمحاولات رمزية:
27. حين يتحدّث عن فتح ملفات القادة الجزائريين الذين تمّ اغتيالهم. يقصد الفرنسيين كموريس أودان الفرنسي، أو الذين كانت لهم علاقات مع قادة فرنسيين كبومنجل الذي كان صديق ديغول حسب روايته. ولا يتطرّق للإعدامات التي قام بها المستدمر الفرنسي تجاه الجزائريين منذ 1830، وحتى أثناء الثورة الجزائرية 1954-1962. والجرم لابد أن يعترف به الفرنسي المجرم، أمّا إذا اعترف به الجزائري فلا قيمة له، وشهادته غير معنية. 88
28. يطلب صراحة بالاحتفال بيوم الحركى الخونة. 92
29. إنشاء “دليل المفقودين” من الجزائريين ومن المجرمين الفرنسيين، والخونة الحركى، واليهود الحركى. 93
30. البحث عن الذين أعدموا أواخر سنوات 1960 بالجزائر. أقول: الغرض هو فتح ملف الخونة من الجزائريين، واليهود الخونة، والمجرمين الفرنسين. أقول: وفيما يخصّ الجزائريين الذين أعدموا منذ سنة، وفصلت رؤوسهم الشريفة عن أجسادهم الشريفة فليسوا معنيين بالبحث. 93
31. تسهيل نقل الحركى الخونة للجزائر. 94
32. البحث عن المخطوفين الأوربيين في وهران جويلية 1962، والسّماع للشهود والشهادات. أقول: يقصد المجرمين الاستدماريين المحتلين.
33. محافظة الجزائر على مقابر الأوروبيين واليهود في الجزائر. أقول: يقصد المجرمين المستدمرين الأوروبيين في الجزائر، وكذا فتح ملف اليهود بالجزائر عبر المقابر. وتمويل المحافظة على مقابر الجزائريين الخونة الذين ماتوا لأجل فرنسا أيام الثورة الجزائرية 1954-1962. ص 94
34. تخصيص مكانة للتّاريخ الفرنسي بالجزائر عبر البرامج الدراسية. أقول: دون التحدّث في نظره عن جرائم فرنسا المحتلّة، ودون تجريم الاستدمار الفرنسي، والخونة الحركى، واليهود الحركى. 97
35. يطالب بتثبيت ثقافة التسامح تجاه الخونة الحركى عبر البرامج الدراسية الجزائرية. (وأكيد طبعا تجاه الخونة اليهود). أتساءل: هل اليهودي بن يامين ستورا، وماكرون، وفرنسا يطالبون بثقافة التسامح تجاه النازية؟ والخونة. 85
36. تحقيق “مطالب الجنود، والحركى، والأقدام السوداء، والجزائريين أيضا، وكلّ المعارضين، وكلّ الضحايا لهذه المأساة”. أقول: يذكر الجنود المجرمين الفرنسيين ولا يذكر المجاهدين، وأسيادنا الشهداء. 40
37. تشجيع الفاعلين من التحدّث والتعبير عن آلامهم كالخونة الحركى، والخونة اليهود، والأقدام السّوداء. أقول: وبالتّالي المطالبة بحقوق الخونة الحركى من الجميع. ثمّ يضيف: وهذا العمل يعتبر اعترافا بهم. أقول: يعترف بالمجرمين الخونة. 91
معمر حبار