وترجل الفارس، رجل المواقف البروفيسور عبد الستار قاسم
تاريخ النشر: 02/02/21 | 10:27كتب: شاكر فريد حسن
خطف الموت المناضل والأكاديمي والمحلل السياسي والمفكر الفلسطيني الحر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، البروفيسور عبد الستار قاسم، متأثرًا بفيروس كورونا، وذلك بعد حياة عريضة زاخرة بالعطاء والتضحيات والنضال المتواصل دفاعُا عن القضية الوطنية الفلسطينية، نهجًا وقولًا ومسلكًا.
يعتبر عبد الستار قاسم أحد أبرز المفكرين والمثقفين الفلسطينيين من أصحاب الرأي والتعبير الحر، عرف بمواقفه النقدية الصلبة الجريئة، وكمثقف عضوي نقدي، وإنسان وطني مخلص وصادق، آمن وتمسك بالثوابت ودعا للحفاظ عليها، ورجل مبدئي أصيل يقول كلمة الحق مهما كانت العقبات والنتائج.
وهو من المعارضين للسلطة الفلسطينية والمناهضين لاتفاق اوسلو، ومن الداعين إلى تصفية الفساد في المؤسسة الفلسطينية، ونتيجة مواقفه الجذرية وكتاباته النقدية تعرض للاعتقال مرات كثيرة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
صدر للقاسم نحو 25 كتابًا وما يقارب 130 بحثًا علميًا، بالإضافة إلى مئات بل آلاف المقالات المنشورة في الصحافة الفلسطينية والعربية والأجنبية.
من كتبه ومؤلفاته:” الفلسفة السياسية التقليدية، سقوط ملك الملوك، الشهيد عز الدين القسام، مرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، أيام في معتقل النقب، حرية الفرد والجماعة في الإسلام، سيدنا إبراهيم والميثاق مع بنى اسرائيل، الطريق إلى الهزيمة، الموجز في القضية الفلسطينية” وغيرها.
رحيل عبد الستار قاسم، المناضل والمقاوم العنيد، والثائر بجرأة وشجاعة بوجه المحتل وعصابات واباطرة اوسلو ومن لف لفهم، والمحارب ضد الفساد والفاسدين، تشكل خسارة جسيمة لا تعوض، وتترك فراغًا لن يملأه أحد سواه.
فوداعًا أيها الفارس الشرس، والصوت الوطني الشريف، القابض على جمرة الفكر والنضال والثورة، الثابت على الموقف السياسي والفكري الجذري، ولتكن أفكارك ويراعك الحُر عهدًا لن يهدأ، وستظل خالدًا ومخلدًا في ذاكرة شعبنا وتاريخه الناصع وسجل الفكر السياسي الفلسطيني التحرري.