رائد صلاح.. الشيخ الذي تخشاه إسرائيل بقلم أحمد حازم
تاريخ النشر: 19/02/21 | 12:30أحمد حازم
المعروف أن إسرائيل، التي أرادت بريطانيا أن تكون الأرض الفلسطينية “وطناً” لها بالقوة، تنفيذاً لوعد “بلفورها”، والتي” أسموها دولة اليهود، تعاطف معهم العالم باعتبارهم “ضحية” النازية الألمانية، لكن هذا العالم الظالم تجاهل جريمة تشريد أصحاب أرض عن سابق إصرار وجعل شعبها ضحية، مقابل توطين غرباء في الأرض التي أطلقوا عليها كذباً أرض بلا شعب، لأن شعبها موجود عليها منذ قرون كثيرة.
إسرائيل، التي أخافت الدول العربية، ولا تزال تخيفها وتحتل قسماً من أراضيها ويحسب حكامها ألف حساب لها، هي إسرائيل نفسها التى تخشى من شيخ فاضل اسمه رائد صلاح. هذا الشيخ الجليل يخيف إسرائيل، ليس لأنه يمتلك سلاحاً نووياً، بل لأنه صاحب عقيدة قوية ومواقف صلبة، لا يتخلى عنها مهما كانت الظروف، ورئيس حركة إسلامية ذاع صيتها في العالم بفضل نشاطاته التي أزعجت “دولة اليهود” فأصدرت الجهات الأمنية والقضائية فيها أمراً في العام 2015 بحظر هذه الحركة ومنع نشاط مؤسساتها.
إسرائيل التي تمتلك أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، تخاف من هذا الشيخ الذي يحمل بكل فخر واعتزاز لقب “شيخ الأقصى” والذي يقلق الفادة الإسرائيليين حتى وهو في الزنزانات الإسرائيلية. ولو كان هؤلاء القادة لديهم حرية التصرف بمصير الشيخ رائد لحكموا عليه بالسجن مدى الحياة لحجم الحقد الموجود في قلوب هؤلاء على شيخ لا هم له في هذه الدنيا سوى خدمة الأقصى والحرص عليه من الذئاب والكلاب الضالة.
في العاشر من شهر نيسان/أبريل عام 2016 لم يكن لدى رئيس وزرائهم نتنياهو مشاكل حارقة لمناقشتها في جلسة مجلس الوزراء، فطرح على طاولة النقاش ملف الشيخ رائد منتقدا المسؤولين في جهازي الأمن والقضاء بالقول:” إن هذا الرجل هو فتيل متفجرات يكاد أن ينفجر، أنا أطالب الأذرع الأمنية ووزيرة القضاء العمل على إبعاده، هذا الرجل من الواجب ان يكون في السجن”. فضيلة الشيخ لم يأبه لكلام نتنياهو، ولطالما سخر منه. فقد رد عليه الشيخ ببيان قال فيه:” “مُتْ بغيظك وطق من القهر”. صحيح أن نتنياهو لم يعترف بأنه “مقهور جداً” من الشيخ الرائد، إلا أن لسان حاله داخلياً يقول: “طقيت”.
شيخ الأقصى قالها ويقولها دائماً بصراحة متناهية:” نحن قوم لا نخاف إلا الله تعالى، شرفنا ان نواصل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المباركين حتى نلقى الله تعالى، لن توقفنا أية لغة تهديد لنا او تحريض علينا عن مواصلة فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي في القدس والمسجد الاقصى المباركين وما حولهما”.
وهل يوجد تفسير وشرح واضح أكثر من ذلك. ما يقوله شيخ الأقصى ليس مجرد كلام، إنما حقائق هي في واقع الأمر بوصلة المسلمين في الداخل الفلسطيني، والذين يرون في الشيخ رائد أميناً عاماً للأقصى وأمانة بين يديه خصوصاً أنه وهب حياته من أجله.
نقطة أخرى مهمة لا بد من الإشارة إليها في مواقف الشيخ رائد، وهي نفطة تعتبر واحدة من قناعاته:” نحن على يقين ان الاحتلال الاسرائيلي ومن يمثلون الاحتلال الاسرائيلي الى زوال قريب بإذن الله تعالى وهذه بعض ثوابتنا، ومن لم يعجبه ذلك فنقول له : “مت بغيظك وطق من القهر”.
السياسيون والجنرالات في إسرائيل ليسوا وحدهم الذين يخافون شيخ الأقصى ويحللون كل حرف ينطق به وهو خارج السجن. فسلطة السجون الإسرائيلية الموجود لديها الشيخ رائد تخاف منه، علماً بأنه يقضي محكومية بالسجن لمدة 28 شهرًا على خلفية “ملف الثوابت”، حيث بدأ تنفيذ الحكم في السادس عشر من شهر آب/أغسطس العام الماضي.
سلطة السجون طلبت من المحكمة المركزية في بئر السبع، تمديد العزل الانفرادي للشيخ ستة أشهر إضافية، بحجة أن اختلاط الشيخ مع باقي السجناء يشكل خطرا على أمن الدولة، لأنه رئيس الحركة الإسلامية (الشمالية) وشخصية مؤثرة في المجتمع العربي. تصوروا مدى الخوف من شيخ الأقصى. يخافون من حروفه، من كلماته، وحتى من نظراته ومن ابتساماته، ويعتبرونها من المؤثرات التي تغير عقلية الآخرين وتغسل دماغهم لعداء إسرائيل، ولذلك يفضلون بقاءه وحيداً في العزل الانفرادي، لهذه الدرجة وصل بهم الحقد والبغض لشيخ الأقصى.
إذا كانت الجهات الأمنية الإسرائيلية تعتقد بأن سجن الشيخ رائد باستمرار سيقلل من التفاف الجمهور حوله، فهي مخطئة بالتأكيد. فالشيخ لم ينهب حتى يسجن ويبتعد الناس عنه، والشيخ لم يقتل حتى يعنقل ويفر الناس من حوله، والشيخ لم يحتال على مواطنين بملايين أودت به إلى السجن حتى يأخذ الناس منه موقفاً سلبياً، ولا توجد ضده ملفات اتهام برشاوى مثل نتنياهو، المفترض أن يكون هو في السجن، لكن الشيخ وهب نفسه للأقصى والقدس، ولذلك لن يتخلى عته أبناء شعبه أبداً. الشيخ رائد شئتم أم أبيتم سيظل صوت الأقصى في الداخل والخارج، فمونوا بغيظكم.