الانتخابات الفلسطينية وأهمية وقف التحريض الإعلامي
تاريخ النشر: 06/02/21 | 9:41بقلم : سري القدوة
السبت 6 شباط / فبراير 2021.
تحتل الخطوة التي اتخذها الرئيس محمود عباس في اعلانه عن المرسوم الرئاسي بتحديد موعد الانتخابات الفلسطينية الشاملة على المستوي المجلس الوطني الفلسطيني والتشريعي والرئاسة الفلسطينية أهمية اساسية علي صعيد المضى قدما في توحيد الصف الفلسطيني وتكريس مبدأ التعددية والديمقراطية في الحياة السياسية الفلسطينية التي غابت لسنوات عن المجتمع الفلسطيني وخلقت اجواء معقدة ليس من السهل تجاوزها ويجب العمل وطنيا على انهاء حالة التحريض الاعلامي القائم بين مختلف الفصائل الفلسطينية .
هذا الموقف يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني الذي سيكون صاحب القرار من خلال صندوق الاقتراع، ونجاح هذا الاستحقاق بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية هي مسؤولية الفصائل الفلسطينية حيث يتطلب الاتفاق على اليات واضحة لتنفيذ وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل لنجاح الانتخابات الفلسطينية ويجب ان تكون هناك شراكة حقيقية وشفافية في هذه الانتخابات والعمل على انهاء الخلافات القائمة وضرورة وضع حد لكل اشكال السيطرة الاعلامية وممارسة التضليل وإغلاق منصات الابتزاز والردح الاعلامي ووضع حد لكل الشائعات والتحريض بين مختلف الفصائل الفلسطينية وتوحيد الجهود الوطنية في بوثقة العمل الوطني الجامع على قاعدة الشراكة الوطنية وتجسيد الوحدة بين الجميع .
ويجب وقف التصريحات الإعلامية والممارسات الغير مسؤولة التي تؤثر على الأجواء الوطنية وتعطل إنهاء الانقسام والبحث في الخطوات المطلوبة لتحقيق المصالحة وأهمية البدء بخطوات عملية تمهيدية تقود إلى تنفيذ الخطوات الضرورية لإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، ومن اهم الملفات المطروحة الان امام اجتماعات الفصائل الفلسطينية العمل على المضى قدما في هذا الطريق وتحقيق ما يصبو اليه ابناء الشعب الفلسطيني في احترام الحريات العامة وإنهاء الاعتقالات السياسية القائمة والتوقف الفورى والنهائي عن التصريحات الإعلامية والممارسات التي توتر الأجواء وتعطل إنهاء الانقسام وإنهاء التحريض والألفاظ والمصطلحات التي تؤدي إلى الاحتقان والفتنة .
ومما لا شك به ان استمرار التصريحات الاعلامية ولغة التحريض وخلق المبررات وكتم الحريات يعد عملا لا يخدم توجهات المصالحة ويجب وضع حد لهذه المشهد المأساوي وإنهائه حيث بات يلحق الضرر في المستقبل الوطني، وأن الانشغال في رسم هذا المشهد المؤلم يلحق ضررا فادحا بالقضية الوطنية الفلسطينية، ويضع المزيد من المصاعب أمام إمكانية التقدم على طريق إنهاء حالة الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية وتصفية الاجواء امام اجراء الانتخابات الفلسطينية، كما انه يخدم ويصب في توفير الفرصة للاحتلال الاسرائيلي واستهدافه للمشروع الوطني الفلسطيني واستمراره بفرض املاءاته واستغلاله لكل اشكال التناقضات الفلسطينية والخلافات الداخلية وحالة الانقسام القائمة والاستفادة في تعزيز مشاريعه الاستيطانية والعمل على تصفية القضية الفلسطينية.
وتشكل خطوات وقف الاتهامات والتراشق الإعلامي بين مختلف الفصائل الفلسطينية الاساس الواضح والأرضية الصلبة للمصالحة والشراكة الاعلامية ويجب اسكات كل اصوات الفتنة التي تستغل منصات التواصل الاجتماعي لوقف التحريض والابتزاز السياسي وأهمية العمل ضمن فريق واحد وتوافق وطني وان يكون الجميع موحدين وعلى قلب رجل واحد، حيث أن استمرار حالة الشحن والتوتير المتبادل بين الفصائل الفلسطينية يزيد من تعقيد الوضع الداخلي ويصاعد حالة القلق والإحباط الجماهيري تجاه المستقبل الوطني الذي يشهد حالة بؤس وانعدام الرؤية وخاصة بين جيل الشباب الذي يطمح ان يكون له دور فاعل في حماية وطنه والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والمساهمة الفاعلة في الشراكة الوطنية والتفاعل بين الاجيال .