الشذوذ الجنسي أساسه في الطفولة المبكرة
تاريخ النشر: 21/02/21 | 17:00د.سلام قدسي
علينا الانتباه الى خطورة إقحام موضوع الشذوذ الجنسي في الأجندة السياسية او الحيز العام، فإثارة الموضوع إعلاميا بمثل هذا الزخم الذي نشهده الآن ووصوله الى كل بيت وكل مراهق ومراهقة وشاب وشابة من أبناء مجتمعنا العربي الذين يترقبون ما ستفرزه هذه السجالات والمناكفات بين التيار المحافظ المتمثل بالقائمة العربية الموحدة وتيار ادعاء الليبرالية المتمثل بالحزب الشيوعي ومؤيديه. نتيجة هذه المعركة ستحدد خطوات شبابنا المستقبلية في ظل ازمة الهوية التي يعيشونها في عصر غزو الغرب لمجتمعنا من أوسع أبوابه خصوصًا عبر شبكة الانترنت المتاحة 24 ساعة.
· إعطاء شرعية للأطفال والأهل والمربيات التحدث في موضوع الجنس بما يتلاءم وتطور جيل الأطفال يساهم في تعزيز ثقة الطفل بهويته الجنسية الاصلية ويعزز دافعيته للمبادرة والعمل والاكتشاف والانشغال في أمور أخرى.
· الكبت الجنسي يعزز قوى الهدم والتدمير الموجودة في كل انسان، ويدفع الإنسان الى السادية والمازوخية المتمثلة بتعذيب الذات وتعذيب الآخرين. وهي من أسس مشكلة العنف المستشري في مجتمعنا.
· التربية الدينية المحافظة التي تأخذ من الحوار أداة لها في التعامل مع موضوع الجنس، ستؤثر في نشأة جيل جديد واضح الهوية.
· التربية المتذبذبة التي تعتمد في خطابها على تقليد الغرب من باب الانفتاح والتقدم، ستؤثر على جيل طفرة هجين، سيبحث عن هويته باستمرار من ميلاده الى مماته، فلن يجدها لا في لواط ولا مثليين ولا حتى في حياة عادية.
تعالوا نحكي بصراحة عن التربية الجنسية من منظور علم نفس: أصل مشكلة الشواذ في علم النفس التحليلي الجنسي تبدأ في مرحلة الطفولة، إذ يمر الطفل في جيل الرابعة من عمره تقريبًا بمرحلة التعرف على جنسه ويميل لاكتشاف الجنس الآخر والمقارنة بين ما لديه وبين ما لدى الجنس الآخر من أعضاء جنسية من باب حب الاستطلاع. هنا تبدأ مرحلة تفضيل الأولاد اللعب مع من نفس الجنس. في هذه المرحلة تشكل الأعضاء الجنسية مركز اللذة لدى الأطفال فيكثرون من ملامسة اعضائهم الجنسية. هذا الأمر طبيعي وغير مقلق بتاتًا. المقلق هو تعاملنا مع هؤلاء الأطفال كأهل ومربيات في البيوت والرياض الأطفال. فعند زجر الأطفال بمجرد ملامستهم لعضوهم الجنسي أو عند خلع لملابسهم أمام أطفال آخرين أو عند تعرية دمية لاكتشاف هويتها. زجر او صد او منع الأطفال في هذه المرحلة الحرجة من تكوين هويتهم الجنسية يولد في عقلهم الباطن أزمة نفسية يتم كبتها تفاديًا للتعنيف او الصدام مع الكبار. الاهل والمربيات يمثلون صوت الضمير او الانا الأعلى الخارجي الذي لم يولد بعد في نفس الطفل. هذا الصوت الدفين يبقى في حالة جمود وسبات إلى ما بعد مرحلة الطفولة ويختبئ في النفس على امتداد المرحلة الابتدائية التي تعرف باسم مرحلة السكينة أو مرحلة الجنس الدفين. يعيش الأولاد في مرحلة الطفولة المتأخرة او مرحلة ما قبل المراهقة، فترة من غياب الجنس في حياتهم بفعل الأزمات النفسية الداخلية والخارجية التي تعرضوا لها في المرحلة السابقة. من أبرز تلك الأزمات عقدة اوديب وعقدة اليكترا التي تتلخص بميل الذكور لأمهاتهم وميل الإناث لآبائهم.
في جيل السادسة تقريبا يكون الطفل قد مر بأهم ثلاث مراحل نفسية جنسية، تشكل حجر الأساس لبناء هويته الجنسية المستقبلية. ما ان يبلغ الطفل العاشرة من عمره حتى تبدأ رواسب الماضي من كبت ومنع بالظهور، يصبح الان الفتى او الفتاة أنضج عقليا ونفسيا لمعالجتها. تعرف هذه المرحلة بمرحلة الثورة الصغرى حيث يثور الأبناء على الوالدين وتبدأ الانتقادات والاحتجاجات. لم يعد الأب بنظر الأبناء (سوبرمان) عصره ولا الام الشخصية المثالية. عرش الوالدية يهتز أمام ميلاد شخصية مستقلة.
مع نضوج الأعضاء الجنسية يصحو الأولاد من سباتهم الذي مروا به في مرحلة الابتدائية، ويدخلون مرحلة المراهقة.
وتعود الأعضاء الجنسية لتصبح مصدر ومركز المتعة. يبقى الانسان في هذه المرحلة مدى حياته الى مماته.
في هذه المرحلة تقوم النفس بنبش ماضي الذاكرة التي تم قمعها في مرحلة الطفولة المبكرة، في محاولة لبناء هوية جنسية جديدة.
هنا يصطدم المراهقون من جديد بصوت المجتمع بعاداته وتقاليده وشرائعه وقوانينه. فيتمردون ويعلنون العصيان. وعلى الأغلب في عصر الانترنت يكون عصيانهم بالدخول إلى مواقع في الشبكة العنكبوتية وتواصلهم مع فئة عمرهم الذين يمرون مثلهم بنفس الصراع، إلى ان يجدوا في احدى المجموعات ما يناسبهم.
هنا نصل الى لب الموضوع:
· نزعة الانسان لاكتشاف جنسه والمفاضلة بين الجنسين هي نزعة نفسية إنسانية موروثة ولا علاقة لها بدين او قومية.
· تعامل المجتمع بكبت هذه الميول في الطفولة المبكرة لها عوارض نفسية وخيمة في مرحلة المراهقة والبلوغ.
· يبحث الشباب عن هويتهم الجنسية بشكل مستقل في حال عدم اعطائهم شرعية السؤال والبحث في موضوع الجنس.
· سيجد الشباب في الشذوذ الجنسي نوع من أنواع التمرد المجتمعي خصوصًا في المجتمعات المكبوتة.
· الشباب من خلفيات اجتماعية غنية وليبرالية يشهرون ويظهرون شذوذهم باعتزاز كنوع من التعبير عن الحرية والحداثة.
· في حال تبني قضية الشواذ وتشريعها بسن القوانين ستتحول الى حركة تبشيرية تخرج بمسيرات ومظاهرات، وستحصل على دعم منظمات عالمية غربية تؤمن بحرية الفرد باختيار جنسه وميوله الجنسية والزواج من نفس الجنس والإنجاب بطرق غير تقليدية.
· تتبنى الأحزاب غير المحافظة هذه القضية لأنها من جهة، تدر عليهم أموالا طائلة من قبل أحزاب ومؤسسات دولية تساند قضية المثليين، ومن جهة أخرى، تعطيها صبغة من الحداثة والتقدم بمفاهيم الغرب.
· الكبت الجنسي يعزز قوى الهدم والتدمير الموجودة في كل انسان، ويدفع الإنسان الى السادية والمازوخية المتمثلة بتعذيب الذات وتعذيب الآخرين. وهي من أسس مشكلة العنف المستشري في مجتمعنا.
· التربية الدينية المحافظة التي تأخذ من الحوار أداة لها في التعامل مع موضوع الجنس، ستؤثر في نشأة جيل جديد واضح الهوية.
· التربية المتذبذبة التي تعتمد في خطابها على تقليد الغرب من باب الانفتاح والتقدم، ستؤثر على جيل طفرة هجين، يبحث عن هويته باستمرار من ميلاده الى مماته، وعلى الاغلب لن يجدها لا في لواط ولا مثليين ولا حتى في حياة عادية.
توصيات:
· علينا ادخال التربية الجنسية منذ الطفولة المبكرة لكل بيت وكل رياض أطفال.
· علينا إعطاء شرعية للأطفال والأهل والمربيات التحدث في موضوع الجنس بما يتلاءم وجيل الأطفال. هذا الحوار من شأنه أن يساهم في تعزيز ثقة الطفل بهويته الجنسية الاصلية ويعزز دافعيته للمبادرة والعمل والاكتشاف والانشغال في أمور أخرى.
· علينا الانتباه الى خطورة إقحام موضوع الشذوذ الجنسي في الأجندة السياسية او الحيز العام، فإثارة الموضوع إعلاميا بمثل هذا الزخم الذي نشهده الآن ووصوله الى كل بيت وكل مراهق ومراهقة وشاب وشابة من أبناء مجتمعنا العربي الذين يترقبون ما ستفرزه هذه السجالات والمناكفات بين التيار المحافظ المتمثل بالقائمة العربية الموحدة وتيار ادعاء الليبرالية المتمثل بالحزب الشيوعي ومؤيديه. نتيجة هذه المعركة ستحدد خطوات شبابنا المستقبلية في ظل ازمة الهوية التي يعيشونها في عصر غزو الغرب لمجتمعنا من أوسع أبوابه خصوصًا عبر شبكة الانترنت المتاحة 24 ساعة.