أعرفو حجمكم وتصرفوا بدون مبالغة
تاريخ النشر: 01/02/21 | 14:30أنا شخصياً مع حرية الرأي ومع حرية الإنتماء لأي جسم سياسي يرى فيه (المنتمي) ما يعبر عن قناعاته، وأخص هنا الأحزاب العربية وليست الصهيونية. وبالرغم من أني لا أومن أبداً بوجود فائدة من التمثيل العربي في (الكنيست)، إلاّ أني مع ذلك أنصح الأحزاب العربية المصرّة على خوض انتخابات الكنيست المقبلة أن تكون على قدر كبير من الوعي، وتعرف حجمها الحقيقي في الشارع ولا تبالغ كثيراً في قوتها.
يوجد مثل عربي يقول:” اللي بفحج فحجة أكبر منو بنفلخ” ولكي تبقى بعض الأحزاب (بدون علّة) عليها أن تعد للعشرة قبل اتخاذ أي خطوة. والعاقل هو الذي يتجنب الخسارة وليس الذي يقع فيها.
سمعنا مؤخراً عن ظهور أحزاب جديدة بما فيها عربية تريد الانخراط في اللعبة السياسية والترشح للكنيست. آمل أن لا يفهم كلامي على أنه إحباط للآخرين، بل المقصود منه “إيقاظ الآخرين” من حلمهم في الكنيست. حتى أن الأحزاب الكبيرة الموجودة على الساحة عليها أيضاً أن تراجع حساباتها، “فليس كل ما يلمع ذهباً”. فالاعتماد على قوة الحزب وحدها وأعني الأحزاب الكبيرة، غير كافية أبداً لضمان عبور نسبة الحسم في انتخابات الكنيست، ولو قمنا بإجراء عملية حسابية بسيطة لذلك لتوصلنا إلى هذه النتيجة.
قبل كل شيء أود القول ان الإعتماد على نتائج الاستطلاعات فيما يتعلق بالأحزاب العربية هو اعتماد خاطيء، والجميع يعرف أن غالبية الاستطلاعات التي تجرى في المجتمع العربي لها مآرب وأهداف معينة. هل نسينا أن استطلاعات قالت في اتتخابات سابقة (وأعتقد ما قبل الأخيرة) أن “الحركة العربية للتغيير” التي يرأسها الصديق الدكتور أحمد الطيبي ستفوز بأربعة نواب؟ حتى أن استطلاعات أخرى تحدثت عن خمسة؟ فماذا كات النتيجة؟ النتيجة كانت انضمام الدكتور الطيبي إلى ” الجبهة ” ليتمكن من نسبة العبور بنائبين. هذا لا يعني أبدأ أننا نقلل من أهمية “العربية للتغيير” التي نحترمها ونحترم رئيسها، بل مجرد الإشارة إلى عدم المبالغة وعلى على ضرورة “رحم الله امريء عرف حجمه ووقف عنده”.
لذلك من الخطأ الكبير أن يتم الترويج لاستطلاعات لا تلامس الحقيقة. هناك مثل يقول: “لا تطعموا حالكو جوز فارغ” وكونوا صريحين وواقعيين مع الشعب.تعالوا نتصارح ونضع النقاط على الحروف: بدون شك الحركة الإسلامية الجنوبية هي حركة كبيرة منتشرة في المجتمع العربي ولها مؤسساتها ونشاطاتها وكوادرها. لكن هل يا ترى أن حجم هذه الحركة كأفراد يمكنها من كسب معركة انتخابات الكنيست لوحدها في ظل النسبة المرتفعة للنجاح؟ وهل الحركة نسيت تجربة تحالفها مع “التجمع” وبالكاد أي “بطلعان الروح” عبر التحالف نسبة الحسم؟ فما بالك إذا خاضت الحركة الانتخابات لوحدها وهي تعرف حقيقة حجمها.
الحديث يدور عن تحالف بين “الإسلامية الجنوبية ومازن غنايم”. أنا لا أريد الخوض في المباديء. فمازن غنايم المعروف أنه “تجمعي” حتى النخاع، وهو الذي أعلن عن ذلك بوضوح عن قناعاته وتمسكه بأفكار ومباديء حزبه، لكنه كما يبدو أراد اللجوء إلى حضن “الاسلامية الجنوبية” طمعاً في الوصول إلى الكنيست. من حق مازن غنايم أن يكون عنده هذا الطموح خصوصاً بعد أن تعرض لضربتين في الماضي. وضربتان على الرأس “بوجعو”: خسارة رئاسة بلدية سخنين ، وعدم اختيار حزبه له في مكان مضمون في التجمع. يعني “طلع لا منهون ولا منهون”. وبالتالي قد يرى مازن أن “الجنوبية” يمكن أن تحقق له ما يصبو إليه، وهذه حساباته.
الغريب في الأمر أن معهد ستات نت أجرى استطلاعاً بتاريخ 21/1/2021 ، أكد فيه أنه لو أجريت انتخابات الكنيست الآن ، فإن الإسلامية الجنوبية مع مازن غنايم ستحصل على 5.2 مقاعد. كيف وعلى أي أساس لا نعرف. ولكن إذا كنا واقعيين وقمنا بتحلل الأمور بمصداقية نقول: أصوات مازن غنايم موجودة في سخنين، وحجم غنايم الانتخابي لا يتعدى 11 ألف صوت في أحسن الأحوال، وحجم “الجنوبية” معروف. ولو جمعنا الحجمين فلا يمكن لهما عبور نسبة الحسم.
والسؤال الموجه أيضاً لمعهد ستات نت: كيف بمكن لشخص بدون حزب مثل مازن غنايم مع الإسلامية الجنوبية أن يحصلا على خمسة مقاعد، وتحالف كبير مثل (الجبهة والعربية للتغيير والتجمع) على سبعة مقاعد فقط؟ هل يعقل هذا؟
وبالرغم من أني لا أؤمن بمعلومات الإستطلاعات فيما يتعلق بالعرب، إلاّ أني أتمنى للمرشحين تحقيق ما يصبون إليه في يوم الحساب الانتخابي في الثالث والعشرين من شهر مارس/آذار المقبل.
أحمد حازم