هموم ثقافية في حال الأدباء والمثقفين
تاريخ النشر: 31/01/21 | 7:40بقلم: شاكر فريد حسن
حال الأدباء والمثقفين في الأوطان العربية أكثر سوءًا ومأساوية من أحوال الشعب، فهنالك أدباء يعيشون حياة فقر وبؤس، ومنهم مات من شدة البرد وانعدام المسكن وعدم الرعاية الصحية، ولم توفر له الحكومات العربية العلاج ، ومنهم من يعاني القهر والاضطهاد والملاحقة والتهديد والتعامل المهين.
وهذا الواقع يقودنا إلى التساؤل: لماذا هذا التعامل القهري مع الأدباء والمثقفين؟!.
الجواب: بسيط جدًا، وهو أن الأدباء والمثقفين هم حملة لواء التغيير والتجديد الفكري، ودعاة احترام لحقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير والتفكير، وكرامة المرأة، وهم الدعاة للحياة المدنية العصرية الحديثة، ومجاراة روح العصر ثقافيًا واجتماعيًا وفكريًا، ودعاة للتغيير الجذري والبديل النوعي الديمقراطي للمجتمع.
ولذلك فإن الانظمة العربية الاستبدادية وأجهزتها القمعية تعمل على تصفية أية حركة ثقافية أصيلة تحمل بذور التهديد لها، حاضرًا ومستقبلًا.
في الماضي كانت هذه الانظمة تتقنع بقناع “قومية الصراع” ضد اسرائيل والاحتلال، وترى أنه لا مجال للنقد، لان ذلك يضعف “الجبهة الداخلية” التي من المفروض أن تكون متراصة كالبنيان المرصوص ضد العدو للأمة. وهذه الانظمة نفسها الآن تتعاون مع امريكا وتهرول نحو دولة الاحتلال، وتطبع العلاقات مع المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، وتقف ضد التطلعات الوطنية والاجتماعية والثقافية لشعبنا الفلسطيني وللشعوب العربية.
الأنظمة العربية معادية للشعب وتطلعاته، معادية للتقدم، وللتغيير، وتسعى إلى مواصلة سرقة الاوطان على حساب الجوع والفقر والتخلف الذي تعاني منه شرائح من المجتمع، وعلى أساس سلب أبسط حقوق الإنسان، والأمة العربية تعيش حالة من التدهور الحضاري المتزامن مع التدهور
السياسي والفوضى الخلاقة بعد أحداث ما يسمى بـ “الربيع العربي”، وحال الأدباء والمثقفين هي مؤشر لحالة الأمة العربية برمتها.