خلفية دعم علي سلام لمنصور عباس.. ما الذي يجمع بين الإثنين؟
تاريخ النشر: 03/02/21 | 9:21بقلم: الإعلامي أحمد حازم
يقول رئيس بلدية الناصرة علي سلام (أبو ماهر ) باستمرار أن دعمه للقائمة المشتركة مكنها من الحصول على 15 مقعداً. وبما أن علاقة الصداقة بيني وبين علي سلام تعود إلى سنوات طويلة، فأنا شخصياً أكن له كل احترام وأصدق ما يقوله، رغم وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر بيننا وهذا أمر طبيعي. لم نسمع أبداً من قيادات المشتركة عن “فضل أبو ماهر” عليها، بل ما حصل هو العكس، فإن المشتركة حسب قول أبو ماهر في حديثه مع “موقع العرب “يوم أمس الإثنين، “لم تقدر هذا الدعم، لذلك “انتهت المشتركة بعد عدم تلبيتها احتياجات الوسط العربي، الذي كان يتأمل التغيير بعد الوصول لهذا العدد من المقاعد”. حتى أن منصور عباس الذي يقوم أبو ماهر الآن بمد يد العون له، لم يخرج منه أي تصريح في هذا الاتجاه.
وردًا على سؤال “كل العرب” على وجهة علي سلام في ال انتخابات المقبلة بعد زيارة نتنياهو للمدينة ، قال:” انا لم اعد نتنياهو، انا استقبلته”. ما هذا يا أبا ماهر. أنا أعرف أن الذاكرة عندك ما شاء الله قوية، أطال اللله بعمرك، يعني لم لمر على زيارة نتنياهو لبلدية الناصرة سوى أسبوعين وكم يوم، وبالتحديد في الثالث عشر من الشهر الماضي. وخلال استقبالك لنتنياهو في البلدية، تعهدت بدعمه في انتخابات الكنيست الـ24، فقد قلت في كلمة الترحيب بالحرف الواحد: “نعدك أننا سندعمك في الانتخابات وأنك ستستمر بعملك..لا يوجد زعيم مثلك يستطيع قيادة دولتنا”، بل وذهبت يا أبا ماهر إلى أبعد من ذلك في مدح نتنياهو بقولك له:” أن “أحدا لن يستطيع أن يقدم مثلما قدم نتنياهو للمجتمع العربي واليهودي”. حتى أنك ناشدت المواطنين العرب “بتصديق كل كلام قاله نتنياهو لأنه صادق فعلا ويريد التعايش بين العرب واليهود”. هكذا أنت قلت يا أبا ماهر. والآن تقول انك لم تعد نتنياهو بالدعم؟
أبو ماهر صرح بوضوح أنه مع “تفتيت” المشتركة، إذ يقول علانية أنه سيدعم “الإسلامية الجنوبية” بعد خروجها من المشتركة. طبعاً من حق أبو ماهر أن يدعم من يشاء وهذه حساباته. لكن هناك خلفية سياسية دفعت علي سلام للإعلان عن دعمه للإسلامية الجنوبية “قلباً وقالباً” وبالتحديد في هذا الوقت بالذات.
لا شك أن المناكفات التي حصلت في الفترة الأخيرة بين “الجبهة” ومنصور عباس، وتبادل الاتهامات بين الطرفين، جعلت من منصور عباس صديقاُ لعلي سلام على أساس “خصم عدوي السياسي” صديقي. وباتالي فإن كل من هو ضد سياسة “الجبهة” يعتبره أبو ماهر صديقاً. فما بالك إذا كان هذا الخصم منصور عباس المنفصل عن “القائمة المشتركة” التي يرأسها الجبهوي أيمن عودة.
أنا أعرف أن نهج علي سلام يختلف كلياً عن نهج الإسلامية الجنوبية بتسعين درجة. لكنه يلتقي معها الآن لسببين: أولهما الكره العميق لقيادة “الجبهة” وثانيهما الموقف الداعم لسياسية نتنياهو، كما ورد في أقوال علي سلام ومنصور عباس.
نقطة أخرى لا بد من التطرق إليها: يقول أبو ماهر في حديثه مع موقع العرب:” سجل لديك أن الموحدة حتى الأن لديها 5-6 مقاعد، وفي حال حصل ما أفكر به ستحصل الموحدة على 9 مقاعد،”. على مهلك أبو ماهر شوي شوي.. خربطتنا عقلنا” يا ريت فسرت لنا كيف 6 مقاعد وعلى أي قاعدة،وكيف 9 مقاعد وعلى أي أساس؟ ألا ترى أن الأمر فيه من المبالغة لدرجة الخيال، في وقت لم تحصل فيه “الجنوبية مع التجمع” في انتخابات ماضية سوى على أربعة مقاعد؟
ما لفت انتباهي هو رهان علي سلام على استحالة عودة منصور عباس للمشتركة. فقد قال :” في حال عودة د. عباس للمشتركة يجب استقالة جميع السياسيين وانا اول شخص سأعتزل السياسة”. أبو ماهر على ما يبدو متأكد جداً من عدم عودة عباس للمشتركة لأنه راهن على ذلك، وأبو ماهر لا يقدم على أي خطوة إلا إذا كان متأكداً من نجاحها، ومن المستحيل أن يغامر بالاستقالة “منشان منصور عباس”.
ولكن لماذا هذا الرهان؟ يقول أبو ماهر قي حديثه:” لأن عباس اذا عاد للمشتركة سيقضي على نفسه وعلى القائمة الموحدة سياسيًا، هناك التفاف كبير حول د. عباس وسيخوض الانتخابات بعيدًا عن المشتركة”. نحن نعرف أن توقعات أبو ماهر في انتخابات رئاسة بلدية الناصرة الأخيرة قد تحققت بالفعل، وإذا صح ما يتوقعه أبو ماهر بشكل عام في حديثه مع موقع العرب، فهذا يدل على أن الله منّ عليه بموهبة التنبؤ المستقبلي، وستكون قدرات أبو ماهر بذلك قد تجاوزت كل التوقعات.