انقسام “المشتركة” والتحالفات الجديدة بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 31/01/21 | 8:06عندما بدأت إشارات تخرج من “المشتركة” تدل على أن الوضع فيها غير سليم، وأن أقطابها يتصرفون أحيانا بأساليب انفرادية وليس وحدوية، توقع كثيرون وهم طبعا المتفائلون، بأن تكون هذه الإشارات مجرد غيوم صيفية ستزول لاحقاً. لكن ما جرى كان أكبر وأعمق من ذلك. في البداية كان الحديث عن موضوع (المثليين) وأمور أخرى متعلقة بالتحويل الجنسي، وظل هذا الموضوع قضية نقاش لفترة طويلة وكأن مجتمعنا العربي لا هم له سو الشاذين جنسياً. بعدها جاءت مواقف منصور عباس السياسية تجاه نتنياهو التي رأت فيها مركبات المشتركة الثلاثة خروجاً عن برنامجها السياسي.
الإسلامية الجنوبية قدمت مطلبين للمشتركة: الأول: أن تعلن المشتركة مع أي من الأحزاب اليهودية الأخرى مستعدة أن تتعامل لتحصيل مطالب مجتمعنا العربي الحارقة، والثاني: أن تعلن المشتركة بوضوح أنها لن تصوّت إلى جانب قوانين تخالف عقيدة مجتمعنا المحافظ”، أي أن عباس اشترط على المشتركة بما وصفه “احترام الثوابت والعقائد الدينية”، مطالباً بالتعهد بعدم التصويت مع قوانين “لصالح الشواذ”. لكن عباس نسي أن المشتركة لها أيضاً مآخذ عليه، حيث أعلن أن حركته لا تستبعد التعاون مع حكومة برئاسة نتنياهو مقابل تحقيق إنجازات مطلبية للفلسطينيين.
بعد شهور من تبادل الاتهامات والبيانات، والبيانات المضادة، رأت “الإسلامية الجنوبية” أن الحل يكمن في “الشباك اللي بيجي منو ريح سكرو واسنريح” فأقدمت على تقديم طلب للكنيست للإنفصال عن “القائمة المشتركة. وقد يكون ذلك خيراً لها ولغيرها بدل الإستمرار في شن الحملات ضد بعضهم البعض. ثم تصاعدت التوترات في “القائمة المشتركة” بعد أن قررت (الإسلامية الجنوبية) عدم المشاركة في التصويت على نزع الثقة عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مما أدى إلى تعميق الخلاف الداخلي في القائمة . وقد تم تفسير تلك الخطوة على أنها دعم محتمل لنتنياهو، المرفوض في المجتمع العربي بسبب سياساته اليمينية والتي تعتبره “المشتركة” كارثة سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية.
الإنشقاق حصل في المشتركة. ونتيجة لذلك لا بد أن تكون هناك تحالفات جديدة. حتى أن مركبات المشتركة الثلاثة الباقية يجب عليها أن تعيد النظر في مواقفها. بمعنى هل تبقى مع بعضها في قائمة مشتركة جديدة، أم لديها اقتراحات أخرى، بمعنى هل هناك نية لدى هذه المركبات بإدخال عناصر انتخابية جديدة إليها ؟
الخارطة الإنتخابية ل انتخابات الكنيست على الصعيد العربي، تشير إلى وجود تحالفات أولية أو إلى بوادر تحالفات. فالحركة الإسلامية الجنوبية بعد انفصالها عن “المشتركة” تريد بلا شك البحث عن شريك أو شركاء لها في قائمة انتخابية تستطيع من خلالها خوض انتخابات الكنيست. المؤشرات الأولى تدل على أن رئيس بلدية سخنين السابق مازن غنايم هو الإسم المطروح لدى “الجنوبية” كشريك مستقبلي في انتخابات الكنيست. حتى أن المعلومات الأولية تقول ان محادثات قد جرت بين الجانبين لكنها لم تنته بعد. وهناك احتمال آخر بضم أحد أركان “ناصرتي” التي يرأسها رئيس بلدية الناصرة علي سلام إلى قائمة “الإسلامية الجنويية” ولغاية الآن لا يوجد نفي أو تأكيد لهذا الاحتمال.
وبالرغم من أن مازن غنيم لم يؤكد ولم ينف صحة إمكانبة تحالفه مع الإسلامية الجنوبية في قائمة واحدة، وأنه سيعلن عن ذلك خلال هذين اليومين إلاّ أن تحديد المكان الثاني له في القائمة يدل على اتفاق مبدئي ولا يبقى سوى التفاصيل. على أي حال فإن هذا التلاعب بشعور الناخب واستخدام صياغة (الحيرة) هي أساليب لوضع الناخب في قمة الشوق لمعرفة ما سيحصل او ما لن يحصل.
أما فيما يتعلق بالمركبات الأخرى، فإن الصورة الواضحة لغاية الآن هي بقاء المركبات الثلاثة مع بعضها مع احتمال ضم (تحالف القومي العربي ـــ كرامة ومساواة) إلى المشتركة وهو التحالف الذي يقوده النائب السابق محمد حسن كنعان رئيس حزب القومي العربي، والإعلامي محمد السيد رئس حزب كرامة ومساواة. فقد عقد اجتماع الليلة الماضية على مستوى قيادي بين تحالف كرامة ومساواة والحزب القومي العربي من جهة وبين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وحسب معلومات مؤكدة تم الإلتزام بأن يكون تحالف القومي العربي وكرامة ومساواة من ضمن القائمة المشتركة في حال بقاء أو خروج القائمة الموحدة من المشتركة.ويأتي هذا الإلتزام بناءً على اتفاق مسبق بين الطرفين جرى عشية الانتخابات الأخيرة للكنبيستألـ 23.
على أي حال هكذا تبدو الخارطة لغاية الآن، وكل شيء قابل للتغيير لأأن السياسة وخصوصاً العربية لا توجد فيها ثوابت دائمة وقد تكون هاك احتمالات في إجراء تعديلات غلى الخارطة ممكن أن كون سلبية أو إيجابية. وما علينا سوى الانتظار.