مؤسسة الأقصى تتفقد مقابر “طيرة حيفا”
تاريخ النشر: 28/04/14 | 14:07قام وفد من “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” يوم أمس الاحد 27.4.2014 متمثلاً بنائب رئيسها الحاج سامي رزق الله ابو مخ، والسيد عبد المجيد اغبارية – مسؤول قسم المقدسات في المؤسسة-، والسيد سمير درويش- عضو إدارة المؤسسة -، بزيارة ميدانية لمقابر قرية طيرة حيفا المهجرة عام 1948م، وذلك لتفقد سير العمل فيها، والتأكد من تنفيذه بحسب الاتفاق، والذي يمكن من خلاله حماية وحفظ حرمة المقابر، ولا يمس بقدسيتها ولا مساحاتها مطلقاً.
وقال الحاج سامي رزق الله خلال الزيارة:” قمنا بهذه الزيارة، التي سبقها بطبيعة الحال عدة زيارات متكررة خلال الاسابيع الأخيرة من قبل طواقم المؤسسة، لتفقد سير العمل في مقابر طيرة حيفا، على إثر تنفيذ الاتفاق التي تم التوصل اليه قبل نحو شهرين يقضي بحفظ وحماية المقابر، ما بين “مؤسسة الاقصى” واهالي قرية الطيرة من جهة وبين ممثلين من “وزارة الاسكان”، وأضاف أبو مخ:” بحيث تم بناء سور حجري واقٍ، وفوقه سور حديدي، يحفظ حرمة المقابر ومساحتها المحددة، علما أن الحديث يدور عن عدة مقابر متوزعة في انحاء متفرقة من القرية، كانت تخدم القرية وعائلاتها المختلفة، كما تم التأكد بأن الجدار الذي بني يبعد أمتاراً عن حدود المقبرة، وتم إجراء عمليات تنظيف حول حدود المقبرة”.
وتابع:”والشيء المهم أيضا الذي تأكدنا منه، هو عدم شق الطريق الذي كان مخطط له بعرض 15 مترا ما بين المقابر، حيث ألغي هذا الشارع الذي كان مخططاً له، وتم العمل فقط بحدود الشارع التاريخي من فترة الاحتلال البريطاني للبلاد، في مقطعه الأخير، وهنا نؤكد ان هذا المقطع سيتم رصفهُ بالحجارة الارضية وسيكون ممر أقدام لطلاب المدرسة فقط، دون أن يمس ذلك بحرمة المقابر والأموات فيها، وهو الشارع الذي كان أصلا يفصل بين مجموع المقابر في قرية الطيرة، ولم يكن ضمن حدود المقابر، أو يقتطع جزءاً منها، ولا يمس بحرمة المقابر بتاتاً”.
الى ذلك قال السيد عبد المجيد اغبارية:” نشير أن عدة مقابر كانت تنتشر في انحاء متفرقة في قرية طيرة حيفا، ومعلوم أن المقابر توزعت أيضا على عدد من عائلات القرية، وهذا شيء معروف ومشهور في أكثر من قرية من القرى المهجرة عام 1948، وخلال سنوات من عمل “مؤسسة الأقصى” واهل قرية الطيرة تم صيانة المقابر وتنظيفها، على مدار العام ضمن مشروع الصيانة السنوي للأوقاف، وحملات موسمية ومعسكرات عمل وقفية، وتم أكثر من مرة التصدي ومنع شق شوارع على أجزاء متفرقة من مقابر القرية، وفي الاشهر الاخيرة، وبعد أن كان مخطط لشق شارع بعرض 15 متر وسط عدد من المقابر، الأمر الذي كان يعرّض مساحات من المقبرة الى انتهاك حرمتها ونبش قبورها، تم العمل بالتعاون والتنسيق مع أهالي القرية لمنع ذلك، وبعد قياسات هندسية للمقابر من قبلنا وتحديد مساحاتها، تم التوصل لصيغة اتفاق مع ممثلين عن “وزارة الاسكان”، يمنع شق الشارع المخطط له، وبذلك تم منع طمس جزء كبير من مساحات المقابر، بالاضافة الى الاتفاق على بناء جدران واقية حول معظم حدود المقبرة، وهو ما يتم تنفيذه حاليا في المقبرة”.
وكان اغبارية قد اعتبرهذه الخطوة نجاحا كبيرا وثمرة طيبة للدور الذي قامت به المؤسسة واهالي طيرة حيفا مع الجهات المعنية على مدار فترة طويلة، مشيرا الى انه يهدف بالأساس الى صيانة مقابر الطيرة والحفاظ على قدسية الاموات فيها، وشكر اغبارية اهالي القرية الذين اثبتوا انتماءهم للمقابر في بلدهم من خلال تواصلهم الدائم معها ومع بلدهم، كما شكر كل من ساهم في الوصول الى اتفاق يحمي المقابر ويحفظ قدسيتها.
ومن جهته فقد صرح الحاج عبد الحي قوصيني – متولي وقف الطيرة واحد المؤسسين للجنة الدفاع عن مقدسات الطيرة – حول هذا الاتفاق بقوله: “إن الاتفاق الذي توصلت اليه مؤسسة الاقصى واهالي طيرة حيفا مع وزارة الاسكان يعد انجازا عظيما ويحمل فيه مجمله الخير لاموات طيرة حيفا ؛ فهو يضمن كرامتهم بعد انتقالهم من دار الدنيا الى الآخرة “، وشكر قوصيني مؤسسة الاقصى على الجهد العظيم والاهتمام الكبير الذي أولته للمقبرة مؤكدا على وقوف الاهالي الى جانبها في كل خطوة من شأنها أن تحفظ مقدساتهم.
في سياق متصل قامت “مؤسسة الأقصى” خلال الأيام الماضية بأعمال تنظيف وصيانة لمصلى الخليلي في قرية طيرة حيفا، حيث تم تنظيف محيطه من الأعشاب والشجيرات، التي كانت تخفي معالمه، وتعرّضه للهدم والاندثار، وقد قام وفد من المؤسسة بتفقد المصلى يوم أمس، على أمل باستمرار العمل بحفظ كل مقدساتنا وأوقافنا الاسلامية والمسيحية في الداخل الفلسطيني والقدس”.