رسالة لـ “الإسلامية الجنوبية”… “اللي بجرب المجرب عقلو مخرب”؟
تاريخ النشر: 31/01/21 | 9:00بقلم أحمد حازم
في السابع والعشرين من هذا الشهر صادقت الكنيست على طلب انفصال “الإسلامية الجنوبية” عن القائمة المشتركة وبذلك تم فك الشراكة بينها وبين بقية مركبات المشتركة الثلاثة في القائمة. وإذا قمنا بتدقيق النظر في توضيح إبراهيم حجازي، رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية، لوجدنا تناقضاً واضحاً بين مضمون التوضيح ومضمون طلب الإنفصال. يقول إبراهيم حجازي في توضيحه أن مجلس الشورى لحركته أبقى الباب مفتوحاً 48 ساعة “لعل الشركاء في المشتركة، يعودون إلى رشدهم، ويقبلون بالمطالب، التي قدمتها الحركة الإسلامية.”
كيف يمكن لمجلس الشورى أن يعطي مهلة يومين للآخرين للتفكير جدياً في مطالب الجنوبية، في الوقت الذي عقد المجلس المذكور اجتماعاً عاجلاً ليلة السادس والعشرين من الشهر الحالي وأصدر تعميما لكوادر “الجنوبية” طلب منهم الاستعداد لمرحلة ما بعد القائمة المشتركة، وبعدها `وبعدها ذهبت “الجنوبية” إلى لجنة الكنيست، وطلبت الانفصال عن المشتركة بذريعة خلافات مفتعلة. أليس هذا التصرف هو شاهد على عدم مصداقية “الجنوبية” وهروب واضح من المسؤولية؟.
قد يكون منصور عباس محقاً في مطلبه في البيان الذي صدر عن الجنوبية في الرابع والعشرين من الشهر الحالي بعد اجتماع شفاعمر، وهو” “الخروج نهائيا من دوائر الوصاية سواء من اليسار أو اليمين.” يعني لا في جيب هذا ولا في حيب ذاك؟ لكن هل خيار التصعيد وترسيخ الانقسام هو الحل؟.
يا سادة يا قيادة الجنوبية. أنتم ترون “أن الحركة الإسلامية الجنوبية قوة مستقلة تدخل الكنيست بهدف خدمة أبناء مجتمعنا بشكل فعلي بعيدا عن الشعارات والشعبوية.” فهل تعتقدون بأن الانقسام يخدم الشعب؟ علماً بأن المشتركة وغيرها من الأحزاب العربية ما قبل المشتركة عجزت عن خدمة الشعب، في ظل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، فما بالك بمركب واحد من المشتركة. على أي أساس وكيف ستقوم “الجنوبية” بخدمة المجتمع الفلسطيني في ال48؟.
أنا لا أشك أبداً في رغبة منصور عباس إحداث تغيير في النهج العام للمشتركة، لكن طروحاته التى قدمها لا تتلاءم مطلقاً مع المفهوم العام للشارع أي للناخب العربي. فهو مثل ذلك الذي يهدم ويعتقد أنه يبني. وعلى سبيل المثال كيف يفسر لنا عباس أن عدم التراجع عن التصويت لصالح القانون الفرنسي لحماية نتنياهو يخدم الناخب العربي؟.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، أريد أن أذكّر قيادة (الإسلامية الجنوبية) وخصوصاً الدكتور منصور عباس بتجربة الطائفة الدرزية مع نتنيياهو. فبالرغم من كل الخدمات التي يقدمها أبناء الطائفة المعروفية للدولة، فإن نتنياهو وعلى لسان الكثير من القيادات الدرزية لم يتعامل مع البلدات الدرزية مثل البلدات اليهودية، وهي تعاني أيضاً من نقص وشح في الميزانيات ولا سيما في عهد نتنياهو. فما الذي يستطيع عباس تقديمه يا ترى لنتنياهو حتى يفي بوعوده؟ استخلصوا العبر من الطائفة المعروفية.
يا سادة في قيادة الجنوبية: نتنياهو ناكر جميل من الدرجة الأولى. يقول التاريخ الإسرائيلي ان نتنياهو دخل سوريا في السبعينيات ضمن عملية كوماندوز وأصيب بجراح قاتلة.. وأنقذه آنذاك مواطن درزي اسمه سليم الشوفي رئيس مجلس قرية مجدل شمس في الجولان .”وبالمقابل ماذا فعل نتنياهو للدروز؟ كان المفروض به أن يبفى طول عمره معترفاً بهذا الجميل، ولكن ما حصل هو العكس. فماذا تنتظرون يا سادة من نتنياهو؟
إن رهان “الإسلامية الجنوبية” على مصداقية نتنياهو هو رهان خاسر حتماً حتى لو تم انتخابه مجدداً رئيساً للحكومة الإسرائيلية، لأن كل وعوده للعرب منذ تسلمه منصب رئيس وزراء لم يقم بتنفيذ أي شيْ منها،”واللي بجرب لمجرب عقلو مخرب”.